ما وراء إشعال نيران الفتنة في الحجرية..!
بقلم/ توفيق السامعي
نشر منذ: 4 سنوات و 3 أشهر و 18 يوماً
السبت 18 يوليو-تموز 2020 06:40 م


مع كل منعطف سياسي تمر به اليمن واشتداد أزمته تخرج أبواق سياسية وإعلامية مأجورة تصب الزيت على النار وتنفخ في نار الفتنة لتزيدها اشتعالاً والإساءة للشخصيات الوطنية الجامعة والعاقلة التي تحاول لملمة شتات اليمنيين وإطفاء حرائق الوطن المشتعلة في كل مكان، والتي تفتعلها جهات سياسية وعسكرية خدمة للمشاريع الإقليمية التدميرية.
في الأيام الأخيرة أطلت علينا بعض هذه المواقع الممولة خارجياً محاولة زرع فتنة الشر والشقاق في جسد الشرعية من خلال تناولها شخصيتي نائب رئيس الجمهورية الفريق الركن علي محسن صالح واللواء الدكتور رشاد العليمي مستشار الرئيس، زاعمة أن رئيس الجمهورية المشير عبدربه منصور هادي أقال الدكتور رشاد العليمي بالتشاور مع النائب محسن، وهي مزاعم مفبركة من أمنيات واختلاقات المواقع المشبوهة التي تتمنى أن يكون هناك مزيد من التصدع في جسد الوطن خدمة للممول وإرضاءً له، غير أن رجاءها يخيب كما في كل مرة.
فلماذا يتم التركيز على هاتين الشخصيتين تحديداً؟!
النائب علي محسن والدكتور رشاد العليمي شخصيتان جامعتان قويتان للشرعية داخل المؤتمر الشعبي وداخل اليمن عموماً، ويمثلان كتلة صلبة لمواجهة المشاريع التدميرية والتمزيقية للوطن، ولذلك يتم تشويههما وتناولهما بالإساءات الإعلامية المتكررة من قبل إعلام طارق في الساحل الغربي والمواقع التي يمولها شقيقه عمار.
السيناريو لم يختلف منذ غزو محافظة عمران في طريق الانقلاب الشامل على الدولة والشرعية، فمن رفع شعار الأمس في تغيير العميد الشهيد حميد القشيبي في عمران وقيادة المحافظة بحجج مختلفة هم أنفسهم من يرفعون تغيير الشمساني ويتمنون ويسعون لإزاحة النائب والمستشار لأنهم يدركون أهمية الرجلين في صلب الشرعية للتصدي لكل مراميهم الخبيثة بحيث يسهل لهم الطريق للوصول إلى السلطة وإزاحة الشرعية منها.
تزامنت هذه الحملات والمرامي مع تحركاتهم المشبوهة في منطقة الحجرية جنوبي محافظة تعز سواء التحركات المسلحة أم المظاهرات التمزيقية والمسيئة للشرعية، كما فعل الانقلابيون الحوثيون في عمران وصنعاء وقبلهما صعدة، وكما فعل الانتقاليون في عدن وسقطرى واليوم في حضرموت.
حجة هؤلاء هي القرار الجمهوري الذي أصدره رئيس الجمهورية بتعيين العميد الركن عبدالرحمن الشمساني قائداً للواء 35 مدرع والذي ينظرون إليه كتركة خاصة بقوى وأحزاب عفا عليها الزمن وجعلت لنفسها سلطة فوق سلطة الرئيس وواجهت قراره بالرفض والتصدي وصولاً إلى الضغط إلى عدم بث خبر التعيين في قناة اليمن الرسمية فارضة أجندتها بقوة الإرهاب الفكري والسياسي، مع أنه ليس من حق أية جهة مناقشة أو الوقوف في وجه القرارات الجمهورية خاصة العسكرية والتدخل بالمؤسسة العسكرية من قبل جهات حزبية.
تعللت هذه القوى والأجندة خلفها بأن العميد الشمساني من خارج اللواء بينما وقفت عائقاً لتعيين خلف لقائد اللواء الشهيد العمادي من أبناء اللواء ذاته؛ حيث يمثل العقيد عبدالملك الأهدل أركان حرب اللواء والرجل الثاني بعد الحمادي وهما المؤسسان للواء ولمقاومته منذ أول يوم في أول طلقة ضد الانقلابيين، ومن خلال التراتبية العسكرية فالأهدل كان يمثل أولوية في التعيين، لكن لرأب الصدع وتسيير عجلة اللواء تم التوافق على العميد الشمساني وهو من أبناء الحجرية ومن رفاق الحمادي في المقاومة ومن أوائل مؤسسي الجيش الوطني في تعز ومن أوائل من وقفوا في وجه الانقلاب.
