آخر الاخبار

عاجل الكشف عن مصير جثمان حسن نصر الله.. تم دفنه بطريقة سرية كوديعة.. وأدى الصلاة عليه 5 أشخاص .. تفاصيل بعد موافقة واشنطن:الرئيس الايراني يكشف عن  الإفراج عن 6 مليارات دولار  من أموال إيران المجمدة وزير الدفاع الإسرائيلي: لدينا مفاجآت أخرى تنتظر حزب الله وتم القضاء على المستوى الثاني والثالث من قيادة الحزب خامنئي يدعو لربط الأحزمة من افغانستان الى اليمن ومن إيران الى غزة ولبنان مسئول ايراني كبير يتحدى إسرائيل ويصل بيروت لدعم حزب الله فيفا تدرس طلباً فلسطينياً بمنع إسرائيل من المشاركة في بطولات كرة القدم العالمية محافظات يتوقع أن تشهد هطول أمطار متفاوتة الشدة خلال الـ24 ساعة القادمة حقوقيون يتحدثون عن احكام الإعدام خارج القانون التي يصدرها الحوثيون هربا من الضربات الإسرائيلية..قيادات الحوثي تنقل اجتماعاتها السرية الى إحدى السفارات الأجنبية في صنعاء وعبد الملك الحوثي يفر الى هذه المحافظة المليشيا الحوثية تقوم بتصفية أحد موظفي الأمم المتحدة بكتم أنفاسه وخنقه حتى الموت... رئيس منظمة إرادة يكشف عن إعدامات جماعية للمئات بينهم مختطفين من محافظة صعدة

لكي تستقيم الخطى
بقلم/ عبد العليم الشلفي
نشر منذ: 11 سنة و 8 أشهر و 21 يوماً
الجمعة 11 يناير-كانون الثاني 2013 04:16 م

ما من شك ان السبيل الموصل الي النهوض والتحضر وتجاوز الملمات والكروب يمر عبر منظومة من القيم والحركيات السامية وتفعيلها في كافة مناحي الحياة وان تنفيذ هذه المهمة الحيوية يتطلب نوعية من الناس تتصف بقيمتين حركيتين ان تكون مخلِصة (بكسر اللام) ومخلِّصة( بتشديد اللام وكسرها)

مُلهم هذا القول وصاحب موضوعه الأستاذ محمد اليدومي في كتابه (لكي تستقيم الخطى )الذي أعيد قراءته الليلة للمرة الثالثة وهو يؤكد ان طريق الخلاص هو الإخلاص أولا وثانيا تخليص الناس بأن يكون الداعي ملجأ للأرواح يدفعها للأعالي والذرى ولو شئنا ان نلخص فلسفة الأستاذ التي تُوجه منطلقاته في التربية السلوكية من خلال كتابه محل الوقفة العابرة لقلنا أنها عبارتان اثنتان الإخلاص لله وإنقاذ الناس

لقد تعودنا ان نقرأ مثل هذه العناوين عن استقامة الخطى وتربية النفس أولا واستقم كما أمرت والإيثار .. او نحو  التساقط والنفعية والشرك والابتلاء والوسواس الخ

لرجال زهدوا وانعزلوا في أماكن تنأى بهم بعيدا عن دنيا الناس ولكننا مع صاحب هذا الكتاب نعيش حالة مغايرة

نحن أمام سياسي كبير وفاعل جبار في الحياة الاجتماعية والمدافعة وفارس لا يشق له غبار في الاستباق ونزول الساحات

أقول هذا وفاء للصالحين المصلحين الذين يروننا قدرة القيم والمثل على التجسد والتمثل وللتأكيد على المزيد من هذه الروح التي لا تستنيم لترديد المواعظ وتتبنى شعارات النصح والمضي على هدهدة مشاعر الارتياح والرضى عن الذات

لا يكفي المرء ان يعلن محالفته وحبه لأهل الإيمان واصطناع شارتهم ليبرر تخففه من التبعات إزاء الأمة والحضارة والتأريخ وازاء جهد الجاهدين ويتوهم انه ادى ماعليه

في كتابه لكي تستقيم الخطى كان يفاعل أوضاعا ومعاينات وضغوطا ملموسه وكان يتصدى لمواجهات ميدانية اختراقاتها تنجم امام عينه وتحت عناوين وشعارات معلومة وبأيدي وحوارات اشخاص وجهات وقوى معروفة متحركة على ارض الميدان لكنه عزل عن فواعل الصراع تلك مقارباته التشخيصية

إذ تعاطى معها في سياق فوق تأريخي من خلال مواجهة الفعل ليس برد فعل آلي من جنسه(ليعلم الدعاة درسا في المنهجية)

ولكن بتفعيل يستوعب الشروط الموضوعية التي كانت مصدر ميلاد ذلك الفعل ويتجاوزها الي صعيد يتكفل بوضع بدائل لها يزيل عنها صفة السجالات او العدوانية ان جاز التعبير فالارتفاع عن المرحلية تتأتي للكاتب من خلال ذلك الترفع فهو لم يمارس خطابا أيديولوجيا وإنما مارس خطابا تعبديا فالأول لإبقاء له ومسيرة الزمن والمراحل المتعاقبة تحسمه على عكس الخطاب التعبدي فهو معطى روحي مفتوح على ثبات الفاعلية والتأثير مستقطب للقابليات بإستمرار ومحاور للإنسان في كل زمان ومكان وليس ذلك بمستغرب فهو المعروف والمستحق بان نستعير وصفا سلف لا مثاله بأنه مكين الوثبة حاد الرؤية رهيب الصمت إذا سكت خطب وإذ انطق التهب وإنه ليشف كالزجاج إذا هو كتب.