لم يأتي التدخل العربي في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية الا بعد أن ضاق الشعبُ ذرعاً مما يحدث على الارض من قتل للأبرياء وازهاق لأرواح العشرات بل المآت من ابناء اليمن على ايدي جماعة الحوثي الارهابية ، وكذلك بعد اجتياحٍ للمحافظات اليمنية محافظة بعد اخرى كان اخرها وصول جماعة الحوثي المتمردة إلى مشارف محافظة عدن ، وما كان لهذه الضربات الجوية التي شهدتا صنعاء أن تقع لولا تمادي جماعة الحوثي الارهابية بمساعدة الرئيس المخلوع صالح وأزلامه في طغيانهم وحبهم للسيطرة اكثر فأكثر ضناً منهم أنهم بقوة السلاح سيسيطرون على الوطن بأكمله وسيتمكنون من الامساك بزمام الامور .
ويأتي هذا التدخل العربي تلبية لدعوى الشعب اليمني في الشمال والجنوب سيما أولئك المتظاهرون السلميون الذين خرجوا في ساحات محافظة تعز لا يحملون سلاحاً ولا حتى سكين فهم لم يتعودوا غير السلمية ، ورغم سلميتهم فقد قوبلوا بالقمع من قبل جماعة الحوثي الارهابية ، إذاً أليست دماء هؤلاء المتظاهرين دماء يمنية ، اليس من حقهم التعبير عن آرائهم بطرقهم السلمية التي عهدناها منهم ، ولماذا اذاً يواجهون بهذه القساوة ، اليس من حق اخواننا في الدول العربية أن ينتصرون لإخوانهم الضحايا الذين لم تترفق بهم ايادي الغدر والخيانة بل واجهتهم بوحشية مفرطة .
كما يأتي هذا التدخل العربي استجابة لطلب الرئيس الشرعي للجمهورية اليمنية عبد ربه منصور هادي الذي وجه نداءً عاجلاً للأشقاء العرب بضرورة التدخل وحماية الشرعية واجاز لهم التدخل وهو صاحب الشرعية التي منحها الشعب له .
ثم يا من تنتقدون هذا التدخل الذي استهدف مركز القوة والنفوذ التي يستخدمها الحوثي لقمع الشعب ، لماذا لا تنتقدن التدخل الايراني في اليمن الذي وصل بقوته إلى المياه الاقليمية اليمنية على مقربة من باب المندب .
إن دول الخليج وإلى جانبها بعض الدول العربية الاخرى لهي اولى بالتدخل من ايران ، فإن اخواننا العرب هم يعرفون حجم الخطر الايراني المحدق بالمنطقة ، ونحن ـ كيمنيين ـ ما الذي استفدنا من ايران غير تلك الاسلحة المهربة التي تبعث بها إلى جماعة الحوثي لتقمع الشعب بها.