كارثة حضرموت والحكومة النائمة في العسل
بقلم/ سارة عبدالله حسن
نشر منذ: 11 سنة و 3 أشهر و 17 يوماً
الإثنين 22 يوليو-تموز 2013 11:40 م

تتعرض المكلا لكارثة بيئية فظيعة قد تستمر لسنوات وقد تتسع لتصل إلى مناطق أبعد على امتداد الشريط الساحلي اليمني ومياهنا الإقليمية وما وراءها.

رائحة المازوت تخنق أجواء المكلا التي كانت معطرة برائحة البحر الشهية وتلوث مياه بحرها الصافية وتقتل أحيائها البحرية وثروتنا السمكية القيمة ومستشفى الأطفال القريب من هناك يمتلئ هواؤه بعادم للحياة يستقبل بالموت أطفالا يولدون للتو !!

لو كنا نعيش في دولة غير اللا دولة التي اسمها اليمن لسارعت الحكومة بتلافي اتساع حجم الكارثة ولو بالاستعانة بشركات عالمية متخصصة في التصدي لهذه الكوارث.. نتذكر هنا كارثة تفجير الناقلة الفرنسية ليمبيرج لكن كان هناك من يمد لنا يد العون.. أما اليوم فمن ننادي ؟؟

وكان البروفيسور محمد سعيد المشجري أستاذ العلوم البيئية بجامعة حضرموت والرئيس السابق للهيئة العامة لحماية البيئة بالجمهورية قد كشف – بحسب احد المواقع - عن ترسب مادة المازوت من موقع الباخرة شامبيون الجانحة على شواطئ المكلا في وقت قصير إلى كل شواطئ المكلا وفوه ومناطق أخرى من سواحل حضرموت على طول مئات الكيلو مترات وأكد احتمال وصولها الى المناطق والبلدان المجاورة بسبب أن شواطئ المكلا في هذه المواسم تتسم بالتيارات البحرية القوية.

وسوف يؤدي تلوث الشواطئ بهذه المادة النفطية "المازوت" – والكلام لازال للبروفيسور المشجري - إلى إلحاق الضرر بكافة الكائنات الحية البحرية دون استثناء وينتج عن ذلك خسارة فادحة بكافة هذه الكائنات وبالثروة السمكية لمنطقة التلوث والمناطق المجاورة لها وإلى انخفاض كبير جدا في إنتاجية صيد الأسماك الذي يعتاش منها ملايين البشر نظرا لعدة أسباب :

نفوق كميات هائلة من الأسماك وبكافة الأنواع والأعمار نتيجة التسمم أو الاختناق بتلك المادة النفطية الخطيرة كذلك نفوق بيض ويرقات العديد من الأسماك التي تعيش في مناطق قريبة من سطح البحر أو تقطن الطبقات العليا منها وعزوف الناس عن شراء الأسماك خوفا من أخطار استهلاكهم للأسماك الملوثة مما يؤدي إلى عدم تناول الأسماك لرداءة طعمها لفترة زمنية طويلة بسبب توقف الصيادين عن الصيد في المناطق الملوثة خشية تلف معداتهم.

وكانت جهود إدارة ميناء المكلا للتصدي للكارثة غير موفقة حيث قاموا بمحاولة سحب السفينة من موقعها إلى مكان أعمق ولكن النتيجة كانت كارثة أخرى لأنه حدث تشقق في خزانات السفينة مما أدى الى تسرب المازوت بكميات هائلة وهذا يعتبر خطأ فادح وسوء إدارة من ميناء المكلا مع هذه الحوادث وكان يفترض – كما اقترح المشجري - تفريغ المازوت من الباخرة المجنحة إلى خزانات بسفينة أخرى ثم سحبها إن كان لديهم إمكانيات للسحب مالم تترك السفينة في موقعها مشيرا إلى أن هذا يثير عدة تساؤلات أين خطة الطوارئ لدى ميناء المكلا ؟

وأين الجهات المختصة في إرشاد السفن في مثل هذه المواسم ؟!!

من ناحية أخرى كانت موانئ عدن قد ترددت بإعطاء أمر خروج السفينة من الميناء بسبب عدم جاهزيتها وعمرها الافتراضي وتهالك محركاتها ورغم ذلك سمح لها بالإبحار رغم مناشدات ميناء المكلا ومحافظ حضرموت بعدم صلاحيتها ورغم ذلك أعطت الأذن بالإبحار إليها!

ويملك هذه السفينة رجل أعمال يدعى العيسي المعروف بامتلاكه لأسطول سفن قديمة و متهالكة رميت كخردة في البلدان التي استخدمت سابقاً فيها ويقال ان إحدى سفنه كانت ستحدث كارثة مماثلة في ميناء مصفاة عدن لولا يقظة العمال هناك لتلافي المشكلة بسرعة !

كل ذلك وحكومتنا نائمة في العسل ولم نسمع حتى الآن أنها استدعت العيسي أو حاسبته أو حتى وجهت له مجرد لفت نظر لإبعاد كوارثه المسماة سفن عن شواطئنا التي لا ينقصها من الإهمال والعبث إلا كوارثه !!

أو حتى حملته قيمة أي تعويضات يجب أن تدفع للمساعدة في الحد من انتشار الكارثة ! منتهى التسيب !!!

حتى الإعلام اليمني لم يتناول الكارثة بجدية !!

أما الحكومة فهي تبدو كالعادة أبعد ما تكون عن تحمل أي مسؤولية في أي شهر في العام فكيف في رمضان شهر الصيام والنيام ؟؟

لا أدري هل ما حدث في المكلا .. هو الكارثة... أم ان الكارثة في الأصل هي في حكومتنا اللا رشيدة؟؟!