آخر الاخبار
الدولة الخفيفة والدولة الخفية
بقلم/ السفير/عبدالله بن أحمد النعمان
نشر منذ: 10 سنوات و 8 أشهر و يومين
الجمعة 16 أغسطس-آب 2013 09:30 م

في العالم كله تنشأ مافيات وعصابات للاستيلاء على السلطة والثروة يطلق عليها "الدولة الخفية" تمارس فيها عمليات النهب المنظم لثروات البلاد على إستحياء وبعيدا عن أعين العزال والحساد، سلاحها الجبروت وتصفية الخصوم إما في غياهب السجون أو النفي أو القتل لمن رحم ربي.

هنا في اليمن عملية النهب والسرقة واللصوصية والاغتيال والنفي خليط من الدولة الخفية والدولة الخفيفة. هنا تتم العملية عيني عينك وعلى عينك يا تاجر وما عليك سوى التقرب والتذلل من عسكري فاسد وما اكثرهم واحلاهم، بل لا يوجد غيرهم، او طلب الحماية من حمران العيون المهنجمين المنخطين.

وما عليك الا ان تعتدي على حق خاص او عام فتصبح وبكل جرأة عضواً في نادي النخيط واللهف والشفط والنخع بكل قواك فأنت تعيش في "الدولة الخفيفة".

خفيفة اليد، خفيفة الدم، خفيفة الخلق، خفيفة الهمة، خفيفة العمل، خفيفة الرجال، خفيفة الوفاء، خفيفة الذوق، خفيفة اللهف، خفيفة اللطش،وخفيفة في أمنها، خفيفة في

مشير إنتقالي من الوزن الخفيف حول البلد إلى كشك "صندقة" كما نقول نحن، يديره النجال قرة العيون المبجلين تباع وتشترى فيه المناصب وتقتسم المغانم وتعقد فيه الصفقات بعيدا عن العيون في شارع الستين المغلق في وجوه الناس البسطاء الباحثين عن حق مسلوب وكرامة مهدورة.

مشير انتقالي خفيف في علاقته بالدولة والناس، لا يعرفه الناس ولا يعرف الناس الا من خلال برقياته وأخباره الخفيفة عبر الفضائية ووكالة سبأ للأنباء البائستين.

مشير إنتقالي لم يعرف له نشاط او عمل طوال سنتين باستثناء خطبة او خطبتين وربع أظهرت بجلاء ووضوح كما هو خفيف هذا الإنتقالي.

خفيفة يد الدولة برئيسها ووزرائها ال 33 اللصوص الجدد.

خفيف هو هذا اليمن المنكوب بجيشه وأمنه، يخوض أبطاله معارك الرديات والسرقات، يختلفون في كل شئ وعلى كل شئ الا سرقة حقوق الفقراء والضعفاء.

خفيفة هي هذه الدولة في تعاملها مع أصحاب الفضل وتعهداتهم، ثمانية مليار دولار ملقاة في الشارع منذ هل علينا هذا المشير الانتقالي تنتظر من الدولة الخفيفة التقدم بدراسة لمشروع يستفيد منها أصحاب هذا الوطن المنكوب المنهوب.

الدولة الخفيفة وفي محاولاتها المستميتة العاجزة بالبيضة والحجر والثلث ورقات تبحث عن وسيلة لنهب هذا المبلغ المخصص لإنقاذ الناس وإخراجهم من مستنقع الفقر والجوع.