هل حقا برحيله مضى زمن الكبار؟
بقلم/ علي عزي
نشر منذ: 3 سنوات و 10 أشهر و 12 يوماً
الأحد 03 يناير-كانون الثاني 2021 04:59 م
 

عقيل الصريمي الصوت الإذاعي الفذ، طاقة صوتية لن تتكرر وإخلاص عمل لا مثيل له، تغنى بالكلمات شعرا ونثرا دون موسيقى، فكان صوته هو الموسيقى، فانثالت الكلمات من قلبه العاشق سلسلة عذبة، جعل للإذاعة لونا آخر، امتلك مستعميه الذين تملكهم الشغف ببرامجه التي كانت تبث على الاثير( واحة اليوم) وعبارته الشهيرة فسحة من الزمن، في ظلال الكلمة نقضيها، ومن ثمار المعرفة نجنيها، ينثر افياءها تقديما عقيل الصريمي، وعائدة الشرجبي.

رحل الكبير جسدا ولن يرحل روحا وإنسانا لا مثيل له، فعقيل الصريمي لا مثيل له، عشقه للعربية سر لم يعرفه أحد، فانفرد بها وتفرد، فشدا بها وأبدع، وانفرد صوته بمستمعيه بعلاقة عشق لا تنتهي ولا يفسرها سوى شغفهم به أداء وصوتا اذاعيا جعل الجميع يتساءل:

من أين أتى ؟

لا نقول الا إنه تسرب إلينا من الجنة ليفوح من عطرها شجنا يضمخ مشاعرنا برهافة حس وعذب صوت، ومن أوراقها عرج إلينا بحميمية صوته الشجي بأرق المعاني لنتفيأ تحت ظلال الكلمات الوارفة ... فانسابت الى مسامعنا شغفا وتمايلت ارواحنا طربا من غير سكر

وهو الآن في معراج إلى المكان الذي انساب منه تاركا فينا حزنا لا ينتهي.

عرفته عن قرب بعد تخرجي من الجامعة، حيث تقدمت للعمل في إذاعة تعز، ومن حسن الحظ أنه كان أحد الممتحنين لنا كمتقدمين للعمل، وبعد أن أكملنا الاختبار، قال لي إن لم يتم قبولك للعمل معنا فهي لأسباب غير مهنية، ووقف معي حتى تم استيعابي في العمل، وحين بدأنا العمل كان يبعث مذكرات بشكل متكرر للمتسويات العليا ليتم توظيفنا رسميا، ولا زلت احتفظ ببعض هذه المذكرات بخط يده.

عملت تحت إدارته في تقديم برامج إذاعية، ونشرات أخبار متفرقة.

وجدت فيه حنان الأب، وعطف الأخ، وعون الصديق.

رحمة الله تغشاك أستاذنا الكبير عقيل الصريمي يوم ولدت ويوم رحلت إلى ربك، ويوم تدفن، ويوم تموت، والعزاء لكل محبيك.