المعلم : الدولة تسلم معسكرات الجيش لاعداء الشعب
بقلم/ مأرب برس
نشر منذ: 10 سنوات و شهرين و 22 يوماً
الأربعاء 13 أغسطس-آب 2014 10:18 ص

 

حاوره قائد الحسام

صحيفة أخبار اليوم

*غادرنا شهر وموسم الطاعات والعبادات ما مؤشرات قبول العمل الصالح "تقبل الله لعمل عبدِه"؟

-مؤشرات القبول أن يخرج العبد من رمضان بحالٍ أفضل مما دخله به؛ أن تتجلى التوبة عن الذنوب السابقة والعزم على ألا يعود إليها والحرص على تلافي التقصير الذي كان يغلب عليه قبل رمضان وأن تظهر عليه آثار الإنابة والاستقامة { إِنَّ الَّذِينَ هُم مِّنْ خَشْيَةِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ*وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ*وَالَّذِينَ هُم بِرَبِّهِمْ لا يُشْرِكُونَ*وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ} [المؤمنون 57-61].

* الجرعة السعرية نغصت فرحة الناس بالعيد الدولة تتحدث عن ضرورتها ومراقبين ومتابعين يقولون إنها تحميل للمواطن فوق طاقته كيف ترى؟

-أرى أنه بالفعل السياسات التي تتبناها الدولة في معالجة قضاياها وقضايا المواطنين لا تنبع من إخلاص وتجرّد وحرص على الإصلاح ، بل هي مقترنة بالهوى وتغليب مصالح المسؤولين وأحزابهم ومن يلوذون بهم على المصلحة العليا للعباد والبلاد ، أو أنها نتيجة استشارات من لا يألوننا خبالاً ويبغوننا الفتنة { لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ} [التوبة:47]، نعم هناك أموال طائلة تصرف في غير محلها لو حفظت وعادت إلى مجراها الصحيح لأغنت عن هذه الجرعات والعقوبات التي تنال المواطن الذي يسير على خطه الصحيح وتتجنب المفسدين والنهّابين الكبار لمقدرات الأمة ، وأُذكّر المسؤولين بقول النبي- صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ رجالًا يَتَخَوَّضُونَ في مالِ اللهِ بغيرِ حقٍّ ، فلهمُ النارُ يومَ القيامةِ) أخرجه البخاري.

فعليهم أن يجهدوا أنفسهم ويتجردوا من هواهم وينصحوا لأمتهم إن أرادوا الفوز في الدنيا والآخرة وإلا فليبشروا بلعنة التاريخ وعذاب الآخرة.

*كثيراً ما تتحدث الدولة على لسان مسؤوليها عن تهريب كميات خيالية من النفط ولا تذكر أو تحاسب من يقوم بذلك, من يحمي ثروات الوطن برأيكم ؟ ولماذا تبرر الدولة جرعها بهذا المبرر؟

-هذا من الأدلة على سوء سياسة الدولة أو فقدان إرادتها وقدرتها على إدارة البلاد ، وإلا فالواجب بدل معاقبة الأبرياء والغض عن المجرمين أن يُعاقب المجرمون ويرفق بالأبرياء بل يكرمون حتى يتمسك الناس بالنزاهة وحسن السلوك والعفة عن الحرام ، أما هذه الطريقة في المعالجات, فإنها تشجع على الانحراف والإجرام وتزهّد في النزاهة.

وحماية مصالح الدولة وثرواتها مسؤولية الرئيس بدرجة أساسية ثم الحكومة والأجهزة المعنية بذلك كل في مجاله ؛ وعندما أعجب عمر رضي الله عنه بنزاهة الجيش الذي حفظ غنائم كسرى وتوصيلها بأمانة تامة إليه قال له علي بن أبي طالب رضي الله عنه: "إنك عففت فعفّتْ رعيتك ، ولو رتعتَ لرتعتْ".

والمدخل الصحيح للإصلاحات أن تسدّ منافذ الفساد ويعاقب المفسدون وتسترد المنهوبات والأموال المأخوذة بغير حق عبر محاكم متخصصة يُراعى في قضاتها النزاهة والشجاعة والتجرد ويسندون بجهاز أمني قوي ومتجرد أيضاً يقوم فوراً بتنفيذ الأحكام ومعاقبة من تثبت عليه عقوبة ، وأن يكف المسؤولون الكبار عن التدخل في شؤون المحكمة والأجهزة التابعة لها ويعلن ذلك على الناس أولاً بأول.

وأما تبرير إنزال تلك الجرعات بهذه المبررات فإنه دليل فشل الدولة واستخفافها بالمواطنين وعدم جديتها في إصلاح الأوضاع.

