أيادٍ خفية .. جن مخفيون يا قحطان والقمش والأحمدي!!
بقلم/ عارف الدوش
نشر منذ: 11 سنة و 5 أشهر و 30 يوماً
السبت 18 مايو 2013 07:35 م

وزير الداخلية اللواء عبدالقادر قحطان سبق له أن تسلم منصب مدير أمن تعز ثم الأنتربول الدولي يتصف بالهدوء وعدم التسرع كما يقال وعندما يقول أن الاغتيالات الأمنية والعسكرية سببها "أيادٍ خفية" متعددة منها تنظيم القاعدة ونحن - يقصد الداخلية والحكومة والدولة - ندرك المرامي الخفية لهذه الأعمال الإجرامية يجعلنا نقول له "ممتاز ورائع يا معالي الوزير" ونجتهد لنضيف أن الشعب يدرك حجم التركة الثقيلة ويعلم أن هناك أسلحة تسربت من معسكرات وأن هناك منفذين لعمليات الاغتيالات مدربين تدريباً رفيع المستوى وأن هناك أسلحة حديثة وكاتمة للصوت تدخل البلاد من كل حدب وصوب.

وهناك أساليب تشبه ما تقوم به القاعدة وأخرى غير ذلك، لكن، وفي لكن هذه تكمن القصة كلها، لقد كاد وزير الداخلية يقول في حوار له مع صحيفة "الخليج" الإماراتية من هي "أيادٍ خفية" عندما لمح بقوله : "التي تستهدف تعكير أجواء الأمن والاستقرار والتأثير في مناخ الحوار الوطني ومحاولة إفشال المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية" وهو بذلك يريد الناس أن يستنتجوا من هي؟

هذا كلام عام يا معالي الوزير سيحسب في إطار المماحكات ونحن لا نصدق أن أجهزة الأمن بتعددها وإمكانياتها وتعاونها الإقليمي والدولي لم تصل إلى خيط واحد يحدد من هي "أيادٍ خفية" التي تقف وراء الاغتيالات وإسقاط الطائرات فرجل الشارع العادي بفطرته سيحلل وسيضع أسئلة وإجاباتها وسيصل إلى النتيجة التي ستكشف له من هي "أيادِ خفية" والأمر لا يحتاج إلى كل هذا الهروب والإيحاء والتلميح.

نعم لا نصدق يا معالي الوزير قحطان ونخشى أن يخرج علينا اللواء غالب القمش صاحب الأمن السياسي والأحمدي صاحب الأمن القومي لينضما إليك يا معالي الوزير ليعلنا أنها "أيادِ خفية" وأن الأجهزة الأمنية بتعددها ليست لديها معلومات وخيوط من هي "أيادٍ خفية" ولا نصدق أنكم بكل عتادكم وأجهزتكم وميزانياتكم وكوادركم ومن ربيتم خلال أكثر من 33 عاماً وأكثر من مدنيين ودكاترة يحصون أنفاس الناس في الشوارع والمقايل وقاعات المحاضرات وفي الأعمال والمكاتب والأسواق.

لا نصدق يا جهابذة الأجهزة الأمنية "قحطان والأحمدي والقمش" إنكم لا تعرفون من هي "أيادِ خفية" وما نفهمه ونصدقه ونكتشفه بحدسنا وفطرتنا أنكم في القيادات الأمنية والعسكرية والسياسية متفقون على إخفاء الحقائق عن الشعب وتريدون استخدامها وسائل ضغط مقابل تنازلات و"كولسة" تنفع أطرافاً أو جهات أو مراكز قوى.

لا يهمكم يا جهابذة الأمن من استشهدوا وسالت دماؤهم برصاص الكاتم والتفجيرات والدراجات أو بسقوط الطائرات ولا تهتز لكم شعرة ولا تحسون بأنات وفجائع وبكاء أسر من فقدت رجالها ولا بالخسائر التي مني بها الوطن باغتيال قادة عظام ورجال أمن بواسل وتهدم بيوت جراء سقوط الطائرات.

الفنادم "قحطان والقمش والأحمدي" أمر الإخفاء وعدم إعلان الحقيقة لستم مبتكريه فقد سبقكم إليه وزراء داخلية ورؤساء أجهزة أمنية سابقون ولكننا كنا مستبشرين خيراً ومتفائلين بأن نظام ما بعد الثورة الشبابية الشعبية السلمية سيختلف عما قبله، لكنها السلطة هي التي تغير الجالسين على كراسيها وكل من صعد إلى كرسي الحكم وأنتم حاكمون بحسب مواقعكم تغيرهم الكراسي وكنا نريد أن تغيرون مما اعتدنا عليه "ضد مجهول، فأضاف الفندم قحطان "مصطلحاً جديداً"، "أيادِ خفية".

