الداخلية تعلن ضبط ''خلية حوثية'' كانت تسعى لزعزعة أمن واستقرار محافظة حضرموت شاهد.. أول ظهور علني لزوجة الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع تعيين قائد جديد لمهمة الإتحاد الأوروبي ''أسبيدس'' المكلفة بحماية السفن في البحر الأحمر أرقام أممية ليست مبشرة عن اليمن: العملة فقدت 26% من قيمتها و 64% من الأسر غير قادرة على توفير احتياجاتها وزارة المالية تعطي وعدا بصرف المرتبات المتأخرة للموظفين النازحين هذا الأسبوع والملتقى يتوعد بالتصعيد في حال التسويف الشرع يكشف موعد اجراء الإنتخابات الرئاسية في سوريا القائمة النهائية لمنتخب الشباب في بطولة كأس آسيا التي تنطلق بعد أيام أغلى 10 صفقات شتوية فى تاريخ مانشستر سيتى.. عمر مرموش بالصدارة رونالدو يقود النصر السعودي لاكتساح الوصل الإماراتي الصين تعلن الرد على امويكا وتفرض رسوم جمركية لمواجهة تحركات ترمب
من المؤكد أن الإرهاب هو تعبير عن انحراف في الرؤية أدى إلى سلوكيات وممارسات غير سوية تعكس في ذاتها عمق الخلل وحالة اللاتوازن، وذلك في سياق النظر إلى طبيعة القناعات المترسخة وما يصدر عنها من أحكام جاهزة لا تراعي حقائق الواقع ومعطياته، وتتجاهل الآثار القريبة والبعيدة وانعكاساتها السلبية على مسار التطورات الاقتصادية والسياسية والثقافية..
وإذا كان هناك من نظر إلى أحداث (11سبتمبر 2001م) كمحطة هامة تؤكد توقعات صمويل هنتغتون بصدام الحضارات والوصول إلى نهاية التاريخ، فإن مسار ما يسمى بالنشاطات الإرهابية خلال السنوات التسع الماضية أفرز حالة من التراكم الذي أضحى معه العرب والمسلمون هم الضحية الرئيسية والأساسية، وكأن صراع الحضارات تحول بالنتيجة إلى صراع مشتعل داخل الحضارة الواحدة..
فمثلاً تم ضرب التعايش الذي استطاع العرب والمسلمون تحقيقه في البلدان الأوروبية والأمريكية عبر عقود من الزمن، وأصبح العرب والمسلمون الذين يعيشون هناك يتلقون الضربات القانونية والإجرائية والمضايقات المتوالية في معاشهم وحياتهم واستقرارهم، وفي حرمانهم من الحصول على فرص العمل وفرص التعليم وفرص المشاركة المجتمعية التي كانت مفتوحة قبل أن يصبحوا موضع شبهة ومصدر اتهام دائم..
وعلى المستوى الداخلي للبلدان العربية والإسلامية استخدمت عملية مكافحة الإرهاب كمبرر لضرب الخصوم السياسيين وتشديد القبضة الأمنية في ميادين الحكم، وتوظيف الإمكانيات الوطنية، المادية والمعنوية، في السياق الذي يخدم التوجهات الدكتاتورية ويعطيها مزيداً من القوة على حساب قوة الشعب وعلى حساب أمنه واستقراره، وعلى حساب تطلعاته في البناء والتقدم والتطور، ذلك أن كثيراً من الأنظمة الحاكمة ربطت شرعيتها بشرعية مكافحة الإرهاب، ولم تعد حاجات الوطن والمواطنين تمثل أولوية في نظرها، وأصبح من السهل بالنسبة لهذه الأنظمة العمل وباستمرار على إشهار سيف الإرهاب في وجه المطالب الحقوقية وفي وجه المطالب المتعلقة بالإصلاحات الوطنية وفي إسكات كل صوت ناقد أو معارض للسياسات الخاطئة وممارسات الفساد العابثة بالإمكانات والمقدرات.
الأمر الثالث: إذا كانت الجماعات الجهادية تقول إن نشاطاتها المعادية للمصالح الغربية تستهدف إخراج الغربيين من بلدان المنطقة، دون تقديم رؤى واقعية ومنطقية لترشيد مسار العلاقات الدولية بما يخدم مصالح جميع الشعوب والأمم وبشكل متوازن، فإن معظم العمليات التي تقوم بها الجماعات الجهادية قد أصبحت مبرراً لمزيد من التدخلات الغربية في شئون المنطقة ومبرراً لمزيد من إحكام قبضة السياسات الغربية على أنظمة الحكم في دول المنطقة وعلى أجهزتها العسكرية والأمنية والاستخباراتية.. فمع كل عملية (حقيقية أو مفتعلة) يزداد عدد الأساطيل في البحار والمياه الإقليمية، ومع كل عملية يزداد عدد الخبراء والمدربين الأمريكيين والأوروبيين العاملين داخل الأجهزة العسكرية والأمنية والاستخباراتية في دول المنطقة، ومع كل عملية يزداد خوف الأنظمة على كراسيها ومصالحها، فيهب الأصدقاء للنجدة وتقديم وسائل الحماية والإعلان عن زيادة المساعدات اللوجستية، لتحقيق الشراكة الدولية في مواجهة النشاطات الإرهابية..
ولأن كل شيء بثمنه فلابد أن ترتفع فاتورة التنازلات -بين فترة وأخرى- وتتسع ميادين التسهيلات مقابل ما يقدمه الأصدقاء من مساعدات!!
وهكذا.. فمع استمرار مشروع الإرهاب تتواصل الطعنات والضربات التي تفت في عضد الأمة، حيث أصبحت معاناة الشعوب واستنزاف إمكاناتها وإنهاك قدراتها هي الهدف والنتيجة، وهي المحصلة النهائية لكل ما جرى ويجري!.
Ahmdm75@yahoo.com