باقي الرماد
بقلم/ حسناء محمد
نشر منذ: شهر و 19 يوماً
الخميس 07 نوفمبر-تشرين الثاني 2024 05:30 م
  

تظن أنك قد سلوت عن كثير مما مر بك وجزعت له نفسك وتسمر به فؤادك على خشب لا ورق لها.

تضحك نسمة على قارعة وجنتيك وتحمل خصلات من شعرك مع الهواء كأنما تحررت من شيء كان يمسك بها فإذا بها تلهو خارجا عن نطاق تفكيرك.

تستيقظ وتفتح كل نافذة بقيت تحبس النور عن عينيك تنزع عنها ستار كان يحجبها لترى أنت وهي ما خفي عن خيالكما الذي ظل عاكفا طوال الليل.

يحلم بمصب نقي لم تمسه يد وبطريق فرش بالورد لم تطأ عليه قدم.

ينتهي بجدار تتكأ عليه لم تخش أن ينهار فوقك حين كنت تحسب أنه القوة التي تستند عليها.

فإذا بك تباصر هذا بهاجس متحفظ عن ان يصدق أو يرتاب!

تنكشف ساقيك في تراب بقي عطشان حتى إذا تشقق وجهه أتاه سيل ارواه حتى قتله.

لا تتجاوزه إلا وقد اصبك من طول عطشه ثم من نكبت ارتوائه!

هو كالدمى المصنوعة منه حين يوضع عليها الذهب والحرير فتخال أنها أصبحت ذات قيمة!

والأفواه التي تغني لحنا نشازا و العالم يرقص لها طربا ويتمايل عليها كما تتمايل نخلة تقادم بها الزمن ونسيت تاريخ مولدها فظنت أنها ستصل لسماء فإذا بها تعوج، وظهرها يحدب!

وإذا بك تعود لذات الزمان والمكان وتجلس تأخذ انفاسك وتقلب رماد مدفأتك فإذا هو ما يزال وجمره تحته يتقد. 

 

‏@H_Hashimiyah