دعا سكان 3 مناطق بالضاحية لإخلائها..جيش الاحتلال يتوغل برياً في لبنان لأول مرة منذ 2006 الجيش الأمريكي يعلق على ادعاء الحوثيين بإسقاط مسيرة أميركية وزير الإعلام : تصريحات المدعو نصر الله حول مأرب كشفت عن حجم المؤامرة التي كانت تستهدف هذه المحافظة البطلة ما حجم الأضرار التي لحقت بـ الحوثيين جراء العدوان الإسرائيلي الاخير على الحديدة ؟ هل سيتحول اليمن إلى مركز لـ«محور الممانعة»..؟ وزير الدفاع يبحث مع السفير السعودي مستجدات الوضع في اليمن نادي السد الرياضي يتوج بطلاً لتصفيات أندية محافظة مأرب. رئيس منظمة إرادة يناقش مع مسؤول ملف اليمن والشرق الأوسط لدى المفوض السامي لحقوق الإنسان عددا من الملفات الإنسانية وزير الداخلية يتفقد سير العمل في شرطة حراسة المنشآت وحماية الشخصيات بمحافظة مأرب أسعار صرف الدولار والسعودي في اليمن مساء اليوم الاثنين
تعتبر رحلة الرئيس عبدربه منصور هادي الأخيرة من أهم الخطوات المتعلقة بتعزيز حضوره الشخصي على المستوى الدولي وترتيب ملامح سياسته الخارجية في المرحلة القادمة.
وهذه الرحلة أعادت التأكيد بأن الفاعلين الرئيسيين في مشوار رسم الخطوات التغييرية المرتبطة بمستقبل اليمن هم، لندن وواشنطن وبرلين وباريس والرياض.
ولذلك من الطبيعي أن يبدأ الرئيس هادي رحلته من لندن، فلندن هي التي دعت إلى عقد مؤتمر خاص بشأن اليمن ثم احتضنته في 27 يناير 2010م، وهو المؤتمر الذي حدد المخاطر ووزع المهام والأدوار.
ومن الطبيعي أيضاً أن يختم الرئيس هادي رحلته بزيارة الرياض، فقد كان مؤتمر لندن واضحاً في تسليم الملف اليمني إلى المملكة العربية السعودية صاحبة الخبرة التاريخية في هذا البلد، وبحكم ما تمثله قضايا اليمن من أهمية خاصة بالنسبة للمملكة ولدول منطقة الجزيرة والخليج.
ومنذ مؤتمر لندن حاولت المملكة التعاطي مع هذا الملف في الكثير من جوانبه السياسية عبر مجلس التعاون الخليجي الذي ارتبطت بأسمه مبادرة نقل السلطة، وفي الجوانب الاقتصادية عبر مجموعة أصدقاء اليمن، حيث احتضنت الرياض في 4 سبتمبر الماضي مؤتمر المانحين، وبرزت المملكة كممول أول وداعم رئيسي للبرنامج الاقتصادي الذي تقدمت به الحكومة اليمنية إلى ذلك المؤتمر.
وإذا كانت الرياض ولندن وواشنطن وبرلين وباريس تمثل مجموعة الخمسة بالنسبة لليمن، فإن شمول زيارة الرئيس عبدربه لها جميعاً في رحلة واحدة وما حصل عليه من ترحيب وتأييد سياسي واسع، يجعل القوى المحلية والإقليمية الواقفة ضد المبادرة الخليجية في موقف ضعيف. ويعطي الرئيس هادي فرصة الدخول في مرحلة جديدة وجادة، وذلك من خلال إبراز خصوصياته في إدارة الحكم ورؤيته في حل المعضلات التي عايشها خلال العقدين الماضيين.
وقد كان الرئيس هادي ذكياً في توضيح مواقفه السياسية تجاه أبرز التطورات الإقليمية والدولية. وبدا خطابه متناغماً مع اهتمامات مجموعة الخمسة، وبالذات ما يتعلق بالسياسات الإيرانية في اليمن وتأثيرات ذلك على دول المنطقة.
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: مالذي يعنيه نجاح الرئيس هادي في الحصول على التأييد والدعم السياسي الإقليمي والدولي في هذه المرحلة؟ وكيف سيتم استثمار هذا النجاح..؟
هل سيكرر الرئيس هادي سياسات سلفه في توظيف الدعم السياسي الخارجي لتحقيق مصالحه الشخصية وترتيب أوراق حكمه، والنظر إلى هذا الجانب كأولوية رئيسية، وبالتالي الانشغال بهذا الهم وما يترتب عليه من خلط الأوراق واستخدام سياسة الإدارة بالأزمات؟ أم أن الرئيس هادي سيقدم نموذجاً جديداً في الحكم بعيداًعن طموحات التمديد والتأبيد؟
ولذلك فإن النجاح الذي حققه في هذه الرحلة سيمثل الاختبار الأول لمصداقية الخطاب المعلن، ابتداءً بتطبيق سياسة تغيير حقيقية عميقة وشاملة وشفافة، مروراً بتجفيف منابع الفساد والعمل على تحقيق استقرار اقتصادي متين والتوجه نحو إحداث حركة تنموية تستوعب الإمكانيات الموجودة في الداخل والقادمة من الخارج.. وصولاً إلى وضع لبنات وقواعد الحكم الرشيد فعلاً لا قولاً.
ولاشك أن الرئيس هادي سيكون حريصا على عدم الوقوع في دهاليز التبرير والتخويف والتهويل والتشكيك,وهو معني الآن بإعادة تشكيل فريق العمل المحيط به والمطبخ السياسي المستوعب لمهام المرحلة واستحقاقاتها الوطنية أولاً وقبل كل شيء، فتطمين الخارج مثلاً لايمكن أن يكون ناجحاً إذا لم يرتكز على تطمين صادق للداخل بصورة شاملة. ونجاح الحوار مربوط بنجاح التغيير وحصوله على الرضا العام.
وفي هذا الإطار بقدر مايظل التغييرهو حجر الزاوية ومربط الفرس, فإن شكل التغيير ونوعه وحجمه ومساحته ستكون هي المؤشرات التي يحاول الناس من خلالها تقييم سياسات هادي والحكم عليه بالنجاح أو الفشل.
Ahmdm75@yahoo.com