آخر الاخبار

إسرائيل تزعم تصفية أمين عام حزب الله الجديد هاشم صفي الدين..قنابل خارقة للتحصينات تمحو عدة مباني من الضاحية الجنوبية عاجل الكشف عن مصير جثمان حسن نصر الله.. تم دفنه بطريقة سرية كوديعة.. وأدى الصلاة عليه 5 أشخاص .. تفاصيل بعد موافقة واشنطن:الرئيس الايراني يكشف عن  الإفراج عن 6 مليارات دولار  من أموال إيران المجمدة وزير الدفاع الإسرائيلي: لدينا مفاجآت أخرى تنتظر حزب الله وتم القضاء على المستوى الثاني والثالث من قيادة الحزب خامنئي يدعو لربط الأحزمة من افغانستان الى اليمن ومن إيران الى غزة ولبنان مسئول ايراني كبير يتحدى إسرائيل ويصل بيروت لدعم حزب الله فيفا تدرس طلباً فلسطينياً بمنع إسرائيل من المشاركة في بطولات كرة القدم العالمية محافظات يتوقع أن تشهد هطول أمطار متفاوتة الشدة خلال الـ24 ساعة القادمة حقوقيون يتحدثون عن احكام الإعدام خارج القانون التي يصدرها الحوثيون هربا من الضربات الإسرائيلية..قيادات الحوثي تنقل اجتماعاتها السرية الى إحدى السفارات الأجنبية في صنعاء وعبد الملك الحوثي يفر الى هذه المحافظة

أبراج عاجية
بقلم/ كاتب/رداد السلامي
نشر منذ: 17 سنة و 8 أشهر و 23 يوماً
الأربعاء 10 يناير-كانون الثاني 2007 07:15 ص

مأرب برس – خاص 

إذا كان من المسلَّم به.. أن واقع كلِ أمة - ما تنعُم به من رقي وتحضُّر، أو ما تعانيه من انحدار وتخلف- إنما هو نتاجٌ لفكرها الذي تحمله.. وثقافتها التي تتحرك من خلالها، فإن الفكر العربي المعاصر يكون هو المسؤول عن تخلف الأمة العربية وعجزها الراهن..

فهذا الفكر لم يستطع أن يحقق لها ..من حيث الجدوى.. أيَّ قدرة على النهوض من كبوتها التي طال أمدها.. ولا أن يعيدها إلى مسارها الحضاري.. الذي خرجت عنه منذ أمد بعي.. على الرَّغم من محاولاته المتكررة منذ أكثر من قرن ونصف. فإذا ما قارنا عجزه النهضوي الراهن.. بقدرته الخارقة التي استطاع أن يبني بها للأمة العربية حضارتها الأولى.. في زمن قياسي قصير.. أدركنا أن هذا الفكر المعاصر لا يمت بصلة إلى ذاك الفكرِ النهضوي الأصيل... ثم ان النخب المعاصرة تتحدث من علٍ متقوقعة في ابراجها العاجية ....

لسوف نرى أن أفكار النخبة منها لا تغادر أبراجها العاجية.. تبقى محصورة بين أفرادها..لا تُطرح في المجتمع للتداول.. لغتها تستعصي على أفهام البسطاء من الناس، وموضوعاتها تستعلي عن همومهم.

لا يترك الفكر أثراً في المجتمع.. ما لم يخترقْ جدران الصالات وقاعات المحاضرات.. ويتجاوز الحدود والقيود.. ويمشي في الشوارع..ويطرقْ أبواب البيوت والمكاتب.. وتتناولْه الألسن بالنقد والتحليل والرفض والقبول.. فيدخلْ إلى وعي الناس..ويتحول..إلى ثقافة تحرك وجدان المجتمع وتحكم تصرفاته.

إذا هكذا نقف مشدوهين حائرين ومتسائلين أين الخلل؟؟

لدينا خارطةً لطريق التقدم الإنساني.. عالم اليوم أحوج ما يكون إليها.. لملء فراغه السياسي والإيديولوجي والأخلاقي والروحي.. الذي لم تستطع حداثته أن تملأها لدينا مفكرين أفذاذاً لم نوظف أفكارهم ولم نتداولها .. يقول أحد امفكرين العرب:

(إن خطاب الأمة الفكري الراهن غير مؤهَّل لتغييرنا من الداخل.. فضلاً عن توجيه رسالة إلى الخارج تحجز لنا مكاناً لائقاً في المجتمع الدولي.

إنه يعاني من:

- سكونٍ مطبق أوقف حركة الزمن لديه، وعزله عن ركب التقدم، ليصبح محنَّطاً مثل أصحاب الكهف والرقيم..يعرض في متاحف التاريخ..ولا تصلح عملته للتداول في المنتدى العالمي.

- عوزِ الإبداع.. انكفأ بسببه للاجترار والتكرار.. أو التقليد والقرصنة والمحاكاة

- أحاديةٍ؛ تحتكر الحقيقة والمعرفة والرأي على طريقة فرعون (ما اريكم إلا ما أرى )و (مَا علمت لكم من إله غيري) وتختزل تعليم الطالب بالمقررات لا يريمها، ثم تفرض وصايتها على القارئ - إن تعلَّم- فتحدد ما تريد له أن يقرأه.. وتحجب عنه ما لا يروق لها أن يقرأ.. تفترض فيه القصور، وتفتح له أبواب مراكز الإعاقة الفكرية، لتريحه من عناء التفكير، فتفكر نيابة عنه، وتقول له في لهجة مشفقة حانية: اقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي، بلا هدف ولا أمل..

 

   

ويؤكد على ان نهوض الأمة هو الخروج من ضيق الأحادية والتوحد، إلى سعة التنوع والتعدد) فحياة الإنسان فكر، والفكر إبداع، والإبداع تجديد، والتجديد تجاوز للمألوف، وتجاوز المألوف مخالفة، والمخالفة تحدٍّ، والتحدي يخلق الآخر، والآخر تنوع، والتنوع تعدد، والتعدد يثير الاحتكاك والتصادم، ومن الاحتكاك والتصادم ينبعث البرق نوراً يضيء ظلام الطريق، يتبعه الرعد قعقعةً تخرق الصمت، وعلى نور البرق وطبول الرعد يتحرك الإنسان باحثا عن الحقيقة، والبحث عن الحقيقة حوار، والحوار برهان(كذلك يضرِب الله الحق وَالباطل، فَأَما الزبد فَيذهب جُفَاء وأما مَا ينفَع الناس فَيمكث فِي الأَرضِ ) 

 

*كاتب وصحفي