آخر الاخبار

الحوثيون يحولون المدارس إلى معسكرات تدريب .. ومسيرات النفير العام تتحول الى طعم لتجنيد الأطفال خيار الانفصال يعود مجددا ...حلف قبائل حضرموت يعلن رفضه لنتائج اجتماع مجلس القيادة الرئاسي ويهدد بالتصعيد مجددا قوات الجيش الوطني تفتك بالمليشيات الحوثية جنوب مأرب.. حصيلة الخسائر عاجل.. رئيس حزب الإصلاح يلتقي قائد قوات التحالف العربي .. تفاصيل الاجتماع منظمة دولية تتهم إسرائيل بممارسة جرائم حرب في اليمن وتوجه دعوة للمجتمع الدولي جامعة العلوم والتكنولوجيا بمأرب تقيم اليوم العلمي الأول لطب الأسنان بمأرب باحثة إسرائيلية متخصصة بالشأن اليمني تقول أن الحوثيين قد يُشعلون حربًا جديدة وتكشف عن صعوبة تواجه اسرائيل في اليمن الأمم المتحدة تطلق خطة استجابة لجمع 2.47 مليار دولار لتلبية الاحتياجات الإنسانية في اليمن حرصًا منها على مبدأ الشفافية.. وزارة الأوقاف اليمنية تعلن استرداد 15 مليون ريال سعودي تمهيداً لإعادتها إلى الحجاج السعودية تدخل عالم التصنيع المطور وتوقع اتفاقية تاريخية مع الصين

للبيادة عُشاق أسْدام
بقلم/ ناجي منصور نمران
نشر منذ: 11 سنة و 6 أشهر و 8 أيام
الإثنين 08 يوليو-تموز 2013 10:27 م

للحب عند العرب درجات قد تصل إلى الثلاثين وربما أكثر يرتقي فيها المحب بصورة تلقائية وبدون شعور, وتبدأ تلك المراتب بالعلاقة مروراً بالعشق والشغف والهيام ولتنتهي في الأخير بأرقى درجة تتربع على عرش العاطفة قد يصلها إنسان وهي أن يصبح عاشق سَدِم (بفتح السين وكسر الياء), بمعنى شديد العشق, وجمعها أسْدام وسِدام

قبل ظهور السيسي على شاشات التلفزة معلناً الإنقلاب على الشرعية في مصر كنت أظن - كغيري من المخدوعين بوهم الديموقراطية- أن للبيادة ربما معجبين قد لا يتجاوز عددهم الأصابع خصوصاً بعد إتقاد جذوة ثورات الربيع العربي, ولم أكن أتصور أن لها عُشاق البعض منهم وصل حد الوله والهيام في حين تجاوزت الأغلبية منهم تلك المراحل ليصبحوا من الأسدام, وجُلهم للأسف من المثقفين

يخلط البعض اليوم بين الدفاع عن المبادئ وبين الولاء لحزب أو لجماعة معينة وهو ما ظهر بوضوح من خلال أحداث مصر الأخيرة, فبمجرد الدفاع عن مبدأ الديموقراطية التي وأدها العسكر في المهد من خلال الإنقلاب على شرعية الرئيس مرسي تصبح محسوباً رغماً عن أنفك على جماعة الإخوان مع أن هذا ليس صحيحاً بالضرورة, ولو اسقطنا هذه النظرية على المدافعين عن شرعية مرسي لأصبح كل الأحرار حول العالم بما فيهم أحرار أمريكا وأوروبا, والذين أدانوا تلك الإنتكاسة الديموقراطية, في عداد أفراد الجماعة المغضوب عليها

الرئيس مرسي ربما وقع في أخطاء مثله مثل غيره كانت كفيلة بإسقاطه إما بالتوافق بين الأطراف المتصارعة أو عن طريق الصندوق بعد إنتهاء فترته القانونية وهو الذي لم يمض على تسلمه السلطة أكثر من عام في ظل ظروف سياسية وأمنية وإقتصادية غير مواتية شابها تدخل سافر لدول الخليج في الشئون المصرية والتي ما انفكت تصب الزيت على النار وخصوصاً السعودية والإمارات ، وبغض النظر عن وجود تلك الأخطاء من عدمه يظل من الإنصاف القول أن التوصيف الدقيق لما حصل في مصر هو إنقلاب عسكري على أول نظام ديموقراطي عربي خطط له أمراء النفط ونفذه جنرالات الجيش لتصبح بذلك أرض الكنانة ميدان صراع بين الديموقراطية والدكتاتورية, ومهما حاول البعض تلميع صورة الإنقلاب من خلال الترويج لمشروعية خروج الشارع على النظام, وتأييد المؤسسات الدينية ممثلة في الأزهر والكنيسة لبيان الجيش إلى جانب تسليم السلطة لرئيس مؤقت هو رئيس المحكمة الدستورية العليا لإضفاء الطابع المدني عليه سيظل التوصيف نفسه لا يتغير

لا نستطيع إنكار خروج البعض إلى الميادين للتظاهر ضد مرسي وذلك من حقهم, لكن الحقيقة التي يتغاضى عنها الكثيرون هي أن الشعب المصري وبالأغلبية منحه الثقة بالأمس القريب عبر أول إنتخابات نزيهة تشهدها المنطقة برمتها نقضت فرضيات الفوز الأسطوري بنسبة ال99.99% للحكام العرب والتي ما عرفت أجهزة حواسيب لجان تنظيم الإنتخابات العربية غيرها , وشهد لتلك التجربة الأعداء قبل الأصدقاء, وطالما وتلك إرادة الأغلبية التي اختارته فعلى الجميع الإنحناء أمامها وتحمل تبعاتها بحسب سيمفونيات الديموقراطية التي صدعت الرؤوس ليل نهار؟! على الأقل مرسي وخلال عام كامل لم يزج بمعارضيه في السجون ولم يكمم الأفواه ولم يأمر بقمع المظاهرات السلمية في حين ظهرت الديموقراطية الزائفة على حقيقتها خلال دقائق فقط من إنتهاء إذاعة بيان الإنقلاب حيث بدأت حملة قمع الحريات والتي تم تدشينها بإغلاق 17 قناة تلفزيونية تتبع التيار الإسلامي والزج بالرئيس الشرعي وأعضاء تنظيم الإخوان في السجون وأخيراً إرتكاب الحرس الجمهوري مجازر مروعة بحق المعتصمين تعيد إلى الأذهان مجزرة موقعة الجمل

قلت ما قلته دفاعاً عن مبادئ أؤمن بها وهذا لا يعني دفاعي عن نظام مرسي فأنا لست ضد إزاحته من السلطة ولا مع بقاءه, ولسنا جميعاً مخولين بذلك لأن شعبه هو صاحب الكلمة الفصل ويستطيع إسقاطه عبر نفس الصندوق الذي جاء به عن طريقة إذا ما رأى ذلك فتلك أصول الديموقراطية التي تعلمناها, لكن أنا ضد تدخل الجيش في الشئون المدنية والتي من شأنها نسف التجربة الديموقراطية برمتها في بلد يُعتبر خاصرة الأمة العربية مما يؤثر بشكل أو بآخر على تطلعات الشعوب العربية في إرساء قواعد التداول السلمي الديموقراطي للسلطة. رمضان مبارك وكل عام والأمة العربية والإسلامية بخير وعافية