تقرير مراسلون بلا حدود...نداء للحرية
بقلم/ عصام الأكحلي
نشر منذ: 11 سنة و 9 أشهر و 14 يوماً
السبت 02 فبراير-شباط 2013 06:33 م

اليمن في المركز 169 من إجمالي 179 دولة في الترتيب السنوي لمؤشر ومقياس حرية الصحافة في تقرير حرية الصحافة الذي أصدرته منظمة مراسلون بلا حدود قبل أيام للعام 2012 ,, في عام كامل بدأنا به عهدا جديدا لليمن نجحنا فقط في التقدم مركزين مقارنة بالعام 2011 و مازالت اليمن كما أوضح التقرير من أكثر البلدان خطورة على الصحفيين ومازال العاملين في السلطة الرابعة يواجهون صعوبات كبيرة في الجوانب القانونية التي ما تزال بعيدة عن حرية الصحافة المفترضة .

مر التقرير مرور الكرام ,,و كأن الأمر لا يعنينا من قريب أو بعيد ,, ولم اسمع كلمة لوزير الإعلام يعلن عن أسفه لذلك ويعد بالعمل الحثيث للوصول إلى حرية وتحرير الإعلام و إقرار أنظمة وقانونين في المرحلة القادمة تعمل على الاقتراب من المؤشر المرتفع لحرية الإعلام والصحافة ,, و لم أشاهد منظمات معنية بالأمر استغلت المناسبة للقيام بحملة إعلامية تساهم في تغيير واقع الإعلام اليمن ,, بل أن اغلب الصحف و المواقع الالكترونية وسائل الإعلام المرئية والمسموعة تجاهلت الخبر رغم انه يعنيها كثيرا .

محكمة الصحافة ما زالت قائمة حتى اليوم , وقانون الصحافة مازال منذ العام 90 ينتظر التعديل بما يواكب العهد الجديد , وقانون الإعلام المرئي والمسموع والالكتروني الخاص لم يرى النور بعد , و محاكمات الصحفيين وحالات الاعتداء عليهم مازالت مستمرة , ومؤسساتنا الصحفية والإعلامية مازالت بحال لا يسر صديقا او عدوا , وقانون حق الحصول على المعلومات مازال بعيدا عن حيز التطبيق و أضيف إلى سلسلة طويلة من قوانين ظلت حبرا على ورق ,وصحيفة الأيام مازالت تنتظر عودتها , والفوضى الإعلامية ما زالت سيدة الموقف حتى هذه اللحظة ,, و غير ذلك من النماذج الشاهدة على أننا بحاجة إلى عمل مضنٍ وحثيث لانتقال الحال إلى واقع غير الحال اليوم .

من المحزن أن تتقدم دول كثيرة على اليمن في ترتيب حرية الصحافة رغم أننا سبقنا الكثير منها في بداية الصحافة ونشأتها , وحتى في نطاقنا العربي ,فليبيا مثلا الخارجة من حكم ديكتاتوري قاسٍ نجحت في سباق الزمن والتقدم بخطوات متسارعة للحاق ركب السائرين إلى فضاء الحرية , بينما نحن نقلد خطوات السلحفاة ونتسابق على الخطب والشعارات بدون أي واقع ملموس على الأرض .

أوجه ندائي إلى وزير الإعلام والمسئولين المعنيين وقيادة نقابة الصحفيين ومنظمات المجتمع المدني ذات العلاقة ,, نداء بناءً على ألم لحال أوضحه تقرير مراسلون بلا حدود ,, نداء للحرية و الاستفاقة و العمل لمحو الصورة بخطى متسارعة , لأن حرية الصحافة والإعلام هي أبرز مؤشرات الديمقراطية والتقدم ومردودها لا يمكن تقديره على كل المجالات .

أتمنى أن تصل رسالتي هذه , وأتمنى أن تكون اليمن في العام القادم في موقع متميز لحرية الصحافة و أن يكون الوطن قد تعافي بشكل كبير من كل أمراضه المزمنة التي ظلت ملازمة له طيلة أكثر من ثلاثة عقود ماضية ,, دمتم والوطن بألف خير .