العمال الإيرانيون كارهون للدكتاتورية الحاكمة
بقلم/ عبدالرحمن مهابادي
نشر منذ: 6 سنوات و 6 أشهر و 8 أيام
السبت 28 إبريل-نيسان 2018 11:43 ص

في ظروف نستقبل "يوم العمال العالمي"، ينتفض فيه الشعب الإيراني ضد الديكتاتورية ويصرخون بأنهم لا يريدون هذا النظام. لكن النظام واجه هذه الانتفاضة بالقمع والقتل والإعدام بشكل كبير. يبدو أن مواجهة الناس مع الدكتاتور قد وصلت إلى مرحلتها النهائية. أحد علائم هذ المرحلة النهائية نستطيع الاشارة إلى المظاهرات الشجاعة لأهالي كازرون في محافظة فارس والتي نادت بشعار (ويل لكم لليوم الذي أصبحنا فيه مسلحين). طرح مثل هكذا شعارات أدى إلى سقوط نظام محمد رضا شاه بهلوي في العام1979 . في كردستان إيران مثل هكذا فضاء في حال الازدياد أيضا. في حين انه منذ بدء الانتفاضة من أجل الحرية مضت أربعة أشهر أصبح الشعب الإيراني متعبا وفاقدا للأمل من النضال السلمي مع هذا النظام ويطالبون بتطبيق طرق أخرى أنفسهم لا يريدونها . علم النضال في اكثر البلدان تحتفظ في ذاكرته هكذا اتجاه في حركات الشعوب . والشعب والقوى الرائدة لم تكن لتسعى أبدا خلف الكفاح المسلح من أجل مطالبها. بل هؤلاء الديكتاتوريون هم يفرضون دائما الحرب على الشعب والقوات الداعمة له.

على مدى حكم الملالي في إيران شارك دائما بنشاط العمال في الاحتجاجات المناهضة للحكومة. هؤلاء ليسوا فقط محرومين من حقوقهم الحياتية والاولوية بل أيضا تم ابعادهم عن امتلاك منظمات عمالية غير حكومية ومستقلة. وهذا ما قد أدى إلى سجن العديد من العمال لعدة مرات ولفترة طويلة تحت ذرائع واهية في السجون.

إن انعدام الحريات وعدم تلبية المتطلبات الاقتصادية والثقافية الأساسية قد ربط مصير العمال بالمزارعين، والمواطنين المنهوبة أموالهم، والعاطلين عن العمل، والطوائف، وأتباع الأديان وجميع شرائح المجتمع مع بعضها البعض.

يطالب العمال بالحد الأدنى للأجور والتأمين والعلاج وأجورهم المتخلفة وغير المدفوعة. ويطالب المزارعون بمياههم التي سرقت منهم. المواطنون المنهوبة اموالهم يطالبون بخميرة حياتهم التي سرقتها البنوك، لكن أياً من هذه الحقوق المشروعة والمسلمة لا يتم الاجابة عليها من خلال حكم رجال الدين. فالعبء الثقيل المتمثل في الفقر والبطالة الناجم عن تدمير الإنتاج والاقتصاد في البلد، والكمية الضخمة من الإنفاق النووي والصاروخي، والحروب العسكرية الإقليمية، والاختلاسات الحكومية التي تبلغ مليارات الدولارات، تم تحميلها على عاتق المجتمع المحروم وخاصة العمال. أصبحت حقول المزارعين أيضا جافة على نحو متزايد. 13 مليون عامل ، وفقا لإحصاءات الحكومة مع أسرهم، يمثل ما يقرب من 43 مليون شخص في البلاد .

أعلنت حكومة روحاني الحد الأدنى للأجور ب 1 مليون و 114 ألف و 140 تومان . وتبلغ قيمة هذا الأجر، على الدولار الذي يبلغ سعره 5000 و 250 تومان للدولار الواحد ، 212 دولارًا أمريكيًا ، وهو ما يعادل دولارًا واحدًا للساعة الواحدة ، وهو مبلغ بعيد كل البعد عن أجور العديد من البلدان الأخرى. هذا الأجر قليل جدا مقارنة ببعض الدول المهمة. في تركيا ، تضاعفت اجور العمال ثلاثة أضعاف ، في أستراليا ولكسمبورغ اجور العمال أكثر ب 14 مرة من العمال الإيرانيين.

