التهجين المقيت ( الحوثعفاشي)
بقلم/ مصطفى حسان
نشر منذ: 11 سنة و 9 أشهر و 12 يوماً
الجمعة 01 فبراير-شباط 2013 05:54 م

كل شيء وارد في الحياة , وبحسب الظروف والمتغيرات المصاحبة لتنوع المناخ لا سيما أن يكون مناخاَ سياسيا ينفرد بصراع النخب المحدث للتخمة , التي تقضي على جهاز المناعة السياسية , وتحطم آمال وتطلعات شباب يحلمون بإيجاد دولة تحترم إنسانية الإنسان, واستعادة السلطة إلى الشعب بعد غياب على مدى عقود , غرسوا في عقولهم فكرة بناء الدولة , منذ انطلاق الشرارة الأولى لثورة التغير , التي أطاحت بفرعون اليمن وكهول السياسة , وأحرقت وجوههم , وجعلت أحلامهم كرماد اشتدت به الريح .

في ضل هذا المناخ الذي نعيشه , والمخاض الذي يهيئ ولادة الدولة القوية , وبجود من يعشقون الدمار , لك أن تتوقع حدوث شيء ليس من حقه أن يحدث , وظهور أيدلوجيات تثير الجدل بين أوساط المجتمع , الجميع يعرف أن التهجين له جذور تاريخية يحدث بعفوية دون تدخل البشر, ولكن على مستوى الحيوانات فقط ,اليوم يبدو أن للسياسة نصيب من هذا المصطلح , فما أقدم عليه رأس الأفعى ذو بقايا نظام متهالك مع جماعة ( ماعلمت لكم من إمام غيري ) شيء مقزز يجبرك على التأمل لتصاب بشيء من الحيرة من سذاجة الزعيم المحبط وركاكة الرؤية لأصحاب المشاريع الضيقة .

فإلى الأمس القريب لا تزال العداوة والحقد لا يفارق احدهما, يرى كل واحد إلى الآخر بعين شيطان يأمر بالفحشاء والمنكر, وفجأة وبدون رويّة يصبح عدو الأمس صديق اليوم ويتفق الطرفان على حكمة عدو عدوي صديقي.

إنه بالفعل تهجين يثير الدهشة , ولست هنا أجرم عملية التحالف بين مكونين سياسيين أو أكثر , إنما نجرم ونعيب الغرض الذي تم عمل التحالف من أجله , فشتان بين تحالف هدفه القضاء على الأوتوقراطية التي استبدت بالحكم وانفردت بالقانون لتوظفه لصالحها الشخصي , نشرت الفساد في كل مفاصل الدولة وبين تحالف هدفه الأسمى , عرقلة عجلة التغيير , والحقد على الحاضر ومحاولة الانتقام من المستقبل.

إنه حقد نتن يسري في عروقه, فلم يصدق من كان يحلم بالخلد في كرسي الرئاسة أو يهديه في آخر رمق كوصية للابن البار.

لم يتوقع مطلقاَ أنه سينام ويصحوا على غير أصوات العصافير المحيطة بالقصر الرئاسي .

فلما قذفت به حناجر الشباب إلى مزبلة التاريخ , ارتفعت لديه الغريزة الحيوانية , وحركت فيه شهوة الانتقام وجعلته مستعداَ لتدمير كل شيء يقف في طريقه أو يمنعه من تنفيذ جريمة الانتقام من الشعب والوطن , لا يجد عيباَ دينياَ أو عرفياَ يمنعه من الاستعانة بالشيطان من أجل الوصول إلى ما يرموا إليه من مشاريع تخريبية , إنه فقط مصاب بفيروس الانتقام .

يحاول التمدد جنوباَ وشمالاَ ليضفر بثغرة أو يبحث عم من يشاركه الهدف , ليجد في الأخير جماعة الموت وفرق الاعتقالات والتشريد والرأي والرأي الواحد , التي حاولت الزحف نحو المنافذ , لاستقبال هدايا أجدادها القامعون في جبال طهران , ليوفر عنها عناء التهريب ويهدي لها وبقلب مطمئن ما كان يتبجح بتكوينه الابن المدلل , من معدات وأسلحة ما كانت تحلم بالحصول عليها , أعطاها كقربة من أجل المغفرة ونسيان الماضي والتفكير في المستقبل.

لقد فشل هذه المرة في التكتيك الذي كان يتميز بإتقانه واستخدامه على مدى عقود, فليس بمقدوره أن يستخدم الحوثيين كأداة يتحالف معها لفترة ثم يتخلى عنها بكل يسر وبساطة , كما كان يفعل مع بعض الأحزاب في سابق عهده .

ما لم يستوعبه رأس الكبرى أن الأدوار انقلبت هذه المرة , فالمحكم للأمور تنظيمياً وقدرة هي جماعة الحزب الواحد بقيادة السيد, وما هو الإ كوسيلة لجني الأموال والسلاح .

في الأخير لا عجب أن يحدث تهجين بين الخيل والأتان - أنثى الحمار - لينتج حيوان يعرف بالبغل عقيم لا يحمل فكرة ولا أيدلوجية واضحة, إنما الانتقام هو المسيطر على فكره , وهولاء سيحاولون عرقلة عجلة البناء والتغيير وسبب في تأخر التنمية والاستقرار ولكن ليس بمقدورهم أن يوقفوها.