أليس من حق الشعب يا هؤلاء أن يعرف من قيادته الأمنية والسياسية وفي المقدمة الفنادم "قحطان والقمش والأحمدي" من هي "أيادِ خفية" ومن دربها ومولها بالخطط والمعلومات لأن أغلب الاغتيالات وحوادث إسقاط الطائرات إن لم تكن كلها عمليات ممنهجة ومنظّمة تمت بواسطة أسلحة حديثة ونادرة وبعضها كاتمة للصوت والمستهدفين بالاغتيال قيادات عسكرية وأمنية وشخصيات مدنية تم اختيارها بعناية.

أما جرائم إسقاط الطائرات فلا يخفى الهدف وبالتالي لا يمكن أن تكون هذه الجرائم إلا لصالح جهات وأطراف لها نفوذ وتمتلك معلومات دقيقة ولديها أسلحة متطورة، فرق اغتيالات مدربة بعناية وأعوان يسهلون لها مثل هذه الأعمال الإجرامية ويتواجدون في أهم مفاصل الأجهزة الأمنية والعسكرية، خاصة قنوات المعلومات وبرامج تحرك القيادات العسكرية والأمنية والسياسية التي تم اغتيالها أو محاولة اغتيالها وأوقات التدريب والإقلاع والهبوط للطائرات العسكرية.

الفنادم قحطان والقمش والأحمدي مع حفظ ألقابكم والإخوة في القيادة السياسية والعسكرية مهما كبرت مناصبكم أو صغرت بالله عليكم ألا تعرفون حتى الآن من اغتال الشهداء الأبطال "سالم قطن وعمر بارشيد وناصر ناجي بن فريد وأكثر من 70 قائداً عسكرياً وأمنياً" ولا مَن وراء الست أو السبع المحاولات لاغتيال وزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر أحمد ولا من وراء محاولة اغتيال الدكتور ياسين سعيد نعمان ولا من وراء جرائم إسقاط الطائرات العسكرية.

ولو فعلاً صدقناكم بأنها "أيادِ خفية" فلن نقول لكم غير تحسسوا رؤوسكم وانتبهوا، فـ "أيادٍ خفية" تنتشر من أمامكم ومن خلفكم ومن فوق رؤوسكم ومن تحت أقدامكم وعن يمينكم وعن شمالكم وفي أي مكان تتواجدون فيه أو تفكرون بالتوجه إليه، فـ "أيادٍ خفية" تنتظركم وهي عبارة عن "جن وعفاريت وعضاريط مخفيين".

ننصحكم والنصيحة واجبة علينا بأن لا تتجاهلوا الشعب ولا تستخفوا به فمن كان قبلكم في السلطة والحكم فعل ذلك فتراكمت أخطاؤه وأنتم أدرى وأعلم بما كانت عليه النتائج فقدان ثقة الشعب ثم ثقة من يعملون معهم فانقلب عليهم الشعب ومن يعمل معهم نتمنى عليكم أن تكشفوا للشعب الحقائق سيقف معكم وسيكون سندكم وسترون ما يتمتع به هذا الشعب الأبي من حس وطني وشجاعة سيدافع عن مصالحه التي تستهدفها "أيادٍ خفية" تريدون إخفاءها عنه أما الشعب فهي عنده ظاهرة تسرح وتمرح أمام أعينكم ضباط الجيش والأجهزة الأمنية.

وأخيراً : لو سمحتم لا تكرروا لنا كلمات مثل "أيادٍ خفية" وأهدي إليكم أغنية للفنان أيوب طارش العبسي أطال اللَّه في عمره من كلمات الشاعر الكبير عبدالله عبدالوهاب نعمان "الفضول" يمجد فيها الشعب "اهتفوا للشعب إن الشعب جيش لا يُذَلُّ، وقفوا للشعب إن الشعب أولى من يُجَلُّ، وثقوا بالشعب إن الشعب شهمٌ لا يُغَلُّ، وادخلوا في الشعب إن الشعب أفياءٌ وظلُّ، واعملوا للشعب بالشعب فما، خاب سيفٌ بيد الشعب يَصِلُّ"