*يلاحظ البعض أن وزارة الدفاع التي تحظى بمبلغ باهض من ميزانية الدولة لا تقوم بدورها في حماية مكتسبات البلاد من نفط وطاقة وسيادة وحماية من التخريب والهدم والجماعات المسلحة, هل من كلمة في هذا الاطار؟

 

-الدولة التي أُسست في المحافظات الشمالية بعد الثورة دولة عسكرية جعلت محل الأسرة المالكة (آل حميد الدين) الأسرة العسكرية على نمط الدولة المصرية وبالتالي فقد أعطت للعسكر والجيش بالذات امتيازات بلا حدود ولم تكلفه بكل ما يجب عليه ومن هنا بدأ الخلل، وحينما تمت الوحدة عمّ هذا النهج على الجميع وصارت غالبية الميزانية الرسمية لصالح العسكر, بالإضافة إلى ما يحصلون عليه خارج بنود الميزانية وبدون حساب ، ولا يمكن أن يكون إصلاح بغير أن يخضع الجميع للنظام فيما يأخذ وفيما يعطي.

أبوبكر الصديق- رضي الله عنه- عندما وُلي الخلافة طلب من الصحابة أن يقدروا له ما يقوم بحاجته واكتفى به ومثله بقية الخلفاء الراشدين، وعندنا في حضرموت كان السلطان القعيطي يأخذ راتبه من إدارة المالية كأي واحد من الموظفين وما أراد من زيادة على ذلك يأخذه من ثروته التي تستثمر له في الهند والتي ورثها عن أبيه، فهل سيطبق هذا النموذج؟!

متى ما رأينها على أرض الواقع آمنّا بالإصلاحات وإلا فإنما هي مخادعات للشعب لا يُرجى من ورائها حلول ناجعة.

*بحت الأصوات المطالبة بتطبيق مخرجات الحوار الوطني ونزع أسلحة الجماعات المسلحة واذا بالدولة تسلم عمران ومعسكراتها للحوثي وتعطيه الجمل بما حمل كيف تقرأ تناقض الدولة في تنفيذ حملات منع الأسلحة كالمسدسات مثلاً في حين تسلم معسكرات بكامل عدتها وعتادها؟

-تناقض الدولة واضح للعيان فهي تستفز المواطن الخائف على نفسه أو عرضه الذي يحمل مسدساً أو آلياً لحماية نفسه وتضايقه أشد المضايقة ولا يمر غالباً من النقطة إلا بعد تكدير خاطره وفي كثير من الأحيان بعد أن يرشي جنود النقطة حتى ولو كان يحمل ترخيصاً وهذا ما حصل لي قبل أيام فرغم وجود الترخيص عطلوني قرابة ربع ساعة وهم يتواصلون مع قياداتهم وغيري يتعرض لأكثر من ذلك ، بينما المعسكرات بما فيها تسلّم للخصوم الحقيقيين للدولة وللشعب على حد سواء وتكتفي الدولة بالمطالبة برد تلك الأسلحة.

إن هذا التناقض قضى على الثقة في نفوس الناس وأصابهم بالإحباط وأصبحت الدولة بذلك لا قيمة ولا وزن لها ولن تستعيد مصداقيتها إلا بالصدق مع الله ثم مع نفسها ومع شعبها ، الصدق في النية وفي القول وفي الفعل {طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ} [محمد:21].

*يقال إن قتل قائد اللواء 310 البطل حميد القشيبي غدر وهناك اتهامات موجهة لوزارة الدفاع وهناك منظمات حقوقية وحقوقيين وأهل الشهيد يطالبون بالتحقيق في ذلك ووعد الرئيس بذلك بعد تهديد حقوقيين وناشطين وأهالي الشهيد بنقل الاعتصام إلى أمام منزله ما رأيكم وما الضمانات للاختيار لجنة تحقيق تتسم بالعدالة والمسؤولية والأمانة؟

-قضية القائد البطل حميد القشيبي نسأل الله أن يتقبله في الشهداء سوف تنتهي كما انتهت غيرها من القضايا الكبرى دون نتيجة ، وبدلاً من الانشغال بهذه الجزئية من جزئيات المعضلة الكبرى يجب أن تتوحد الجهود وتخلص النوايا وتشد العزائم لإصلاح كامل المنظومة فذاك أولى من الانشغال بجزئية معينة.

