شاهد.. القسام تفجر عبوة ناسفة بـ4 جنود ودبابة إسرائيلية في جباليا تصريح أموريم عن جماهير مانشستر يونايتد يثير تفاعلاً.. هذا ما جاء فيه بهدف ابتزاز التجار ورجال الأعمال والشركات.. وثيقة مسربة تكشف عن أحدث الابتكارات الحوثية في مجال الجبايات مصر تجدد تمسكها بوحدة اليمن .. تفاصيل اجتماع الرئيس العليمي مع نظيره السيسي العالم على مشارف الحرب العالمية الثالثة.. الرئيس الأوكراني يستغيث بأوروبا ويعلن وصول 11 ألف جندي كوري شمالي إلى كورسك الروسية الاعلام الحوثي الرسمي ينقلب على التهدئة ويوجه اتهامات جارحة للسعودية بسبب رفضها الزواج.. عصابة من 5 اشخاص يقومون بتصفية شابة من تعز بإبرة مسمومة في عنقها العليمي أمام امام المنتدى العالمي يكشف عن خسائر مهولة للاقتصاد الوطني بسبب حرب الحوثيين تصل إلى إلى 657 مليار دولار اذا استمرت الحرب طارق صالح يفسد فرحة الحوثيين بهذا الظهور بعد إتحاد غالبية القوى السياسية في اليمن.. المجلس الانتقالي يشذ عن الإجماع الوطني ويعلن عدم مشاركته في اجتماع الأحزاب السياسية والقوى الوطنية بعدن ..
يا " إخواننا " تذكَّروا أن جيش المسلمين هُزِمَ في أحد ، وكان قائدهم صفي الله ونبيه ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم ، ذلك لأنهم قصَّروا في أسباب النصر المادية ، ومنها عدم التزام الخطة ، وضعف الانضباط بالأوامر وغيرها.
وهُزِمُوا في حنين بسبب غرورهم واعتقادهم بالاكتفاء والاستغناء وقولهم " لن نُهْزَم اليومَ عن قِلَّة " فكان الدرس القاسي الذي لُقِّنوه { وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ }.
وأنتم اليوم على المحك ، وفي أول اختبار حقيقي لكم ، حققتم فوزاً ثميناً في انتخابات مجلس الشعب المصري، لأسباب كثيرة منها: مشاركتكم الفاعلة في ثورة 25 يناير 2011 ، وتاريخكم النضالي السلمي ضد نظام مبارك وأجهزته القمعية ، وإسهامكم في تنمية المجتمع وتعليمه وتطبيبه وكفالة الفقراء فيه ، والذي يشهد لكم بذلك الجميع ، ومدكم يد التعاون والتشارك لمكونات المجتمع المصري وقواه الإسلامية واليسارية والقومية والمسيحية وغيرها.
ولكنكم ـ وكما يعاتبكم عليه محبوكم وشركاؤكم ـ تعثرتم عند خطوات الجد ، و" الله الله ع الجد ، والجد الله الله عليه "!! عندما استغنيتم عن شركائكم ، فانفردتم برئاسة لجان البرلمان أو اللجان المهمة فيه ، وتعاملتم بأنانية في لجنة الدستور ، وانفردتم بخطوة الترشيح لمنصب رئاسة الجمهورية ، وشاع عن بعضكم أن " الإخوان سيفوزون حتى لو رشَّحوا كلباً أجرباً "!!!
وها أنتم اليوم على المحك ، يحصل مرشحكم على ما يقارب 25 % ، بينما يحصل مرشح " الفلول " والنظام السابق على 24 % ، ويحصل مرشحو شركائكم من أنصار الثورة على ما يقارب 37 % ، وتعجزون عن حسم الجولة الأولى ، وتحتاجون إلى الجولة الثانية ، ولو فعلها شركاؤكم ، المجروحون منكم ، وصوَّتوا لخصمكم ، لكانت الكارثة عليكم وعلى مصر كلها ، وعلى الربيع العربي كله ، ولكن عشمنا أنهم سيكونون كباراً ، وسيتعاملون بمسؤولية تاريخية مع مصر ومستقبلها ، وسيثبتون أنهم أعقل وأنضج منكم وأحرص على التغيير والثورة.
يا " إخواننا " إياكم أن تعتقدوا أن مجتمعاتكم صوَّتت لكم لأنكم " مسلمون " فغيركم أيضاً مسلمون ، وهناك من منافسيكم من يدَّعي ـ ومعه قناعات الكثير من أفراد المجتمع ـ إنه أكثر إسلاماً وتديناً منكم ، ولربما اتَّهَمَكم بالتفريط بالدين ، خاصة بعد أن كُرِّسَت ثقافة [ الدِّين اللحية الكثَّة والثوب القصير ] ، وانشطرت مفاهيم التدين بين المدرستين [ السعودية والإيرانية ] ، ولا تعتقدوا أن مجتمعاتكم صوَّتت لكم لأنكم أكثر تنظيماً من غيركم ، ولئن كان هذا أحد العوامل المادية والتنظيمية لكنه ليس السبب الجوهري.
