السعودية ... هل تنجح في إفشال الثورات العربية ؟
بقلم/ محمد الحذيفي
نشر منذ: 13 سنة و 3 أشهر و 17 يوماً
الخميس 28 يوليو-تموز 2011 04:03 م

منذ أن هبت رياح التغيير , وانطلقت شرارة الثورات العربية من تونس الخضراء , وبعدها ثورة أم الدنيا مصر , مصر الحضارة , والتأريخ , والتي إن تحركت حركت العالم العربي برمته , بل ولا أكون مبالغا إن قلت حركت العالم الإسلامي بأجمعه , وهذا ما يحدث فعلا .

ما إن نجحت ثورة مصر حتى انطلقت شرارة أكثر من ثورة في العالم العربي , وفي أكثر من قطر, وفي أسبوع واحد بسبب الظلم , والاستبداد , والفساد , وبعد بارقة الأمل في نجاح الثورة المصرية , ومن حينها والمملكة العربية السعودية تستخدم كل وسائلها , وأساليبها , وأدواتها في دعم تلك الأنظمة التي ثارت شعوبها ضدها وفي سبيل إخماد وإفشال تلك الثورات .

لكن السؤال المطروح هل ستنجح المملكة العربية السعودية بكل ما تمتلك من إغراءات , وتأثيرات من إفشال هذه الثورات العربية العظيمة , وعلى وجه الخصوص الثورة اليمنية بحكم الترابط الجغرافي والاجتماعي والوصايا السياسة على السياسة اليمنية على مر العقود الماضية ؟ لا أضن ذلك على الإطلاق .

صحيح قد تعمل السعودية على تأخير نصر تلك الثورات , وعدم تحقيق أهدافها سريعا لما تملكه من أموال , ومن حقول نفط تضغط به على الدول الغربية , وخصوصا الولايات المتحدة الأمريكية التي هي المستفيد الأكبر من النظام السعودي , وباعتبارها الحليف الأبرز لها في منطقة الشرق الأوسط بعد فقدانها لأهم حليف لها في المنطقة بعد إسرائيل وهو النظام المصري السابق , والتي بموجبه جعلت أمريكا رهينة في يد النفط السعودي , وبالتالي لا تتصرف أولا تتخذ أي قرار فيما يخص المنطقة العربية إلا بعد التشاور معها هذا من جهة , أما من جهة أخرى فشرائها لبعض الو لاءات في الأقطار العربية كما هو الحال في اليمن وكما تحاول أن تكرره في مصر , وكما حاولت أيضا أن تفعل الشيء نفسه أثناء الثورة المصرية حين كانت أمريكا تحاول الضغط ولو صوريا على الرئيس مبارك بسرعة التنحي حينما طلبت من الرئيس مبارك عدم الاستجابة لتلك الضغوط , وهددت أمريكا بدفع الاثنين مليار دولار التي تدفعها أمريكا للنظام المصري كمعونات عوضا عنها إن هي استمرت بالضغط على الرئيس مبارك بحسب ما ذكرت التقارير الصحفية حينها .

وتذكروا أنها حتى اللحظة لم تعترف بالثورة التونسية , وترفض الرد على التهاني الدبلوماسية من الحكومة التونسية وسفاراتها في العالم كما جاء في احد التقارير الإخبارية العربية , ومع كل ذلك لم تفلح ونجحت الثورتين التونسية , والمصرية .

وبالطبع لن تنجح محاولات إفشالها لبقية الثورات العربية مهما ضلت تتفرج على الثورتين الليبية , والسورية ولا يستبعد قيامها بدعم نضامي سوريا , وليبيا على الرغم من خلافها المعلن مع هذين النظامين , ومهما دعمت أيضا نظام الرئيس صالح ودفعت له الأموال وهي التي كانت تشتك منه على الدوام فلن يفيد ذلك الدعم لعدة اعتبارات أبرزها اعتبارين اثنين

أولهما : أن نار الظلم , وحرقة الفساد , والاستبداد عندما تشتعل لا يمكن لأي قوة في ألأرض أن تخمدها مهما امتلكت من كنوز الأرض , أو ذهب المعز , وهذه سنة كونية من سنن الله في الأرض , أما الاعتبار الثاني فهي إرادة الشعوب والتي هي من إرادة الله , وعندما تتحرك إرادة الشعوب فهي كالطوفان الهادر يجرف كل ما هو أمامه , وهذه حقيقة تاريخية ليست المملكة الشقيقة التي نحسن الضن بها في مأمن منها , وهناك مثل يمني " من كان بيته من زجاج فلا يرم الآخرين بالأحجار " ونحن هنا نخاطب أشقائنا بلغة الأخوة , والجوار , وبلغة المحبة , والوئام أن ما عندكم ليس بأقل مما هو عند غيركم وتذكروا قول المصطفى صلى الله عليه وسلم عندما قال : " والله لا يؤمن , والله لا يؤمن . قيل من يا رسول الله؟ قال : من لا يأمن جاره بوائقه " والعبرة هنا أيها الأشقاء بعموم اللفظ لا بخصوص السبب .