الأمة الغرقى في مستنقع الغرباء
بقلم/ محمد احمد عثمان
نشر منذ: 11 سنة و 9 أشهر و يوم واحد
الخميس 14 فبراير-شباط 2013 04:52 م

((وكذلك جعلناكم أمةً وسطا..)) صدق الله العظيم

هكذا أراد اللهُ تعالى لأمتهِ أن تكون,امةً وسطيةٍ معتدلةً لا تميلُ إلى التطرفِ والتشدد  ولا تنجرفُ نحو الانفلات والتذبذب, أمةٌ تكونُ شاهدةً على غيرها من الأمم

هكذا أراد اللهُ لأمةِ محمدٍ صلى اللهُ عليه وسلم, رسولُ السلام ومتممُ الأخلاقِ وهادي الأنام, مخرجهم من الظلمات إلى الأنوار,مربي الأجيال وقائد الرجال وصاحب الجلال والهيبة والجمال الذي ما مثيله جمال, زعيم أمتنا من تاهت بين الأمم وضاعت من أبناءها القيم تاهت لبعدها عن الرسالة الأسمى والكلمة الأنقى وضاعت لنسيانها وهجرها سننَ القائدِ الأعظم والإنسانِ الأكرم الذي غرس فيها مبادئَ القيادةِ ومكارمَ الأخلاق وحُسنَ الإدارةِ والدعوةُ بإخلاص, وبين لها الخير من الشر والنفع من الضر وأهداها ما بهما تسمو وتملك ودونهما تدنو وتهلك

((تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي كتاب الله وسنتي))

((قد تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك))  صدق رسول المحبة صدق رسول الله

ترك لنا سبيل النجاة من كل ضير,ترك لنا سنته وقرآن ربه, نستهدي بهما ونحتكم إليهما ونسعد بهما إن طبقنا هما في حياتنا الخاصة منها والعامة

فإن عملنا بهما فزنا وأمِنا وعاد إلينا مجدنا وجاهنا بين الأمم وإن أزغنا عنهما وتركناهما حفيظي الكتب والرفوف كان هلاكنا وخسراننا وضلالنا لا شك فيه

عذرا يا سيد الأخلاق

قد استشرى فينا النفاق

أصبحنا لا نجيد سوى النعاق

في زمن الضلالة والعناق

وما ذُلُنَا وانكسارُنَا طيلةَ السنينِ والعقودِ الماضية إلا خيرُ دليلٍ على البعد عن التطبيق السليم للإسلام وتعاليمه  التطبيق الذي أساءه المتشددون من جهة والمنفلتين من جهة أخرى فالإسلام دين وسطية واعتدال لا دين تطرف ولا انحلال والإسلام بطبيعة الحال لا يمكن أن يساء إليه بأي شكل من الأشكال فهو منزه ومحفوظ من عند الحافظ الماجد ولكن أتباعه غير منزهين وغير معصومين من الخطأ والإساءة للإسلام ليست إساءة له بل هي إساءة في فهمه وفهم ما يدعوا إليه وهو الأمر الذي فشل فيه الكثير من المسلمين بعدم فهم الإسلام كما يجب وبالتالي إيصال فكرة خاطئة عنه وتفسير البعض له على مقاساتهم وأخذ ما يتماشى مع أهواءهم وترك مالا يتماشى معها ومالا يعجبهم.

أمتنا لن ترجع إلى ما كانت علي في زمن الفتوحات وحكم القارات إذا بقينا على حالتنا هذه, بعيدين كل البعد عن المنهاج السليم,عن القرآن والسنة النبوية والأهم من ذلك تطبيقهما والعمل بهما.

فهل يكون الجيل القادم جيل العودة والخروج من وادي الغرباء أم أن مازال على أمتنا الانتظار إلى أن يورث الله الأرض لعباده الصالحين, بعد أعوام أو ربما قرونا أخرى