المذبحة الكبرى .. محنة ومنحة
بقلم/ محمد صلاح باجابر
نشر منذ: 11 سنة و 3 أشهر
الجمعة 16 أغسطس-آب 2013 09:37 م

يأبى قادة الانقلاب كل يوم إلا أن يكشفوا عن وجوههم الوحشية الدموية فلم يكتفوا بما إرتكبوه من مجازر وجرائم ضد الإنسانية في شهر رمضان المبارك وقتل للساجدين والنساء والأطفال، فارتكبوا بالأمس القريب مذابح جديدة توازي جرائم الحرب، خاضوا فيها في دماء أبناء وبنات مصر إلى الأذقان فقاموا بفض إعتصامي رابعة العدوية وميدان النهضة السلميين وإستخدموا الجيش والشرطة كما لو كانوا في معركة حربية ضد عدو خارجي فقتلوا ما يزيد على ألفي مواطن وأصابوا أكثر من عشرة آلاف من المواطنين السلميين الذي أستهدفوا برصاص القناصة في رؤوسهم وصدورهم العارية دون أن يملكوا الرد عليهم حتى بالحجارة. كما وصلت وحشيتهم إلى حد إحراق خيام المعتصمين وقت إحتماء الأطفال والنساء بداخلها من تأثير الغاز مما أدى إلى إصابات بحروق بشعة بينهم، ومنعوا سيارات الإسعاف من نقل المصابين لإنقاذ حياتهم في المستشفيات المجاورة بعدما عجز المستشفى الميداني عن إستيعاب هذا العدد المهول من المصابين، ليكملوا جريمتهم بحرق المستشفى الميداني بالمسجد بمن فيه من جرحى وجثث للشهداء . هذا العدوان البشع الذي تم فيه توريط الجيش في مواجهة الشعب وقتل أعداد ضخمة من مواطنيه لأول مرة في تاريخه هو محنة في ثناياها منحة قادمة قريبا - ان شاء الله تعالى - ودماء المسلمين التي سالت هي ثمن نيل العزة والكرامة وللحرية الحمراء باب بكل يد مضرجة يدق ولا بد من تأمل الآتي بعضها نقلته من كلام الشريف لتشفى الصدور وتبرد القلوب :

-لئن نجح الانقلابيون في فض أي اعتصام فسيفتح الله تعالى ميادين مصر كلها لتكون معتصما للمسلمين , وموئلا لعباد الله الصالحين , ولئن نجح الانقلابيون في جولة فهناك جولات قادمة . وجولة الباطل ساعة وجولة الحق الى قيام الساعة .

- الشعب المصري قد كسر حاجز الخوف للأبد ان شاء الله , ولن تفلح قوة ارضية مهما عظمت ان تعيده الى أسر العبودية والذل بعد أن ذاق طعم الحرية ولمس آثارها .

- لا بد للشعب العريق في اسلامه ان يفهم أنه بثباته وصبره وبقائه معتصما في الميادين المتعددة فانه يزرع اليأس في قلوب الانقلابيين وأعوانهم من تركيعه وتعبيده .

- لم يسقط الشهداء انما ارتقوا الى الجنان - بإذن الله - انقضت اعمارهم فاصطفاهم الله واختارهم من بينكم (( ويتخذ منكم شهداء )) الموت في سبيل الله أسمى أمانينا .. كن نرددها شعارات والان نطبقها واقعا عمليا .

-نحن نعيش مرحلة المخاض ولابد للمخاض من آلام ولابد للآلام من دمـــــاء. ، طلع لنا بصيص من نور فظننا أنه الفجر ونسينا أن هناك فجران فما ظهر انما هو الفجر الكاذب .. ويليه الفجر الصادق الذي يستمر ضوئه ويشع نوره وما بينما اشد ظلمة لكن ليست بالطويلة .. فالصبر ..الصبر .

- وثبات الشعب المصري هو ثبات للأمة الإسلامية كلها - بإذن الله تعالى - فأعداء المشروع الإسلامي يرقبون مايجري على مصر فإن ركع الشعب وخنع وعاد الى العبودية من جديد التفتوا إلى غيره من الشعوب الإسلامية ليجهضوا أمانيها , ويحطموا آمالها في غد أفضل , فالله الله ياشعب مصر إياكم والتخاذل والضعف والرضى بالهوان , فأنتم حائط الصد وبوابة الأمل .

-والعجب كل العجب من العلمانيين والتغريبين والمنافقين وإخوانهم من عباد الصليب الذين شمتوا بل أظهروا الشماتة بما جرى , وجروا على طريقتهم من الكذب والزور والبهتان وإلصاق جريرة ما جرى اليوم بعباد الله الصالحين زورا وبهتانا فلا ينقضي عجبي منهم ألا يعلمون أن الأيام دول , وأنهم بوقوفهم مع الانقلابيين فإنهم يسقطون كل دعاوى الحرية وحقوق الإنسان التي صدعوا رؤوسنا بها طويلا ثم كانوا أول المتخلين عنها الواقفين ضدها .

-وختاما لعموم المصريين ومن وراءهم من المسلمين : امتلئوا أملا وتفاؤلا فإن ما يجري اليوم هو تمحيص وتنقية للصفوف , استعدادا لمعركة قادمة لا ريب فيها ولا شك يتحرر بها بيت المقدس ويستعيد المسلمون عزتهم وكرامتهم وسيادتهم بإذن الله , ويقولون متى هو قل عسى أن يكون قريبا , ويومئذ يفرح المسلمون بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم وعد الله لا يخلف الله وعده ولكن اكثر الناس لا يعلمون , والله اكبر والعزة للمسلمين .