ذهبوا يبثون الشائعات عن الشمساني أنه من خارج المؤسسة العسكرية وأنه تربوي وأنه وأنه...إلخ، مع أن الجميع، وفي مقدمتهم من وقفوا ضده من أبناء القرية وحزبها يعلمون أن الشمساني رجل عسكري مهني حاصل على بكالوريوس علوم عسكرية – الكلية الحربية – صنعاء 1990م – الدفعة 27، حاز العديد من الدورات العسكرية حتى قبل عام 1990 بينها دورة قادة كتائب معهد الثلايا عدن، وكذلك ماجستير علوم عسكرية – الاكاديمية العسكرية العليا كلية القيادة والأركان صنعاء عام 2010م الدورة 13، وتم تعيينه قائد فصيلة باللواء 17 مشاه عام 1990م وقائد سرية باللواء 17 مشاه عام 1992م وركن تدريب كتيبة باللواء 17 مشاه عام 1993م وقائد استطلاع اللواء 17 مشاه مع قائد سرية الشرطة 1994م وأركان حرب كتيبة باللواء 17 مشاه عام 1997م وقائد جزيرة ميون باللواء 17 مشاه عام 2011م وقائد معسكر طور الباحة لحج عام 2013م ونائب قائد اللواء 17 مشاه عام 2014م..أي أنه تدرج في مناصبه العسكرية بحسب التسلسل القيادي والأنظمة العسكرية المعمول بها في أرجاء المؤسسات العسكرية في العالم.
الشمساني قدم 11 شهيداً وجريحاً من أسرته بينما من في الساحل المتصدر اليوم للفوضى في الحجرية كان متحالفاً مع الحوثي وقتلة الشهيد الحمادي، وكان قادحوه اليوم يختبئون في جحورهم يساندون الحوثي وصالح من تحت الطاولة.
فقط لأن الشمساني لم يأت من بيت الطاعة لأبو ظبي عبر أدواتها المحلية تم الوقوف ضده بكل هذه الشراسة تجاوزت الإساءة إليه إلى المؤسسة الرئاسية.
المتباكون اليوم على إرث الحمادي – رحمه الله- هم من قتلوا ابن اخته في نجد قسيم وهو يدافع عن البلاد لفرض الأمن مع زملائه الآخرين، وكان الأولى بالجميع أن يوحدوا صفوفهم خلف الجيش الوطني والشرعية ورئاسة الجمهورية للذهاب نحو تحرير بقية مناطق تعز لا أن يكونوا أداة طعن في ظهر الجيش معيقين لتحركاته في الجبهات.
لمن لا يعرف أبعاد الصراع في الحجرية اليوم هو صراع بين الإمارات وقطر بأدوات محلية وجر المنطقة إلى الخراب كونها عقل تعز وخزانها البشري والاقتصادي والثقافي والفكري، غير أن المشروع الإماراتي هو المسيطر اليوم بفعل هذه المليشيات المسلحة التي تحاصر تعز من الجهة الغربية وتريد خنقها من الجهة الجنوبية أيضاً كآخر شريان رئوي للمحافظة.
قبل تحركات المظاهرات الأخيرة والأحداث في التربة ذهب منظمو هذه المظاهرات الواقفون ضد القرارات الجمهورية إلى الساحل الغربي ليأخذوا تمويلاتهم من طارق عفاش الذي يمول كل هذه الفوضى بالأموال الإماراتية لزعزعة استقرار تعز بدل أن يتوجه نحو الحديدة لتحريرها أو على الأقل المديريات القريبة من الحديدة إن كان هناك تذرعاً بالأمم المتحدة وتسوية ستكهولم، فمديريتا حيس ومقبنة على مرمى حجر من قوات طارق وكان بإمكان قواته قطع أذرع الحوثيين بين تعز والحديدة لكنه لم يفعل لأن أجندته ليست التحرير بل مزيداً من التمزيق، والدليل أن كل المناطق التي تقع تحت يديه اليوم حررتها قوات العمالقة والمقاومة التهامية، بينما كان لا يزال يرسل كتائب قناصاته تباعاً لقتل أطفال تعز ونسائها ومتحالفاً مع الحوثي لم يستطع اليوم إخراج هؤلاء القناصة من تعز على الأقل لفظ تحالفهم مع الحوثي واستئجاره لهم في الساحل الغربي.