آخر الاخبار

دولة كبرى ترفض مناشدات واشنطن لاتخاذ إجراء دولي مشترك ضد هجمات الحوثيين بالبحر الأحمر واشنطن تكشف عن ضربات جوية استهدفت 15 هدفاً حوثياً إسرائيل تزعم تصفية أمين عام حزب الله الجديد هاشم صفي الدين..قنابل خارقة للتحصينات تمحو عدة مباني من الضاحية الجنوبية عاجل الكشف عن مصير جثمان حسن نصر الله.. تم دفنه بطريقة سرية كوديعة.. وأدى الصلاة عليه 5 أشخاص .. تفاصيل بعد موافقة واشنطن:الرئيس الايراني يكشف عن  الإفراج عن 6 مليارات دولار  من أموال إيران المجمدة وزير الدفاع الإسرائيلي: لدينا مفاجآت أخرى تنتظر حزب الله وتم القضاء على المستوى الثاني والثالث من قيادة الحزب خامنئي يدعو لربط الأحزمة من افغانستان الى اليمن ومن إيران الى غزة ولبنان مسئول ايراني كبير يتحدى إسرائيل ويصل بيروت لدعم حزب الله فيفا تدرس طلباً فلسطينياً بمنع إسرائيل من المشاركة في بطولات كرة القدم العالمية محافظات يتوقع أن تشهد هطول أمطار متفاوتة الشدة خلال الـ24 ساعة القادمة

14 أكتوبر.. الثورة والاستقلال والوحدة
بقلم/ د.أحمد عبيد بن دغر
نشر منذ: 4 سنوات و 11 شهراً و 19 يوماً
الأربعاء 16 أكتوبر-تشرين الأول 2019 06:37 م
 

نستقبل ذكرى أكتوبر بقدر كبير من التبجيل والإجلال، نقف اليوم في محرابها صامتين، تفجعنا الأيام بما آلت وتؤول إليه الأوضاع في بلادنا، للأسف وليس من المبالغة إذا قلنا أننا لسبب أو لآخر نهدر ما حققه أبطال الثورة قبلنا، ونسترخص دماء الشهداء، لقد رسمت ثورة أكتوبر تاريخاً جديداً لبلادنا، تاريخاً مختلفاً للجنوب اليمني الذي عاش ردحاً من الزمن في ضل الاحتلال البريطاني المباشر، أو الهيمنة الاستعمارية المباشرة وغير المباشرة، لقد غيرت أكتوبر مسار الأحداث كلية في جزءٍ غالي من الوطن، فحولت شتاتنا إلى وحدة، ونقلت الوحدة إلى مرحلة أعلى كانت تتويجاً لنضال الحركة الوطنية اليمنية. إنها الثورة التي حققت الاستقلال.

في ذكراها الخالدة جراحنا اليوم غائرة، وآلامنا تتعاظم جراء عودة التخلف والعنصرية والنظام السلالي إلى شمالنا السبتمبري، هناك يجري تجريف وتجفيف عوامل البقاء في يمن موحد، أن كل ما يستحدثونه الحوثيون في واقعنا بكل تنوعاته، إنما يقوض الدولة، ويمزق المجتمع، فلا وحدة مع الإمامة، ولا وحدة بدون الجمهورية، حتى ولو استجرت تجارب الآخرين. ليس لولاية الفقيه أصل في تاريخنا، ولم تعد الإمامة مقبولة نظاماً للحكم. لقد قلت في مقال سابق جريمة الحوثيين الكبرى أنهم دمروا وحدة اليمن، وأن اليمن اليوم في عهدة الشعب اليمني وحده.

وفي جنوبنا الأكتوبري يسكننا الجنون، وتتحكم فينا عقول افتقدت توازنها، وخرجت بالمظلمة من إطارها العادل إلى شهوة الحكم بدعم خارجي، يقتل الأخ أخاه، وتُبعث الأحقاد من جديد، تلك الأحقاد التي لم تعالجها مصطلحات الجنوب الخالي من المضمون، والمنسلخ عن التاريخ الواقعي والهوية، كما لم تتمكن مصطلحات التصالح والتسامح، التي ابتدعها الشاكون من المظالم والراغبون في الحرية أن تردع البعض من القيام بما يتنافى ويتعارض معها وتحولت مناطقنا الثائرة، الحرة المسالمة المنفتحة على نفسها إلى نقيضها.

دفعة واحدة أَسقطت أحداث أغسطس الماضي، وما سبقها في العام الماضي هذه المصطلحات أو تكاد، وبقيت قيم الثورة والوحدة (الاتحادية) وحدها تقاوم المال والإعلام والدبابات وترفض الانتقام، وهذه المتتالية من الفعل ورد الفعل عاشتها وتعيشها حتى اللحظة المحافظات الجنوبية والشرقية، وبالطبع لا يمكن لهذه الحالة أن تستمر، لابد في نهاية المطاف من التوافق حول صيغ لا تسقط وحدة مايو العظيم، ولكنها لا تكررها. وتبقى صيغة الدولة الاتحادية هي المشروع الذي لم تظهر التجربة ماهو أفضل منه لاحتواء الكارثة.

يجب أن نكون جميعاً مستعدين دون استثناء لنتجاوز ببلدنا حالة الحرب، أن يدرك الانقلابيون على الشرعية والدولة والنظام الوطني أننا قد بلغنا خط النهاية من العنف والدماء والدمار والتطرف وأن أحداً لا يستطيع صناعة السلام في بلدنا سوانا، وأنه لا مفر من القبول بمخرجات الحوار الوطني للخروج من الآزمة التي داهمتنا في غفلة منا، لن نحتاج إلى مزيد من التفكير لنكتشف أننا ودون غيرنا معنيين بالسلام.

وعلى الطامحين لحصاد سياسي وفير خارج مصلحة الوطن، خارج العقل وحسابات التوازن الاجتماعي أن يتعظوا من اتجاه الأحداث أن يتعظوا بما يجري على الأرض. تحية إجلال لشهداء أكتوبر سبتمبر، تحية تبدأ بالقائد المناضل الشهيد الأول لبوزة، وتنتهي بآخر شهيد في جبهات القتال لاستعادة الدولة والانتصار للوحدة( دولة اتحادية).

كانت الجبهة القومية وقد انتصرت لفكرة اليمن الديمقراطي الموحد وقبل أن تجنح نحو مزيد من التفكير الراديكالي في نهجها السياسي وقبل أن يتحول ذلك وعياً جديداً في الحزب الاشتراكي اليمني، كانت تكتب في صدر وثائقها الأولى، هذه الآية الكريمة، التي نستعيرها اليوم في ذكرى الثورة "مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا" (23) صدق الله العظيم.