الإحتفال بالوحدة ببناء دولتها
بقلم/ مصطفى راجح
نشر منذ: 11 سنة و 7 أشهر و يومين
الجمعة 24 مايو 2013 06:34 م

هذا الأفق المفتوح للنقاش حول بناء دولة الوحدة هو الاحتفال الأكبر بيوم 22 مايو ، وإعادة الاعتبار لمضمونه كتسوية تاريخية أنتجت الوحدة على قاعدة الحوار السلمي والشراكة الوطنية المغدورة في حرب 94.

هذا الاعتراف الشامل بالقضية الجنوبية والتداول المفتوح حول جذورها ومحتواها والحلول العادلة لمعالجتها هو الاحتفال الصادق بالوحدة اليمنية وليس الكلمات الإنشائية والتمجيد الأجوف للوحدة دون النظر في بناء دولتها أولا ، وإعادة الاعتبار للجنوب الجريح ولجم مراكز السطو والفيد التي أصابت الوحدة اليمنية بتشظيات عميقة وشرخت الوحدة الوطنية بما اقترفته من حروب والغاءات وإقصاءات ، كانت ولا زالت جذر المشكلة الوطنية في الجنوب والشمال. 

رؤية المجلس الوطني لقوى الثورة السلمية لمحتوى القضية الجنوبية كانت الأكثر وضوحا في ملامستها لمضمون القضية والأكثر تحديدا لإبعادها ومحتواها.

لما لا تكون كذلك والثورة الشعبية السلمية هي من فتح باب الأمل مجددا للحلول الممكنة لكافة القضايا وفي صدارتها القضية الجنوبية.

لابد من التنويه الى ما صلت إليه القضية الجنوبية والحراك الجنوبي السلمي عشية الثورة الشعبية السلمية وما وصل اليه الوضع في اليمن عموما نهاية 2010.

كان النظام قد تجلى واضحا باعتباره مناقضا للمصلحة الوطنية بخط مستقيم ، ولم يكن ممكنا النظر في حلول للوضع العام أو القضية الجنوبية أو أي قضية أخرى دون إزاحة النظام وتجاوز عقبته الكأداء التي وقفت حجر عثرة أمام كل التطلعات الى المستقبل.

مع تنظيم كأس الخليج في عدن كان واضحا ان النظام قد احكم السيطرة على الحراك الجنوبي ، إذ أن الأخير لم يتمكن من التعبير عن وجوده حتى بمظاهرة احتجاجية صغيرة في ظل فعالية إقليمية مهمة. ليس ذلك فقط بالنسبة للحراك الجنوبي السلمي ، فقد بدى النظام آنذاك مسيطراً ومتحكما حتى بالجماعات الإرهابية من اتباع القاعدة حيث لم تطلق رصاصة واحدة وبدى وكأن النظام يؤججها متى يشاء ويطفيها متى يشاء حسب حاجاته السياسية.

وفي ظل هذه الأجواء جاءت الثورة الشعبية السلمية لتعيد الحياة للحراك الجنوبي والقضية الجنوبية وقضية بناء دولة الوحدة واليمن عموما بكافة قضاياه في 2011.

المحتوى السياسي الجوهري للقضية الجنوبية هو تدمير دولة الوحدة " المشروع الوطني لليمنيين " والتي قامت على الارتباط العضوي بين الوحدة والديمقراطية وأنتجت حراكاً وأنعشت آمالاً ، وتم الانقلاب عليها في حرب 94 ، وهي حرب عصابات ضد الوطن ، والعبرة في الحكم على الحرب هي في النتائج التي أفضت إليها وليس في الشعارات والخطابات التي بررتها.

وهي لم تكن حرب دفاع عن الوحدة وإنما حرب هروب من استحقاق بناء دولة الوحدة.

ونتائج الحرب كانت كارثية على الوطن كله في الشمال والجنوب ، لكن نتائجها على الجنوب كانت محسوسة وملموسة بقوة لان الجنوب كان مسرح الحرب وفقد الإحساس بمنظومة الدولة التي تعود عليها.

تسمية القضية الجنوبية تسمية انتقائية أظهرت ما تريده وأخفت ما لا تريده. أخفت الطابع الوطني العام للقضية وأظهرت طابعها الجنوبي لكي تضمن تحقيق حشد كبير على أساس جغرافي لا يفرق بين اللذين استفادوا من الحرب واللذين اكتووا بنارها.

وسلطة الحرب هي التي شجعت هذه التسمية ووجدت لها هوى في نفسها لأن التسمية لا تكشف عن قبح نظام الحرب حيث تظهر كأنها جغرافيا ضد جغرافيا وليس شعب ضد نظام ، وهذا جعل المواطنون في الشمال حائرون عن إدراك حقيقة المشكلة وقراءتها على حقيقتها الواقعية بما في ذلك النخب التي لم تدرك محتوى القضية الوطني.

خلاصة القول أن مضمون القضية الجنوبية هو جريمة حرب 94 ونتائجها الكارثية التي كرست حكم الفئة المتغلبة على الشمال والجنوب ، وهي فئة عصبوية محدودة ومتخلفة جنت على اليمن ووحدتها ومستقبلها وشعبها.

وهذه هي اللحظة التي يمكن من خلالها ان نعالج كل هذه الأخطاء والخطايا من خلال بناء دولة الوحدة بالصيغة التي يرتضيها كل اليمنيين. 

****

هلال وتوكل ؛

اثبت عبدالقادر هلال سلامة موقفه وثقته بنفسه من خلال رده الحاسم على ادعاءات توكل كرمان وآخرين شككوا وبالغوا وادعوا أرقاما خيالية عن ثروته وممتلكاته. ويبقى على الجميع الاقتداء بعبد القادر هلال وتقديم إقراراتهم عن ممتلكاتهم وثرواتهم. أما توكل فقد ارتكبت خطأ ينبغي أن تعتذر عنه حتى يستمر احترامنا لها وتقديرنا لشخصيتها الرائعة ... الكبار يعتذرون عن أخطائهم يا توكل والصغار يكابرون !!!