عن الرقي الأخلاقي للمقاومة في غزة وتهافت أكاذيب العنف الجنسي
بقلم/ محمد مصطفى العمراني
نشر منذ: سنة و أسبوعين و 5 أيام
السبت 09 ديسمبر-كانون الأول 2023 04:31 م
 

شهد العالم البارحة وفي جلسة مجلس الأمن الدولي إحدى فضائح الولايات المتحدة الأمريكية حيث استخدمت واشنطن حق النقض الفيتو ضد مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية .

 

وقد أعاد روبرت وود نائب السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة التهم التي تروجها " تل أبيب " ضد المقاومة الفلسطينية والتي آخرها تهمة " العنف الجنسي " التي يروجونها بشكل سخيف وبلا أي دليل أو تحقيق نزيه ومحايد .!

 

حتى صار لسان حال الصهاينة والأمريكان : ( المهم حماس ارتكبت عنف جنسي وخلاص ) .!

 

ـ طيب هاتوا فيديو أو دليل ؟!

 

ــ ما فيش دليل لكن حماس ارتكبت عنف جنسي وعلى العالم تصديق هذا الطرح وبالقوة .!

 

لقد وجدت واشنطن أن صورة الكيان الـمـحـتل قد سقطت وظهرت حقيقته وبانت سوءته وظهرت عاريا ككيان إرهابي دموي يرتكب مجازر بشعة في غزة أمام مرأى ومسمع العالم فسعت لترويج هذه الأكاذيب الواهية في محاولة لتشويه المقاومة وتبرئة ساحة الاحتلال.!

 

المقاومة التي تفوقت أخلاقيا من خلال حسن معاملة الأسرى الذين وجهوا لها الشكر والتقدير أثناء خروجهم وبعد وصولهم الأراضي المحتلة كسبت إشادة واحترام العالم عل هذه المعاملة الراقية والتفوق الأخلاقي ولذا سعت واشنطن وتل أبيب لضرب هذا الانجاز الإعلامي وتشويه المقاومة بأكذوبة " العنف الجنسي " ضد الأسرى .

 

يريدون تشويه هذه الصورة الراقية النقية للمقاوم الفلسطيني وإلصاق التهم به وشيطنته وبغباء وسخافة وسذاجة مضحكة .

 

لم تظهر أسيرة واحدة وهي تتهم جنود حماس بارتكاب هذا العنف المزعوم ضدها ، ولم يظهر أسير واحد ينتقد حماس ، ومع ذلك يصر قادة الاحتلال في تل أبيب وواشنطن على هذه الأكذوبة .!  

 

عقب عملية " طوفان الأقصى " سقطت واشنطن في مستنقع ترديد أكاذيب الاحـتـلال من أكذوبة " ذبح الأطفال " ثم استمرت القيادات الأمريكية تردد السردية الاسرائيلية الكاذبة والتي آخرها أكذوبة " العنف الجنسي " .

 

 يكذبون ثم يجدون أنهم قد تورطوا وأن العالم يدرك أنها أكاذيب واهية ولا دليل عليها ، وأنهم لا يمتلكون أية أدلة على هذه الأكاذيب فيتراجعون ويحاولون تبرير الأكاذيب بأي شكل .

 

الأمريكان يعيشون الآن في حالة مستعصية من الجنون والهستيريا وفقدان الأعصاب ؛ ولذا يفعلون أي شيء يرونه لصالح الاحـتـلال ، ترديد أكاذيب ، فبركة أخبار ، دبلجة صور ، نشر دعاية مضللة ، أي شيء يخطر على بالهم يفعلونه ، حتى لا نستبعد أن قالوا أن حـماس خرقت ثقب الأوزون ، ودمرت الغلاف الجوي ، وأنها تهدد البيئة في كوكب الأرض ، وأنها من تسبب بكارثة تشير نوبل ، ومن نشر وباء كورونا ، وأنها تقف خلف كل مشاكل العالم.!!

 

من كان يصدق أن يأتي يوم يقف فيه وزير دفاع الولايات المتحدة الأمريكية راعية الديمقراطية وحقوق الإنسان الجنرال لويد أوستن ليهدد أعضاء الكونغرس بإرسال أقربائهم للمشاركة في الحرب بين روسيا وأوكرانيا إذا رفضوا التصويت لصالح تقديم المساعدة مجددا لأوكرانيا ؟!

 

الولايات المتحدة تتراجع مكانتها في العالم بسرعة كبيرة وفي كافة المجالات ، تنسحب من مناطق كثيرة ، تنكمش على نفسها ، تنحدر أخلاقيا وتفرض الشذوذ والمثلية ، ثم جاءت عملية " طـوفـان الأقصى " فسرعت من وتيرة انهيارها الأخلاقي والقيمي وتراجعها الشامل وعزلتها الدولية ، حيث داست الإدارة الأمريكية على كل القيم التي تشدقت بها لعقود في وقاحة لا مثيل لها .

 

ومع تواصل هذا الإبادة الهمجية التي يتعرض لها سكان قطاع غزة صارت الدبلوماسية الأمريكية بلا دبلوماسية ، صارت تحركات سافرة كالحة وتصريحات فجة متحدية ، متماهية مع تصريحات قادة الاحتلال وبشكل غير مسبوق رغم أنها تقدم نفسها في الوقت نفسه كوسيط بين الاحتلال وضحاياه في تناقض غريب .!!

   

الحقيقة التي أكدتها أحداث الحرب على غزة أن كل شيء في واشنطن يمكن أن يكون مجالا للنقاش مع القادة الأمريكان ، يتفقون مع أي جهة حوله ويختلفون إلا كيان الاحـتلال فعندما يأتي ذكره عينك ما تشوف إلا النور ، يركب القادة الأمريكان ألف عفريت ويثور لديهم العصبي ويخرجون عن العقل والهدوء ويتصرفون كمن يتخبطه الشيطان من المس .!

   

ولذا ستظل واشنطن تردد الأكاذيب وتروج للشائعات الزائفة والأراجيف الباطلة ضد المقاومة النقية التي بهرت العالم بأخلاقها وصمودها ، وستظل تفرض هذه الأكاذيب كحقائق دامغة لا تقبل الشك ، فالأمريكان في حالة استنفار عصبي وفي جنون هستيري بعد أن تم تدنيس كعبتهم المقدسة في الأراضي الفلسطينية المحتلة .

 

لقد كشفت عملية " طوفان الأقصى " أن كل القيم الغربية التي تشدقت بها واشنطن وقيادات الدول الغربية مثل : حقوق الإنسان وحقوق المرأة والطفل وحرية التعبير ووو ألخ ، كلها مساحيق باهتة كانوا يضعونها على وجوههم الشمطاء التي تفجع الربح ويبتزون بها خصومهم ليس إلا .!

 

أما الآن فلا وقت للمكياج والتجميل لقد ظهرت هذه القيادات الغربية شمطاء كالحة وقحة سافرة ، تشارك في الإبادة الجماعية في غزة ثم تبرر لها بوقاحة ، فهي تقف كعادتها إلى جوار القتلة وأعداء الحياة ولكن هذه المرة بلا دبلوماسية ولا تجميل ولا ستر للعورة .!