 

على خدايي أحد المسؤولين الحكوميين اعترف أن : " ثلاثة ملايين عامل إيراني على الاقل لايملكون تأمينا وهذا العدد يعتبر كبيرا جدا مقارنة بحجم عدد العمال في البلاد .(تلفزيون شبكة خبر ٢نوفمبر/ 2017) . مشكلة غلاء العقاقير هي واحدة من المشكلات الحقيقية لطبقات المجتمع الكادحة والتي ذهب ضحيتها العديد من الارواح وتفككت على اثرها العديد من الاسر والعوائل أو أجبرت على الفساد.

أكثر من 90 ٪ وحتى 95 ٪ من عقود العمل هي عقود مؤقتة وحتى أنها "توقيعات على بياض ". وقال غلام رضا عباسي، رئيس الرابطة المركزية لنقابات العمال في محادثة مع شبكة الأخبار التابعة للنظام في ٢ نوفمبر /٢٠١٧ : "للاسف ، نواجه اليوم فئة ضخمة من العقود المؤقتة ، وحوالي 96 ٪ من العمال يعانون منها ". هذه الظاهرة في إيران تجعل العمال "لا يتمتعون بأمان وظيفي الامر الذي سيشكل تهديدا دائما لحياتهم".

فيما يتعلق بحصة او سهم القوة الانسانية للعمال والموظفين من سعر السلع المنتجة، قال نائب وزير العمل في النظام، إسماعيل ظريفي آزاد، إن هذا العدد في الولايات المتحدة هو 70 في المائة، وبالنسبة للبلدان الاخرى مثل إيران يبلغ هذا العدد من 25 إلى 30 في المائة؛ وفي هذا الصدد ، تمتلك إيران رقم 5 في المائة من سهم أو حصة العامل أي أدنى أجر على مستوى العالم ويقبع في أسفل الجدول. يصف العديد من الخبراء العماليين العلاقة بين النظام الإيراني والعمال كالعلاقة في زمن العبودية.

وبالتالي ، لا يملك العمال أي خيار سوى الانضمام إلى الانتفاضة. فمن بين 5760 حركة احتجاجية كان للعمال ١٩٨٥ حركة احتجاحية هي الاكثر والاوسع انتشارا بين شرائح المجتمع. حيث تجمعوا وأضربوا واعتصموا فيها ضد نهب وفساد نظام ولاية الفقيه.

اغلاق المصانع وورش العمل واحدا تلو الاخر، وازدياد عدد العاطلين عن العمل من العمال أحد أسباب مشاركة العمال في الانتفاضة. لقد صرخت جميع شرائح المجتمع الإيراني، مع بعضها البعض، في الانتفاضة " فليصرخ كل إيراني، نظام الملالي ، ساقط ، ساقط " .

أعلن الرئيس السابق لكلية الاقتصاد في طهران أن معدل البطالة الرسمي في إيران يبلغ 15 مليون. في الوقت نفسه، يتم إضافة ما لا يقل عن مليون و ٢٠٠ الف باحث عن عمل إلى سوق العمل كل عام.

إن تماسك مختلف طبقات إيران، وخاصة العمال الإيرانيين، في انتفاضة الحرية، هو الخوف المتزايد الذي قاد النظام إلى رد فعل هستيري. لأنه من خلال الحد من الاحتجاجات في مكان واحد في إيران، سرعان ما تتجه العشرات من النقاط الأخرى في إيران والتي لعب فيها جميع العمال دورًا بارزًا نحو الاشتعال والاحتجاج، لذلك، يمكن الاستنتاج أن الانتفاضة سوف تستمر في التسارع وأن الشعب الإيراني، بالانضمام إلى معاقل الثورة، يعدون أنفسهم للمرحلة الأخيرة من الانتفاضة.

مع هكذا توقعات ومن هذا المنطلق، سيذهب الإيرانيون إلى يوم العمال العالمي للاحتفال والترحيب به وجعله منصة لدفع الانتفاضة نحو الأمام.

يا مرحبا بعيد العمال العالمي