آخر الاخبار

تعرف كم بلغ الإنفاق الحربي لإسرائيل في عام 2024؟ أول عضو في مجلس القيادة الرئاسي يكشف عن إنعكاسات عودة ترامب الى واجهة المشهد الأمريكي وخيارات الحرب ضد الحوثيين المركز الأمريكي للعدالة يدين محكمة في شبوة أصدرت حكماً بسجن صحفي على ذمة منشور على الفيسبوك السفير اليمني بدولة قطر يزور معسكر منتخبنا الوطني للشباب بالدوحةضمن استعداداته لنهائيات كأس آسيا بالصين من نيويورك.. رئيس الوزراء يؤكد للأمين العام للأمم المتحدة تمسك الحكومة بمسار السلام وفق المرجعيات الثلاث ويطالب بضغط دولي تجاه المليشيا بعد دعوات تشكيل لجنة من المحايدين لزيارة الأسرى.. حزب الإصلاح يعلن موافقته ويضع شرطا صغيرا يحرج الحوثيين ويضعهم في زاوية خانقة الحكومة اليمنية تؤكد التزامها بالمسار الأممي لحل الأزمة وغوتيريش يقول أن ملف اليمن أولوية الحوثي يوجه البوصلة باتجاه السعودية ويهدد بضرب اقتصادها ويقول أن المعركة قادمة أسعار الصرف في اليمن مساء اليوم اسقاط طائرة مسيرة في مأرب

سوريا في المنطقة الخضراء..
بقلم/ د.مروان الغفوري
نشر منذ: 3 أسابيع و 5 أيام و ساعتين
الخميس 26 ديسمبر-كانون الأول 2024 06:50 م

‏يحتاج السوريون، كل السوريين، إلى المساندة وتقديم النصائح والوسطات.

بالنظر إلى الحقيقة السورية المروعة فإن كل "انفلات" أمني حدث حتى الآن لا يزال داخل أفق التوقعات. 

 

بنى الأسد نظامه على هيئة شبكة مصالح واسعة، شبكة أعلى من الطائفة وأعقد من السياسة. استطاعت منظمة ذات مصداقية (الشبكة السورية لحقوق الإنسان) تدوين ما يزيد عن ١٦ ألف من مرتكبي "جرائم الحرب"، منهم حوالي سبعة آلاف ينتمون إلى القوات المسلحة.

 

لكل "مجرم" أفردت المنظمة سجلاً خاصاً يحوي ما يكفي من الأدلة. مما يلفت الانتباه في التقرير هو أن الضحايا وأهاليهم يعرفون الجناة جيداً. الآن وبعد انهيار الشبكة الإجرامية امتلك الضحايا القوة وصار بمقدورهم تنفيذ عمليات انتقام واسعة ضد أناس يعرفونهم. مع العدد الكبير للمجرمين، والرقم اللامعقول للضحايا فمن المتوقع أن يُرى شلال دم من حلب شمالا حتى درعا جنوباً. 

 

حتى الآن لا تزال الصورة بعيدة عن ذلك المشهد القيامي، ويعزى الأمر إلى الحكمة والكفاءة التي تحلت بها القوات المنتصرة. الحديث عن العفو العام، بالإطلاق المجاني، سيدفع الكثيرين إلى تنفيذ قصاص خارج أسوار جهاز العدالة. ومن الجيد ان تتحرك القوة المنتصرة مدرعة بأمرين: الحق والحكمة. فالحق لوحده، خارج الصورة الكلية للمعضلة السورية، قد يخلق مشاكل جمّة. 

 

استثمرت إيران وحلفاؤها في المسألة الطائفية كثيراً، ومن نتائج السلوك الإيراني أن تنمو في المجتمع كل فرص الحرب الأهلية. 

على القوة المنتصرة في سوريا أن تنجز المهمات الألف في الوقت نفسه، وقبل كل شيء أن تطفئ الجمر الإيراني المبثوث تحت تراب كل البلاد. هذه مهام جسيمة أكبر من قدرات شبات كانت مهمتهم - خلال عشر سنوات- حفر الخنادق! 

 

مروّع الأثر الذي تتركه اليد الإيرانية في كل بلاد، وحتى في الداخل الإيراني. النسخة الإيرانية من اللاهوت هي نسخة جهادية كليّانية عابرة للحدود، لا تعرف الغفران ولا التسامح، محبوسة داخل الماضي البشري السحيق.

 

 فقط من خلال إجماع سوري عام، كمثل ذلك الذي شاهدناه بعد الفرار، يمكن للمجتمع السوري أن يجتاز الحاجز الإيراني، وأن يحتوي المشكلة الطائفية.

 

سوريا بحاجة إلى كل أشكال العون، وإلى مزيد من الحكمة والرويّة. وحتى الآن، رغم كل يجري، لا تزال المسألة الأهلية في سوريا في المنطقة الخضراء..