لم يبق .. إلا انت يا إصلاح .. مثل الطود في وجه العواصف ..

يتساقطون .. وانت وحدك .. كالجبال الشم واقف ..

لم يبق إلا أنت .. وثاب الخطى صلب المواقف ..

حر الإرادة .. ثابت البنيان.. حيث كل مرتعد وخائف ..

كل البيارق رفرفرت في ساحة الموت المدجج بالصراخ .. وبالقذائف ..

كل البيارق ثم .. إلا بيرق الاصلاح .. حاشا.. ان نراه بمثل تلك الساح واقف ..

كل الكبار بساعة اللأواء .. قد ارزوا لعمق جحورهم مثل الزواحف ..

الكل فر لبرجه العاجي .. إلا أنت في الميدان .. جرحك مثل جرح الشعب نازف ..

لا غرو إن حقدوا عليك .. فأنت صمام البلاد ..وحصنها من كل دجال وزائف ..

انت الذي سلطت ضوء الحق يكشف زيفهم .. والحق كاشف ..

أيكون نصر مسيرة القرآن ..ممن يهدمون مساجد المولى .. وممن يسفكون دم المصاحف ..

من ادمن التدمير .. والتفجير .. لا يبني البلاد .. ولا يصون كرامة الانسان خاطف ..

لا خير يرجى للعباد .. بمن يمد يديه للدخلاء .. يستجدي عطاياهم يحالف ..

وبمن يعيد الناس بالعصبية الحمقى إلى حرب الطوائف .

لم يبق إلا أنت .. يا إصلاح .. تأسف أن تراق دماؤنا .. والكل يقتل غير آسف ..

لم يبق إلا أنت .. بالصبر الجميل .. تذود من للموبقات المهلكات .. هنا يقارف ..

لم يبق إلا انت .. معتصما بحبل الله وثابا ووجه الليل معتكر .. وموج البحر عاصف ..

لم يبق لليمن الحبيب..سواك بعدالله..بلسم كل جرح فيه راعف..

شرف عظيم أن تكون الرائد المقدام .. والصرح المواجه للرعود والقواصف ..

الغير قد عكفوا .. على تدمير بنيتنا .. وانت على البنا والحب عاكف ..

لم يبق .. إلا انت تنشر في البلاد الحب .. ترجو الخير حتى للمخالف ..

إصلاحنا عذرا فحقك يا منار الروح .. يعجز بالمفاخر كل واصف ..

اصلاحنا سيعم غيثك سائر الارجاء .. يغسلها من الادران .. مثل السيل جارف ..

ستشع شمسك .. تملأ الجنبات اشراقا وحبا .. والدجى الهمجي آزف.