آخر الاخبار
خالد بحاح : هادي قد يرحل وأنت لن تأتي ابداً
بقلم/ عبدالفتاح الحكيمي
نشر منذ: 4 سنوات و 4 أشهر و 7 أيام
الخميس 16 يوليو-تموز 2020 07:18 م
 

 مشكلة خالد محفوظ بحاح (رئيس وزراء سابق) إلى الآن أنه في سكة انتظار ما لن يأتي .. لذلك يبالغ في تصديق نفسه , ويعتقد بجينات استثنائية تغذي مواهبه, أشبه بكرامات الأولياء والصالحين.

نسي خالد بحاح من أي حظيرة إدارية استفرغته أو مقلب سياسي قذف به إلى ما لا يستحق, لا من قبل ولا من بعد, وإلى يوم يبعثون .. وهو يداري عقدة( قَصْقَصَة الأجنحة) ألتي اقترفها خصمه الماكر الرئيس عبدربه منصور هادي التي لم يستعد معها توازنه حتى اللحظة .

مقالة بحاح الاخيرة (( على الرئيس هادي الرحيل)) واحدة من سقطات من لا يتمتع بكياسة السياسيين ولا صبرهم ولا ذوق الكبار ونضوجهم المفترض..

نعم أرحل يا هادي فقد طال انتظار بحاح على رصيف قطار زعامة بطيء ميؤوس من وصوله ..

نعم يا هادي منذ أبريل ٢٠١٦ م المشئوم الذي عزلت فيه الرجل فترة ٤ سنوات طويلة تحطمت فيها أضغاث أحلام طفل سياسي ينتظر قطعة حلوى السلطة على أحَرّ من الجمر, ولهيب الشوق إلى حضن الألقاب الفخمة الدافئة الأكبر من مقاسه وقدراته الهامشية.

طال احتكار الرئيس هادي لكل عربات القطار كمسافر وحيد وعنيد استحوذ أيضاً على كل الرحلات بلا توقف .. (سلطة انجيز) .. وهناك من يتمنى ولو تَعْبِيرة على الماشي أو نظرة يتيمة تطفئ عطش امراضه المركبة في أوهام الزعامة المستحيلة..

نعم هادي .. أِرحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء .. فكثير من العابرين على غفلة من الزمن صدقوا أنفسهم.. وذلك من حقوقهم .. ولكن من حق الشعب أن لا يعود هؤلاء إلى مائدة غنيمة السلطة بالأمنيات الكسيحة بعد أن خبرنا شحة عقولهم وآدميتهم معاً.

مقالة خالد بحاح أرحل يا هادي قاع سحيق من الإفلاس الوطني, وبرك الدماء والدمار تُغْرق البلاد والعباد وكل شيء جميل .. وهناك كائن غريب مسكون بالذات والأنا السفلى في وادٍ آخر( غير ذي زرع!), تخذله نرجسيته ( اللهم نفسي).

يتطفلون فوق نزيف البلاد وجراحها الغائرة باللهاث المحموم خلف سراب أوهام الزعامة والكراسي ووعود من ليس بيدهم من أولياء النعمة الحلفاء الاشقاء.!!.

بحِجْر الله وكل الاديان السماوية والمقدسات الإسلامية والبوذية والهندوسية أِرحل يا رئيس هادي, فهناك من ينتظر حقه السماوي والألهي في شوكولاتة وحلويات السلطة حتى لو لم يصلح البعض ذات يوم كمشروع (بني آدم) كما كان يقول طيب الذكر الأستاذ المرحوم حامد جامع.

* من رئيس قسم إلى وزير*

أنت يا خالد محفوظ بحاح ضحية مرحلة صالح-باجمال وصفقات الغاز الخفية مع توتال التي قذفت بك من موظف قسم حسابات النفط إلى كرسي الوزارة ومناقصات توتال والكورية( الشهيرة) .. ومنها إلى السفارة والعمارة وبين عامين وثلاثة فعلت فيك صدمة رئاسة الوزراء ونيابة الرئيس دفعة واحدة ألتي لا تعرف من اعبائها سوى الألقاب والبهارج والامتيازات .. ويحسدك كثيرون بأنك لا زلت تحتفظ ببعض قواك الذهنية ألتي ينبغي أن تستغلها بتدبير حالك وحياتك بدون الأوهام الفائضة عن الحاجة.

وفرق كبير بين الثقة الزائدة بالنفس وقلة الحياء.. فأعرض نفسك على مؤتمر حضرموت الجامع أو ملتقى الوادي والصحراء مثلاً قبل كل شيء لتعرف إن الزعامة تأتي من قاع المجتمع وليس على رغبة كفيل خارجي يبحث عن مطايا كرتونية ضحلة..؟.

صحيح أن عبدربه منصور عجوز السن إنما أنت عاجز .. وأعجز منه بكثير, فالعكاكيز التي تتوكأ عليها هي أنت بذاتك الذي لا تعرف قدر نفسك, فليس العجز بالأعمار والسنوات بل في أن لا يكون المرء هو ذاته صنيعة قدراته وليس انتهازيته ورعونته وخفة عقله.

ولكن ما العمل كما يقول لينين وأمثال خالد بحاح يتزودون ويطبقون مقولة المخرج الأمريكي الأشهر (صموئيل بيكيت: إذا رفضني الناس سوف أفرض نفسي بوقاحة).

