وزير الداخلية: ''التغاضي عن ممارسات الحوثيين فاقم المشكلة الأمنية بالبحر الأحمر''
ما هي الرسائل السياسية التي تحملها زيارة الرئيس اللبناني إلى السعودية اليوم؟
مصر توجه دعوة لزعماء العرب بخصوص خطة إعمار غزك ورفض مقترح ترامب
نص كلمة الرئيس اليمني أمام القمة العربية في القاهرة
السعودية تجدد رفضها القاطع لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم ولكل مشاريع الاستيطان
الحكومة اليمنية تعلن موقفها من قرار واشنطن بسريان تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية
الإدارة الأمريكية تعلن سريان تصنيف مليشيات الحوثي كمنظمة إرهابية أجنبية
رئيس مجلس القيادة الرئاسي واللواء سلطان العرادة يلتقيان بالرئيس أحمد الشرع
رئيس مجلس القيادة يشارك في الجلسة الافتتاحية للقمة العربية بالقاهرة
بيان القمة العربية يعلن دعم القادة العرب خطة مصر لإعادة إعمار غزة
لا نصدق ما يقوله الحوثيون بشأن المكحل وغير المكحل. فمشروع الحوثيين قائم على الكذب والافتراء، فهم يزعمون أن الله اصطفاهم واختارهم للحكم والقيادة دون سواهم من العالمين! وهذه هي الفرية الكبرى، وأساس كل البلاء ومنطلق كل الأكاذيب.
فهل نصدق هذه الفرية الكبرى ابتداء؟!
كلا! لا يليق بعقولنا ولا بإنسانيتنا، ولا بكرامتنا، ولا يليق بأي إنسان أياً كان، أن يتبنى أو يصدق أو يتبع مثل هذه العقيدة العنصرية الضالة الغبية. ولا يليق بأحرار العالم إلا أن يستنكروا مثل هذا المعتقد وما يرتب عليه من مظالم ومآسي.. وقد عفا الزمن وتجاوز البشر، في كل بقاع الأرض، عقائد العنصرية البليدة ما عدا الحوثيين.
ندرك ونعلم بأن ما يتبناه الحوثيون في شأن التمييز العنصري، والاصطفاء الإلهي وحصر الولاية فيهم هو افتراء وكذب، فكيف نصدقهم في أي شيء بعد ذلك، ومشروعهم وعقيدتهم وقتلهم اليمنيين وتشريدهم من أرضهم وتأميم ممتلكاتهم، وأخذهم اليمن رهينة؛ وتخريبها وشتاتها قائم على الزيف والكذب الذي نعلمه وندركه يقيناً.
ويبقى سؤال مهم، وحالة ملفتة، وهو كيف لأشخاص تعلموا في المدارس والجامعات، ويعيش بعضهم في دول في الغرب المتقدم، وهم يتبنون مثل هذا الفكر العنصري في اليمن، ولليمن، ويناصرون الحوثي المتخلف فكراً ومعتقداً وممارسة، لمجرد عصبية عشائرية، أي بمجرد أنهم والحوثي من عشيرة واحدة؟!
في المقابل هناك أحرار؛ أعلام؛ من ذات العشيرة والنسب يتصدون بلا هوادة، لهذا المشروع الزائف مع بقية إخوانهم اليمنيين، وعلى الرغم أن ذلك هو الموقف الطبيعي والحق، فإن مثل أولئك الأحرار جديرون بالاحترام والتقدير، لا بالتشكيك، كما يحدث من البعض أحياناً، إنهم عديدون، ومنهم أعلام، في ميادين الشرف كلها، وأكثر من أن يُحصَروا.
كيف نصدق أي شيء يأتي من الحوثيين؛ وهم قد اجتاحوا عاصمة البلاد صنعاء وبقية البلاد، لمبررات ودعاوى زائفة وخادعة وكاذبة، نعلمها يقيناً، وتسببوا في مأساة إنسانية في اليمن، لا مثيل لها في هذا القرن، وفي العالم، كما يعلم العالم كله، وكما تؤكد الدنيا كلها.
لو لم يقتل الحوثيون آلاف اليمنيين، ولولم يقتحموا عاصمتهم صنعاء، وغير صنعاء، ويشردوا ملايين اليمنيين من بلدهم ويصادرون ممتلكاتهم ويتسببوا في مأساة اليمن الكبرى، لكانوا مستهجنين أصلاً، لمجرد تبنيهم عقيدة التمييز والحق الإلهي الحصري لهم في الحكم.
إن تبني تلك العقيدة الضالة وما سببته لليمن منذ قرون، كافية، وحدها، ليكون الحوثيون مرفوضين، ما داموا يتبنونها ويتمسكون بها، بل إن عقيدة الحق الإلهي والتمييز العنصري، حرية بالاعتذار التاريخي لما تسببت فيه من مآسي في اليمن، وعزلة وتخلف وفوضى مستمرة، وليس بتبنيها وبعثها من جديد، والقتال في سبيلها في هذا العصر، لتتسبب في هذه المأساة والنكبة اليمنية الكبرى.
في المقابل؛ لو لم يكن الحوثيون، معتنقين لعقيدة الحق الإلهي والتمييز العنصري، فإنهم حسب موقفنا، وفي الحق، مواطنين يمنيين بالتأكيد، كاملي الحقوق والأهلية؛ مثل غيرهم من المواطنين، ويحق لهم في أن يتولى أحدهم أعلى المناصب في الدولة باعتبار حقوق المواطنة، وهذا بديهي؛ وما يجعلنا نؤكد عليه هنا، هو ابتلاء اليمن بمشروع الحوثي العنصري المتخلف المدمر.
ولا شك أن الأصح والبديهي هو المشروع الجامع لكل اليمنيين، دون تمييز، بعيداً عن أي عصبية جهوية أو طائفية، ولا نرى بأي حال؛ تبني عنصرية مضادة مقابلة لعنصرية الحوثي ومشروعه الظلامي المدمر، وإنما مشروع وطني إنساني جامع لليمنيين دون استثناء، وهذا ما صارت الدنيا عليه كلها ما عدا مشروع التشّيُع البليد وخاصة مشروع الحوثي الغاشم المتخلف في اليمن.
وهل تخرج عن ذلك عقيدة انتظار خروج المهدي؛ من السرداب! كلا! ولكن الحوثيين أشد خطراً عملياً وأشد ضرراً، والتجربة ماثلة منذ الف عام، وهي الآن أكثر مأساوية، وأشد فتكاً ودماراً.
والخلاصة لا نصدق ما يقول الحوثيون بشأن المكحل وغير المكحل، فكل شيء عند الحوثيين قائم على الزيف والافتراء، بما في ذلك السبب الحقيقي لقتالهم اليمنيين وتخريب بلدهم واختطاف دولتهم وجعلها رهينة في أيديهم، وكل المآسي والكوارث التي نجمت عن ذلك.