*كعلماء ودعاة ما موقفكم مما يحدث؟

-موقف العلماء والدعاة بيان الحق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإشاعة النصيحة لأئمة المسلمين وعامتهم كما قال تعالى : {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ۖ فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ} [آل عمران:187] ، وهذا ما يجب علينا وما نحاول أن نقوم به من خلال الوسائل المتاحة وإن كانت القوى المتنفذة في البلد من قيادات سياسية حزبية وغير حزبية في الحكم أو في المعارضة وكذا قوى ما يسمى بالمجتمع المدني ومن يقف وراء هؤلاء من قوى الوصاية على هذا البلد قد عملوا لأجل تهميش العلماء ومنعهم من المشاركة في أي موقع يمكنهم من إبلاغ رسالتهم.

وكثير من الناس يظنون أن في مقدور العلماء القيام بأمور كثيرة وهذا غير صحيح في ظل التغيرات التي يشهدها العالم وبلادنا جزء منه ، فقد سُلب من العلماء معظم إمكانياتهم ووسائلهم ولم يبقَ إلا وسيلة الكلمة المنطوقة أو المكتوبة التي ليس لها من وسائل الإعلام ما يبلّغها على الوجه الكامل حيث يريدون ، وهم يمارسونها ولكنها تبقى في نطاق ضيّق وكثير من الناس لا يعرف عنها شيئاً.

أما أن يُطلب من العلماء قيادة المظاهرات أو تبنّي الخروج المسلّح أو نحو ذلك من الوسائل فهذا قطعاً ليس من شأن العلماء ويرون أن مفاسد ذلك ستكون أكبر بكثير من مصالحه ، وربما دفعتهم الظروف إلى شيء من ذلك لكن ليس في المنظور القريب.

*في الدعاء على اليهود البعض يخلط بين عدة مصطلحات مثل" الإسرائيليين – اليهود – الصهاينة" بعض العلماء يقول بانه لا يجوز الدعاء على إسرائيل بحجة انه نبي الله ما الصواب؟

-الدعاء على أعداء الله وأعداء المؤمنين خصوصاً الذين يعلنون الحرب والعداوة منهم أمر مشروع ومطلوب وقد كان من دعاء الصحابة في قنوت الوتر (اللَّهُمَّ الْعَنِ الْكَفَرَةَ أَهْلَ الْكِتَابِ الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ رُسُلَكَ ، وَيُقَاتِلُونَ أَوْلِيَاءَكَ ، اللَّهُمَّ خَالِفْ بَيْنَ كَلِمِهِمْ ، وَزَلْزِلْ أَقْدَامَهُمْ ، وَأَنْزِلْ بِهِمْ بَأْسَكَ الَّذِي لا تَرُدُّهُ عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ).

فالدعاء على اليهود وغيرهم من أعداء المسلمين أمر مستحب ومشروع ولا يعترض عليه من حيث الجملة عالم إنما قد يعترض البعض على بعض التفريعات وبعض الاعتداء في الدعاء ، ومن جهة إسرائيل فإسرائيل هو اسم يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم فلا يمكن أن يتعمّد مسلم الدعاء عليه ولكن من يدعو إنما يدعو على دولة إسرائيل التي هي في الواقع عدو لإسرائيل وآبائه إسحاق وإبراهيم وجميع الأنبياء والرسل، غير أن الاحتياط من أن يُفهم الكلام أو الدعاء فهماً غير صحيح واجب لذا إما أن يقول : اللهم العن دولة إسرائيل ، أو يكون الدعاء على اليهود عموماً واليهود جميعهم أعداء المسلمين فلا حرج من التعميم فيهم وإن وجد النادر الذي لا يُعادي المسلمين فالحكم للغالب.

*البعض يتهم العلماء والدعاة في اليمن والعالم الإسلامي بالصمت عما يجري في غزة فلا فتاوى ولا بيانات مؤيدة ولا بيان لشرعية الجهاد, ما رأيكم وهل الصمت من كتمان العلم؟

- اتهام العلماء أمر مستمر لا يكاد ينقطع؛ إن تكلموا اُنتقدوا وإن سكتوا اُنتقدوا وكأن الحطَّ من شأن العلماء أمر مقصود لدى كثير من الجهات وهذا متوقع لأن هذا هو شأن الناس مع الأنبياء والعلماء ورثة الأنبياء في كثير من الجوانب ، ولا غرابة أن ينالهم بعض ما نال الأنبياء ، وأما قضية السكوت فغير صحيح ؛ العلماء أكثر الناس اهتماماً بقضايا المسلمين وقضية فلسطين من أهمها ولهم بيانات وخطب وتغريدات كثيرة غير أن ضعف الجانب الإعلامي لدى العلماء يعيق عن إيصال مقالاتهم ومواقفهم إلى الناس، وكثير من الناس ينتقدون لمجرد جهلهم بموقف العلماء.

