الواقع لا يخفى عليك عزيزي القارئ فواقعنا كما تراه أنت لا كما يصوره لك الاخرون ، ربما كلمة مرير التي ذيلت عنوان المقال هي قليلة في وصف هذا الواقع الذي نعيشه اليوم ، وأنا بسطوري هذه لن استطيع أن اضيفَ إلى ما عندك حول الواقع شيء في حالة ما أنك تنضرُ إلى الواقع بعين الحياد والايجابية بعين الانسان الذي لا يتشبث برأي حزبٍ أو جماعة ، بعين الانسان الوطني الذي يهمه حاضر ومستقبل وطنه .
عزيزي القارئ احداثٌ متسارعة شهدته العاصمة صنعاء كان اخرها ما حدث من انقلاب على شرعية الرئيس عبد رب منصور هادي وحكومته ، وفي ظل هذه المتغيرات المتسارعة يتساءل البعض عن مستقبل اليمن المجهول وعن الأيام القادمة وما تخبئه في طياتها من احداث ومستجدات قد لا يكون بمقدورنا توقعها أو التكهن في حدوثها ، الا أن المؤشرات التي يمكن الاستناد إليها في قراءة مستقبل اليمن هي عدة مؤشرات أهمها بقاء الجماعات المسلحة في العاصمة صنعاء ، واستيلائها على كل أسلحة الدولة الخفيفة والثقيلة ، إضافة إلى ذلك استمرار التوتر في العديد من المحافظات التي لاتزال جماعة الحوثي مصرة على الدخول إليها منها محافظة مأرب فلا يزال التوتر قائماً بين جماعة الحوثي وقبائل محافظة مأرب وقد لا ينتهي هذا التوتر الا باقتناع جماعة الحوثي من عدم الدخول إلى محافظة مارب ـ ولا اضن ذلك ـ فمحافظة مارب هي مطمع لجماعة الحوثي ولعل الاحداث الأخيرة التي شهدتها العاصمة صنعاء كان السبب الرئيس في حدوثها هو الحاح مليشيا الحوثي وإصرارهم على الدخول إلى محافظة مأرب كون هذه المحافظة من أهم المحافظات اليمنية المنتجة للنفط ، وفي حين أن مليشيا الحوثي تسعى جاهدة من اجل اقتحام محافظة مأرب فإن قبائل مأرب ايضاً بالمقابل تحتشدُ بكل ما أوتيت من قوة لمواجهة المليشيات المسلحة فلا اضن أن قبائل مأرب أيضاً ستتراجع عن حماية محا فظتهم من أي دخيل قد يفكر باقتحام محا فظتهم وهذا ما لاحظناه في خطابات شيوخ قبائل مأرب الذين عبروا فيها عن رفضهم المطلق للجماعات المسلحة وأنهم لن يسمحوا لها بالدخول الى محا فظتهم مهما كان الثمن وأنهم سيبذلون الغالي والنفيس في سبيل الدفاع عن محا فظتهم . هذا بالنسبة لشمال اليمن الذي سيطرت الجماعات المسلحة على العديد من المحافظات فيه ، ثم ماذا عن الجنوب وعن الحراك بالتحديد الذي يرى أن هذه المرحلة هي الفرصة الذهبية التي سيتم فيا تحديد المصير ، هل فعلاً ستكون الأطراف الجنوبية قادرة على الانفصال في هذه المرحلة التي لم يسبق لليمن أن عاشتها من قبل في ظل هذا الغياب شبه التام للدولة ، وإذا لم يحدث الانفصال من الذي سيقرر مستقبل اليمن الفدرالي ويقيم اركان الدولة الفدرالية ، ومن هو الرئيس القادم للوطن ومن الذي سيختاره ، وهل الطرف الأقوى والذي يمتلك السلاح هو من سيقوم باختيار رئيس للبلاد ، وهل سيقبل الشعب بمن سيختارونه أم أن الشعب سينتفض ـ وهذا ما نتوقعه ـ وسيقول كلمته على مسمع العالم ومرأه وتبقى الكلمة في الأول والأخير للشعب .
ثم ماذا عن الأحزاب هذه الأحزاب التي لا تقوى الان على حمل نفسها في هذه المرحلة ولا تستطيع أن تبدي موقفاً موحداً يجعلها قويةً أمام خصمهم الذي يقف امامهم اليوم بكل ما اوتي من قوة ، إن هذه الأحزاب لن تستطيع التغلب عليه الا في حالة توحدهم والاتفاق على اهدافٍ واضحة ومشتركة بينها إذ لابد من رؤية موحدة لمواجهة الخطر الذي يحدق بالوطن من كل جانب ، مالم فإن الخناق سيضيق بهم وسيندمون في يوم لا ينفع الندم فيه .