السعودية تحذر من انخفاض سعر برميل النفط الواحد الى 50 دولاراً بينما العالم يخشى حرباً عالمية ثالثة.. عيدروس الزبيدي يغرد خارج السرب متحدثاً عن خيارات مفتوحة لإعلان الإنفصال وأن صبره ليس ضعفاً مسئول أممي وآخر محلي يكشفان عن وضع ميناء الحديدة بعد الغارات الإسرائيلية وما المواقع الحيوية التي استهدفت جيش الإحتلال يكشف عن خسائره بعد القصف الصاروخي الإيراني الشرعية تعرض على التحالف رؤية جديدة لتطوير القوات المسلحة اليمنية والدعم المطلوب لذلك الحوثيون يهددون بضرب مصالح أمريكا وبريطانيا ويعلنون تنفيذ هجوم جديد على إسرائيل الحكومة اليمنية تدعو روسيا للإستثمار في بلادنا والأخيرة ترحب عشرات القتلى والمصابين من الجنود الإسرائيليين في كمين محكم أعلن عنه حزب الله اليوم اول اشتباك بري مباشر بين إسرائيل وحزب الله جنوب لبنان اشتعال حرب عالمية ثالثة..و ترامب يحذر ووسائل التواصل تشتعل
الواقع الصعب والمعقد الذي بلغته اليمن بحاجة إلى التأمل والجهد الكافي لاستنباط الحلول الواقعية والموضوعية لتجاوز المخاطر التي تتهدده شمالا وجنوبا بعيدا عن التسابق والتهافت، لضمان وصول السفينة إلى بر الأمان.
إن تصلب بقايا النظام وإصرارها على دفع البلاد نحو الحرب الأهلية، لا سمح الله، من خلال افتعال الحروب في أكثر من منطقة يمنية، يعد مؤشرا خطيرا يعقد الأوضاع ويدفعها نحو مزيد من التصعيد ويجر البلاد إلى منحدرات صعبة لا يمكن لأحد أن يتكهن بها وبمآلاتها الكارثية.
يحتاج اليمن إلى التفاف كل أبنائه حول الثورة الشعبية السلمية المطالبة بإسقاط النظام ورحيله، ذلك يتطلب ترك كل القضايا الخلافية جانبا، هذا في تقديري يحتاج الآن وعلى وجه السرعة إعادة صياغة المشهد الثوري بعد مرور ما يقارب ستة أشهر على انطلاق الثورة الشبابية التي أنجزت الكثير وما يزال أمامها الكثير لتنجزه.
إن وجود قيادة أو زعامة ثورية، بمثابة شوكة الميزان مسألة هامة وضرورية للعب دور المنقذ، في تقريب وجهات النظر وتقديم ضمانات حقيقية وموضوعية لشكل الحل الوطني القادم الذي يوازن ويوفق ويعادل الكفة، بحيث لا تتكرر أخطاء ومظالم ومآسي الماضي.
علينا أن نساعد أنفسنا، فالحل الذي بإمكانه أن ينقذ البلاد من التمزق والتفكك يكمن في الداخل الوطني، ولا بد أن يكون بشروط ومعايير تنبع من حاجة الشعب إلى الأمن والحرية والعدالة والعيش الكريم.
إننا بحاجة إلى إعادة بناء الثقة فيما بينا كيمنيين، عبر تجاوز ويلات الماضي وترسباته، التي عطلت العقل، ومنحت العواطف مساحة واسعة للتعبير بفعل الظلم والإقصاء، إن الثورة الشبابية الشعبية أريد لها أن تكون بداية الطريق لتجاوز مسألة الخوف من المستقبل واحتكار الحقيقة والأهلية في تأمينه وصناعته، الجميع شركاء ولا توجد وصاية من أحد أو على أحد.
لقد بدأت ثورة الحراك السلمية ضد النظام، وبسبب عدم التقاطها ومساندتها استطاع النظام حرف مسارها كي يجد مبرر لشن حربه الثانية على الجنوب بحجة الدفاع عن الوحدة والهروب من استحقاقات التغيير، ولكي يجد تجار الحروب سوقا للاستثمار والكسب غير المشروع، عملوا على تعطيل كافة الجهود الوطنية التي نادت وعملت من أجل إيجاد حل للقضية الجنوبية العادلة، وفي مقابل رفض النظام وتكبره وتعنته كانت الثورة الشبابية الشعبية هي الحل الأخير لإعادة الثورة في الجنوب إلى مسارها الطبيعي، والبديل الموضوعي لإسقاط النظام وإنقاذ البلاد من براثن المجهول.
إن سقوط النظام لا يعني سقوط القضية الجنوبية بل على العكس يفتح أمامها الأفاق لحل عادل ومرض يوفر ضمانة حقيقة للأمن والاستقرار,إن الشوكة لا يمكنها أن تعادل كفتي الميزان، في ظل أجواء متبادلة من عدم الثقة ومشحونة بالمخاوف من القادم، لا يوجد هناك من يملك عصا سحرية لا نجاز الحل بمفردة، المرحلة صعبة، والظروف معقدة، تحتاج مزيدا من التعاون والنصح الصادق والثقة لتجاوزها.
ذات مقيل قال زميل وأخ لنا من شمال الوطن أن:"الجنوب قدم موقفان أخلاقيان، الأول عند تحقيق الوحدة، والثاني عند انطلاق ثورة الشباب" وأقول أن الجنوب ما يزال رغم ما حدث وما تعرض له، يملك القدرة والشجاعة لتقديم مواقف أخلاقية ووطنية أخرى إذا ما أعطيت له الفرصة ومنحت له الثقة الكاملة.
إن ما يريده اليمنيون من الخارج هو الضغط على بقايا النظام للرحيل وترك الشعب يقرر مصيره بنفسه وأجزم أنه لقادر على تجاوز كل الصعاب والتعقيدات الماثلة بالصبر والحلم وتضافر الجهود وتقديم التنازلات وتسجيل المواقف الأخلاقية المتبادلة التي تعزز الثقة وتمنح النفس الشعور بالطمأنينة والرضا.
اليمنيون أصحاب التاريخ والحضارة الإنسانية العريقة، قادرون أيضا على بناء دولتهم المدنية الحديثة القائمة على الشراكة المتكافئة، التي تمثل الضمانة الحقيقة لبقاء اليمن موحدا ومتماسكا ومحميا، تمكنه من بناء علاقات نوعية ومميزة وطيبة مع الأشقاء والأصدقاء قائمة على تبادل المصالح والمنافع في مختلف المجالات والاحترام الصادق.