فالواجب على العلماء الصدع بما يجب عليهم من البيان والواجب على الناس التثبت والتأكد من مواقف العلماء قبل نقدهم والحمل عليهم.

*استمرار مسلسل الاغتيالات لا سيما في الجنوب من وراءه ومن يتحمل المسؤولية ؟

- استمرار مسلسل الاغتيالات كارثة كبيرة وجرائم مضاعفة يتحملها من يخطط لها ومن ينفذها ومن يختار ضحاياها وهي على شقين؛ الشق الأول اعتبار فعلها عمل شرعي جهادي وهذا كذب على الله ورسوله وتشويه للدين وقد يؤكد أن من يفعله ممن قال عنهم الرسول- صلى الله عليه وسلم- (يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان).

والشق الثاني الاعتبار السياسي أو استثمار من يقوم بها استثماراً سياسياً وهذا جرم آخر في حق الدين وحق الوطن والمواطن وإسقاط لمصداقية الجهات التي تعتمد هذا الأسلوب والدولة هي المسؤول الأول عما يحدث سواءً كانت مشاركة في التخطيط أو التنفيذ أو متواطئة مع المخططين والمنفذين أو عاجزة عن ردعهم.

*غزة تصرخ ولا مجيب تستغيث ولا منقذ لماذا وصلنا إلى هذا الذل والهوان وما كلمتك للحُكّام العرب لا سيما مصر ؟

-نعم تركت غزة وحدها وتبرأ منها إخوانها بل تولّى بعض إخوانها أعداءها وعاونوهم عليها ، ومن إخوانها من غض الطرف عن عدوان أعدائها ، وأحسنهم شأناً من أنكر بلسانه إنكاراً لا يسمن ولا يغني من جوع ، وهذا الحال الذي وصل إليه المسلمون والعرب هو مصدر ما أصابنا من ذلٍّ وهوان على الناس وفتنة وفساد كبير قال الله تعالى مبيّناً ما يجب أن يكون عليه المؤمنون من الولاء والتناصر وما هو واقع من حال الكافرين وموالاة بعضهم البعض : {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُوْلَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يُهَاجِرُواْ مَا لَكُم مِّن وَلاَيَتِهِم مِّن شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُواْ وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلاَّ عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ*وَالَّذِينَ كَفَرُواْ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ إِلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ} [الأنفال:72-73] ، وقال صلى الله عليه وسلم : [إذا تبًايعتم بًالعينة وأخذتم أذناب البقر ، ورضيتم بًالزرع ، وتركتم الجهاد سلّط اللهُ عليكم ذلّاً لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم] أخرجه أبو داؤود بسند صحيح.

فهذا في الغالب هو سبب ذلّنا وهواننا على الله وعلى أنفسنا وعلى الناس ولن يرفع الله ذلك عنّا إلا إذا رجعنا إلى ديننا بحق وأخذناه من جميع جوانبه.

وأقول لحكام المسلمين ولحكام مصر على وجه الخصوص: لقد فضحكم الله وكشف سرّكم وهتك ستركم وعرّاكم أمام شعوبكم وأمام أعدائكم على حدٍّ سواء وسقطتم من عين الله ومن أعين الخلق بما فعلتم من تولّي الكافرين ومحاربة الدين وأهل الدين ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [من أرْضَى اللهَ بِسَخَطِ الناسِ ، رَضِيَ اللهُ عنه وأَرْضَى عنه الناسَ ، ومن أرْضَى الناسَ بسَخَطِ اللهِ ، عادَ حامِدُهُ مِنَ الناسِ " لَهُ " ذَامًّا] صححه الألباني. وباب التوبة مفتوح فتوبوا إلى بارئكم لعلكم تفلحون.

*ما تعليقكم على حادثة قتل وذبح الجنود في وادي حضرموت على يد من يُسمّون أنصار الشريعة؟

-هذه جريمة بكل المقاييس وقد استنكرناها واستنكرها كل من سمع بها, وأدلة قبحها ووزرها العظيم كثيرة جداً من القرآن والسنة وإجماع العلماء وعُرف الناس ، ولكن لا تقتصر الجريمة على من نفذها بل تتجاوز إلى جهات أخرى منها قيادات الجيش والأمن المرابطة في وادي حضرموت بجوار مسرح الجريمة ، ونحن ننكر عليهم جميعاً ونترحّم على القتلى المظلومين، وندعو إلى تغيير سياسة الدولة الحالية لتكون سياسة بناء وحفاظ على الأمانة التي حملتها قبل أن تنهار الأمور وتتفلّتْ الأوضاع وتعمّ الفتنة.