كان السياسيون المؤيدون للشرعية ( هادي ) بمختلف أطيافهم وأحزابهم قد صنعوا من هادي فرعوناً بموافقتهم لكل ما يقول ويفعل وعدم التعرّض له وتوجيهه وتقويمه لأننا في حالة حرب، و (مش وقته)، و ( نحن بحاجة للصبر عليه الآن) !!
برغم أن هناك فرقاً واضحاً بين النقد البنّاء والنقد الهدّام، وبين النصح والتوجيه، والحرب والتشريح!
حسناً ..... ماذا لو تحوّل هادي هذا لرئاسة حزب المؤتمر ، ومصنع إنتاج لإعادة تدوير مخلفّات المخلوع وأزلام الفساد والبطانة السيئة من ملأ فرعون الذين كانوا نعم العون للمخلوع علي صالح ووقفوا معه حتى سلّم اليمن لإيران وخان السعودية ودول الخليج، ثم تظاهروا فقط بإقالته وتحويله للهيئة الرقابية للحزب فقط، وليس باتهامه بالخيانة العظمى للوطن ووجوب محاكمته كمجرم حرب!! وكل هذا بعد يقينهم بهلاكه، وحسم المعركة، وضغوطات التحالف!
حسناً ،، فكرّوا ماذا سيصنع هذا الملأ الفاسد، حينما يجد هادي رئيساً له، وهم هم بلا محاكمة، وقد أضاعوا حقوق البلد ومقدرّاته ونهبوا ثروات المواطن البسيط، ولكل واحدٍ منهم قوائم عريضة في الانتهاكات والفساد من أكثر من عشر سنين!
مستقبل لا يمكن أن نتصوّره، وقد ضحّت اليمن بأبنائها وقدمّت ألوف الشهداء ثم تجد من خان الشهيد القشيبي وعمران وصعدة وصنعاء رئيساً لحزب الفساد الذي من حق الشعب أن يطالب بحلّه وإحالة جميع قياداته إلى المحاكمة بتهمة الخيانة العظمى! كأقلّ حق من حقوقه جرّاءً على ما فرّط في الوطن وانتهك حقوقه وساند زعيمه الغير صالح في تحقيق شهوة الانتقام والحقد على هذا الشعب المسكين، واستخدم كافة أذرعه الإعلامية والسياسية والقبلية والاجتماعية لتأييد انقلاب الحوثيين، ومحاربة الشرعية، وكل من يعمل معها كعاصفة الحزم وقيادات مؤتمر الرياض.....
ثم ماذا أيضاً لو علمنا أن هناك أجنحة داخل التحالف ما تزال حريصة على إعادة تدوير هذا الملأ الذي يمكن شراؤه بالدراهم والريالات للتحكم بالنفوذ الداخلي والقرار والسطو على السيادة الوطنية وإقصاء الإسلاميين من المستقبل السياسي وإعادة اللعب بالتوازنات من جديد للحصول على التأييد الدولي ورضا أمريكا وروسيا والغرب في التحكّم بالشرق الأوسط والحكم فيه وعدم إغضابهم كثيراً وإرضاء جميع الأطراف!!
إننا نحسن صناعة الفراعنة وملأهم، تارةً بسكوتنا عما يجري، وتارةً بغياب الرؤية للمستقبل السياسي اليمني، وتارةً بالاستغباء الاستراتيجي وقصقصة وإضعاف الإسلاميين في وقت أحوج ما تكون الأمة إلى الوحدة والاستفادة منهم ومن كل قطرة عرق ودم ومداد في التصدي للمشروع الإيراني الأمريكي الغربي لتقسيم المنطقة!
وقد قال الداعية محمد الغزالي رحمه الله: لا يشترط أن تكون عميلاً لتمكّن عدوّك، يكفي أن تكون غبياً!..
فقوموا قَومَةَ موسى وهارون، واستعينوا بـ ( كلا إن معي ربي سيهدين ) و ( اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظٌ عليم ).