ظاهرة العراسي وجلال!
بقلم/ رياض الأحمدي
نشر منذ: 11 سنة و 6 أشهر و 30 يوماً
الخميس 18 إبريل-نيسان 2013 03:28 م

يجمع الكثير من الصحفيين في اليمن على أن عبده بورجي السكرتير الصحفي للرئيس السابق علي عبدالله صالح والقيادي الحالي في الحراك التهامي، كان مخلقاً وعملياً إذا ما قورن بيحيى العراسي سكرتير الرئيس الحالي .. هذا السكرتير الذي وتر علاقة الرئيس هادي بالإعلاميين وأساء إليه أكثر مما خدمه..

وفي تصريح سابق له، أرجع الانتقادات التي توجه إليه بأنها استهداف (مذهبي)، بحيث تبدو الدعوة إلى تغييره كأنها استهداف للأقليات مع أننا لا ننتقده إلا بحكم الموقع الذي يشغله، وهو الذي يعمل مخبراً ومفبركاً لصحف موالية للحوثيين حسب زملاء كثر.. وقد أطلت الأربعاء إحدى تلك الصحف بخبر يملأ الصفحة الأولى تتحدث فيه عن تمرد علي محسن والإصلاح (حزب كبير) على هادي، وشنت هجوماً ضد الزميل أحمد الشلفي، بل وجميع المواقع التي نشرت ما أورده الشلفي من تصريح للرئيس هادي. ونقلت على لسان المكتب الإعلامي للرئيس إنها (صحافة مواقع إلكترونية سيئة السمعة).

"المكتب الإعلامي للرئيس هادي"، ليس واضحاً إن كان من صناعة الصحيفة، أم هو العراسي المذكور سلفاً، أم هو جلال عبدربه، والأخير يصر على أن يصبح رقماً يذكِّر فيه الناس بأحمد علي عبدالله صالح.. وهو كما يقال، معروف بحنقه أيضاً على الإصلاح ومحسن بسبب طلب بعضهم من الرئيس هادي تقليص تحركاته.

لم نكن نظن يوماً أننا سنضطر إلى المقارنة بين ابن الرئيس الجديد وابن الرئيس السابق، ولا بين عبده بورجي ويحيى العراسي، حتى وصلنا للأسف الشديد، وأصبحنا نخشى أن يأتي يوم نقارن فيه بين الرئيس هادي وسلفه.. مع الإشارة إلى أن السوء الذي وصل إليه علي عبدالله صالح كان جراء التراكم في السلطة وكان قد أصبح منظومة كبيرة تسعى للاستفراد بالحكم وليس مجرد شخص.

يبدو الرئيس هادي أطيب مما يتوقع أي بشر، والدليل على ذلك أنه يجعل ابنه يتحرك في وقت قامت فيه ثورة بكاملها على ابن الرئيس السابق، ولم تزل الهتافات تدوي والجرحى في المستشفيات.

إذا قسنا على العراسي وجلال، فإن الرئيس هادي قد يكون في مأزق كبير يفسر لنا الدولة الانفصالية في عهد الرئيس الوحدوي. الرئيس يبشرنا بمستقبل واعد، والبلد يسير إلى التمزق، ونحن نرى العراسي ونذكر بورجي، ونسمع عن جلال عبدربه فنتذكر أحمد علي. ومن معه ممن هم أساس نكبة البلاد. ومن نذكرهم جوار الرئيس الحالي هم من نعرفهم وليسوا كل ما نخاف منه.

أتمنى أن أكون مخطئا فيما ذهبت إليه ولن أكابر في الاعتذار.. وأتمنى من العراسي أو رئاسة الجمهورية أن توضح حقيقة المكتب الذي صرح تلك التصريحات، ونتمنى إن كان المكتب له وجود، أن يوافي وسائل الإعلام كافة ببياناته العجيبة وليس صحيفة واحدة هي أوضح تجسيد لما وصلت إليه اليمن من مهازل.