ثورة سبتمبر..وأغلال الماضي
بقلم/ خالد اليافعي
نشر منذ: 11 سنة و شهر و 14 يوماً
الأحد 29 سبتمبر-أيلول 2013 03:10 م

لازلنا في طريق البحث عن الدولة المنشودة التي قامت من أجلها ثورة سبتمبر الخالدة ، هذه الثورة العظيمة التي حررت اليمنيين من كابوس ظل جاثماً على صدورهم قرابة ثلاثة عشر قرناً من الزمان باسم الدين .

اليوم بعد ثورة الشباب السلمية التي قامت من أجل تجديد روح ثورة سبتمبر الخالدة والتي كشفت لنا كم نحن بعيدين عن الدولة التي قامت من أجلها ثورة سبتمبر وكم نحن بحاجة لإعادة بناء الدولة تحت مبادئ ثورة سبتمبر العظيمة

لم يمر على اليمنيين في التاريخ الحديث مؤتمر حوار وطني شامل جامع مثلما يحدث الآن ، حوار التئم تحت ظلاله جميع الأحزاب والفئات والتيارات بالإضافة إلى أنه حوار يتسم بالندية والتوازن ولا يوجد فيه غالب او مغلوب او حوار القوي مع الضعيف.

الآمآل المرجوة كبيرة على مؤتمر الحوار الوطني لإخراج البلاد الى مرحلة الدولة ، الدولة بكل معانيها ، لكن مع هذا كله لا يزال هناك بعض الجواذب والأغلال التي تشدنا نحو الماضي الكئيب وتريد لعقارب الساعة أن تعود إلى الوراء 

هذه الأغلال مازالت خطيرة ويمكن أن تؤخر بناء الدولة فترة من الزمن ، ولعل أهم هذه الأغلال هو وجود حركة سلالية عنصرية كهنوتية تدعي الأهلية في الحكم والتحكم بالبلاد والعباد ، هذه الحركة والأسرة هي امتداد لذلك الكهنوت التي قامت من اجله ثورة سبتمبر العظيمة ، ومع الدعم الذي يصل اليها من الداخل والخارج اتسعت وانتشرت في عدة محافظات بالمال وقوة السلاح ، والحقيقة انها صارت تشكل خطر حقيقي على كيان الدولة ، وعليه يجب على الرئيس والحكومة إعادة حساباتهم تجاه هذه الجماعة والنبتة الخبيثة .

من الأغلال أيضا التي تقف ضد بناء الدولة على صالح ونظامه السابق ، والذي لا يزال يفتعل العقبات والعراقيل وتعكير صفو الحياة اليومية للمواطن البسيط من تفجير لأنابيب النفط وقطع ابراج الكهرباء وغيرها من العراقيل التي تحتاج الى وقفة جادة من الدولة.

شبح آخر يهدد بناء الدولة والذي نتمنى أن يزول وينتهي بانتهاء مؤتمر الحوار الا وهو الانفصال الذي ما زال يتردد على بعض ألسنة البعض ، نتمنى ان يخرج مؤتمر الحوار بحلول جذرية ترضي أبناء المحافظات الجنوبية برد المظالم وجبر الضرر وإرضاء النفوس ، فالكل يعلم أن الوحدة كانت صداحة في نفوس أبناء المحافظات الجنوبية قبل الشمالية .

نتمنى أن نتجاوز هذه الأغلال وهذه الجواذب التي ما زالت تشدنا الى الماضي ، نحلم بوطن يتسع لكل أبناءه ، وطن يتسع للجميع لديه دولة تبسط نفوذها على كل تراب الوطن ، نحلم بوطن يملأه الأمل ، هكذا نحلم وسنظل نطارد حلمنا حتى يصبح يوما ما حقيقة .