إنني أجزم أن الجماهير التي صوَّتت لكم إنما فعلتها لاعتقادها أنكم الأقرب إلى تحقيق أحلامها وطموحاتها ، كونكم الأكثر التصاقاً بها والأعرف بهمومها ومشاكلها ومعاناتها ، من خلال لجانكم المسجدية وتشكيلاتكم التنظيمية الخدمية في الحارات والأحياء والمناطق.
كما أجزم بأن الشعوب التي قادها شبابُها في ثورات الربيع العربي لم تخرج نُصْرَة للشريعة الإسلامية ولا مُطالبة بالإسلام ، لأننا إذا استثنينا بعض مضايقات النظام التونسي لبعض مظاهر التدين ، فإن حسني مبارك وعلي صالح والقذافي ، لم يمنعوا أحداً من إعلان إسلامه ، ولا إقامة شعائر الصلاة والزكاة والصيام ولحج ، بل نصَّت دساتيرهم على اعتماد الإسلام والشريعة ، وانتشرت في عهدهم المساجد العظيمة والمؤسسات الدينية وهيئات وجمعيات العلماء ، وبلغ عدد حُفَّاظ القرآن الكريم في ليبيا برعاية القذافي الأب والبنت الملايين من شباب ليبيا ذكوراً وإناثاً ، وكانت أكبر جائزة لحفظ القرآن الكريم هي " جائزة القذافي "!!
إنما خرجت شعوب الربيع العربي ضد الاستبداد والفساد والديكتاتورية ، ضد سياسات القمع والإفقار والتجويع ، ضد المحسوبية والرشوة وإرهاب أجهزة الأمن ، خرجت للمطالبة بالحقوق والحريات والمواطنة المتساوية والأمن والتنمية ، بدليل خروج جميع مكونات المجتمع بلا استثناء ، فقد خرج المتدينون كما خرج غيرهم ، وخرج المسلون وبجانبهم المسيحيون ، وخرج الإسلاميون واليساريون والقوميون والليبراليون وغيرهم ، وخرج الرجل الملتحي والمرأة المُنَقَّبة كما خرج الشاب الحليق والمرأة المُتَبَرِّجة ، وخرج إمام المسجد وخطيب الجمعة كما خرج جواره الفنانون والفنانات ومن لا يرتاد المسجد وربما لا يصلي ، وخرج طلاب المدارس والمعاهد والجامعات الدينية بعد أن خرج ـ قبلهم ـ طلاب الجامعات العامة ومعاهد اللغات والفنون ، بل إن أول من صرخ " كفاية " في مصر هم ناشطون ومحامون ومثقفون مُتَّهمون بالليبرالية والعلمانية.
يا " إخواننا " .. إياكم وغرور الكثرة فقد أهْلَكَتْ من قبلكم ، وإياكم ووساوس " المتشددين والمتنطعين " من أتباعكم وتلبيساتهم ، فقد ضيَّعوا دولاً ، وفوَّتوا فُرَصَاً ، فهم لا يُحسِنون بناء الدول ، ولا إقامة الأنظمة ، ولا إشادة الحضارات ، إنما يجيدون الصياح ، ويتفننون بإلقاء التُّهَم ، ويُحسِنون نشر الخصومات والاختلافات والعداوات.
يا " إخواننا " .. مجتمعكم هو سندُكم ـ ومعهم الله ـ ودليل التحامكم بمجتمعاتكم هو شراكتكم الفعلية والفاعلة والحقيقية مع قواه ومكوناته السياسية والحزبية والعرقية والدينية والطائفية والاتجاهات الفكرية المتباينة ومنظمات المجتمع المدني ومنه " مؤسسات المرأة " و" الأقليات " وغيرها.
فمُدُّوا أيديكم للجميع ـ بعد أن تمتلكوا شجاعة الاعتذار والاعتراف ـ واتركوا الفرصة لكل أبناء الوطن يسهم في القيادة والبناء والتنمية ، واحذروا أن تَتَلَبَّسَكم الديمقراطية الصورية والزائفة ، التي لعب بها حكامنا فلعبت بهم وأوردتهم المهالك ، واستوعبوا جميع الرؤى والأفكار والثقافات ، فإن أمامكم عقبات وتحديات لا يمكن أن تتجاوزوها منفردين.