واشنطن بوست:المنطقة بأكملها على وشك الانفجار واليمن قد تكون نقطة اشعال الحرب الإقليمية عاجل: المحافظ بن ماضي يخاطب حلف قبائل حضرموت: لن نوجه بنادقنا أبدًا فيما بيننا وقد أتينا لنمد يد السلام ومطالب حضرموت يتفق عليها الجميع عدن: البنك المركزي يبيع 18 مليون دولار بسعر (2007 ريالات) بعد اشاعات إعتزاله الفن .. الفنان محمد عبدة يكشف عن أهم اعماله الفنية بعد اصابته بالسرطان شاب عربي ينافس على جائزة الأفضل في العالم علامات على الوجه قد تدل على مشاكل في صحتك! السعودي في عدن يساوي قيمة الدولار بصنعاء ''أسعار الصرف اليوم'' رونالدو يعلن موقفه النهائي من نادي النصر السعودي خنادق وأنفاق وألغام.. مخاوف حوثية من إنتزاع محافظة الحديدة من ايديهم .. تحركات وتأهب طارق صالح يبحث مع سفيرة فرنسا ضرورة مواجهة الخطر الحوثي
ما تزال المرأة اليمنية تتجرع ويلات الحرب التي شنتها مليشيا الحوثي، والتي تضاعفت بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة مع تصاعد الممارسات الحوثية القمعية التي طالت خصوصية المرأة وحريتها الشخصية. فصور المرأة القادمة من صنعاء ليست من العصور الوسطى بل من الواقع المأساوي الذي فرضته الجماعة الحوثية القادمة من خلف التاريخ حاملة أفكاراً كهنوتية انعكست سلباً على حقوق المرأة وحرّيتها وكل جوانب حياتها، وخلال فترة قصيرة أفقدتها كل المكتسبات التي كانت قد حققتها خلال عقود من النضال والتضحية.
لم تتوقف الجماعة هنا، بل قيّدت حركة المرأة وفرضت عليها نمط محدد من العيش في انتهاك صارخ لحقوق المرأة وانتهاك لكرامتها وتحدٍ للقوانين الدولية والمحلية وللأعراف والتقاليد اليمنية التي تضع مكانة عالية ومقدّسة للمرأة وتفرض عقوبات حاسمة ضد من يعتدي عليها. أرقام مهولة لأعداد نساء اليمن النازحات بسبب الحرب وبطش المليشيا الحوثية يشكلن أكثر من نصف عدد النازحين داخلياً وخارجياً، وهو ما تؤكده التقارير الحقوقية التي تسلط الضوء على حجم هذه الكارثة الإنسانية.
أُجبرت المرأة اليمنية على تحمل تبعات الحرب القاسية، فآلاف الأسر فقدت عائلها، واضطرت المرأة لأن تتحمّل الأعباء في ظل انهيار الاقتصاد وانعدام الغذاء وتردّي الخدمات، ورغم ذلك يتزايد العنف ضد المرأة ليضيف معاناة إلى ما تعانيه في الأصل. ولا يكاد يمر يوم إلا ونسمع اعتداءات على النساء بما فيها عمليات القتل المباشر وحالات الاختطاف والإخفاء القسري.
وخلال السنوات الأخيرة، أصبحت مناطق سيطرة الحوثيين بؤرة خوف وانعدام الأمن من كل جانب بالنسبة للمرأة، فتخرج وهي خائفة على حياتها؛ خصوصاً مع تزايد الخطاب الحوثي التحريضي ضد النساء سواء في المساجد أو في وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي. وما كشفته التقارير الحقوقية من حقائق مفزعة عما يتعرضن له النساء في سجون الحوثي بصنعاء من تعذيب وابتزاز وتلطيخ سمعتها بتهم كاذبة ليس سوى غيظ من فيض، وانعكاس للخطاب التحريضي الخطير الذي يسقط مكانة المرأة حتى لدى أهاليها الذين يخشون الفضيحة في المجتمع واستغلال المليشيا الحوثية لما تنشر عن ابنتهم وابتزازهم بها بفرض إتاوات عليهم أو دفعهم لتنفيذ ما تطلبه منهم.
وبهذا يتأكّد للعالم أن الانتهاكات الحوثية ضد المرأة ليست عفوية وإنما نابعة من صلب عقيدتها الطائفية التي تحتقر المرأة وتسعى لجعلها جزء من آلة الموت ومسيرة الإرهاب، ولهذا تسحق مقاومتها الرافضة للتنازل عن حقوقها وعن هوّيتها الوطنية، ومقاومتها لكل حملات القمع وسياسة التجويع والتجهيل والعودة للماضي البائد.
يدرك الحوثي أهمّية دور المرأة سواء في إسناد مؤسسات الدولة وفي دعم السلام والحفاظ على تماسك المجتمع ومحاصرة مشاريع الكهنوت والإرهاب، ولهذا تسعى لسحقها بكل قوّة، بما فيها الاستهداف بالقصف والقنص والقتل والإعاقة واختطاف ذويها وتحميلها أعباء تفوق قدراتها بما يضمن اختفائها من المشهد العام.
والمؤسف هو غياب الدور المساند للمرأة سواء من الحكومة أو من الجهات المعنية بحقوق النساء، بما فيها هيئات الأمم المتحدة التي تزعم حرصها على مشاركة المرأة بكل تفاصيل الملف اليمني ومنها مفوضات السلام، فالواقع يؤكّد أن الجميع خذلوا المرأة وتركوها منفردة تواجه حملات الاجتثاث الحوثية ما ينذر بكارثة تهدد المجتمع اليمني برمّته.
ورغم استغاثات المرأة المتكررة إلا أنها تظل أشبه بصرخة بكماء ترتد لتخنقها كل يوم، فصوتها غير مسموع وسماؤها ملبدة بالغيوم، ومصيرها بين رجاء خائب وعدو دموي يتعامل معها كرجس يجب إزالته من الوجود.