أشياء كثيرة استفرغها بحاح في مناحته الكوميتراجيدية بمنشوره الشهير أمس ( على الرئيس هادي الرحيل) فهو يحمل الرجل العجوز مسؤولية فشل السلام و( استمرار الحرب) لتشبثه بكرسي ومنصب الرئاسة, في اسقاط معاكس يكشف زهد بحاح نفسه باللهاث وراء فتات فتافت السلطة .. وهادي فوق ذلك يعرقل محادثات الرياض مع الانتقاليين , ولا يراعي ضرورة الاستعجال لتسهيل عودة بحاح إلى منصب رئاسة الوزراء عبر نافذة متعهدي الانتقالي الإماراتيين أنفسهم ..

ويبلغ حرص الرجل المفجوع على بقرة الوطن(الحلوب) ذروته عندما يستعجل بحرق المراحل ويطالب أكثر بتسوية شاملة عاجلة حثيثة بين الشرعية والحوثيين وتوافق(وطني) بين القوى السياسية والاجتماعية تتيح له ليس العودة المظفرة بل والانتقام أيضاً من الرئيس عبر تشكيل مجلس رئاسة لا يتولى هادي رئاسته وفق نظرية(الرحيل الأبدي), لكنه يتيح لخالد بحاح الانفراد بصحن شوكلاتة وحلوى رئاسة الحكومة على الأقل .. فهو موعود أو مضحوك عليه من الحوثيين والمؤتمريين, والعفاشيين, والشخبوطيين, وأحزاب القرية إلا الحضارم أنفسهم الذين لم تعجبهم صور بحاح السِّلْفي مع كعكة الخمير في مقاهي المكلا أثناء مرحلة (الالتحام مع الجماهير)

بعد تنحيته.

ويذكرنا موقف خالد البحاح( النَّوّاح) هذا بأوجاع مفاصله السياسية المزمنة في تفاهمات الكويت غير المفهومة عندما عرض بوقاحة في أبريل ٢٠١٦ م تنازل الرئيس هادي عن صلاحياته وتفويضها للمعجزة السياسية بحاح الذي صدق أوهام أنه نائب رئيس فعلي أو رئيس وزراء حقيقي.. ونسي ما فعل به صبية الانتقالي الذين يدغدغون حماقاته الآن في الرياض عند محاولة نزوله من سلم الطائرة لأول مرة مطار عدن في أغسطس ٢٠١٥ وقبل أن تطأ قدمه أرض المطار لولا مُفارعة الضباط الإماراتيين عليه بعد سحبه من ربطة العنق!!.

ولكن الذي يشتي( الدَّادَح) ما يقول آح ح ح .. خصوصاً بَحّاح .. ومالنا في الخصوصيات وتَكَلُّف الحرص على ماء وجه الآخرين أكثر منهم .. فمن لا يقدر ذاته كأِنسان يفعل بها ما يشاء.. ولكن ليس على حساب وكرامة وطن وشعب.

  • نعم يا خالد بحاح هادي الممنوع من مغادرة مقر إقامته في الرياض قدم مصالحه ومطامعه الشخصية والتشبث بالسلطة على الوطن(الذي تمثله أنت), وعرقل عملية السلام, بل هو الذي أمر بملاحقة نفسه بالطيران الحربي من صنعاء إلى قصر معاشيق بعدن, وهادي وليس ثنائي صالح والحوثي من أمر باجتياح عدن في مارس ٢٠١٥ م .. وهو الطرف الإقليمي والدولي المتحكم بلعبة الحرب والسلام , وهو الذي يأمر الحوثيين من مقر إقامته بقصف المملكة وتدمير اقتصادها, ويخرب بيوت اليمنيين ويقتل أبنائهم في حرب التمسك العائلي السلالي العنصري بالسلطة .. والأهم من كل ذلك أن هادي نَتَفَ ريش الطحالب الطفيلية المتسلقة على عذابات ونكبات اليمنيين.. فأنت فين وفين والبلاد والعباد في كوارث وأنين.
  • :لا يريد خالد بحاح الإعتراف بعد قرابة ست سنوات أن أطراف النزاع ولعبة الحرب في اليمن قد تغيرت وتبدلت, مراكز قوى انقلابية جديدة في الجنوب, وأخرى صاعدة في الشمال تطالب بحصتها وحق غيرها(مثلك تماماً) , وقوى إقليمية ودولية جديدة ظاهرة وباطنة, وأهداف خفية غيرت مسار تحالف دعم الشرعية إلى تحالف تقاسم ثروات ومقدرات اليمنيين .. وكأن الزمن قد توقف عند آخر لقطة سيلفي لبحاح في دعايته الانتخابية المبكرة بعد عودته إلى مطار سيؤن ٢٠١٧ م في رحلة جوية لم يسمح بها الاماراتيون يومها إلّا له مع طائرة الخضار والفواكه كأي بضاعة خضرية قابلة للتلف السريع.
  • ::يراهن الرجل ضمن أشياء أخرى على حصة منطقته فقط ودعممات تجار .. وكونك حضرمياً لا يعني مزايدتك على الكفاءات العملية والأخلاقية في منطقتك الجديرة بتولي أمانة المسؤولية أكثر منك بما لا يقاس, وليس التزين بمظاهر ومزايا المناصب والبهرجة فقط .. الانتماء لحضرموت أو الولاء للغير ليس المؤهل الوحيد للتجريب بالمخربين .. لكننا إزاء حالات شاذة من بقايا تداعيات وافرازات ماكنة الفساد الاداري الكبير لحقبة حكم صالح العائلي في مراحله الأخيرة عندما قذف من جعبته الذي يسوى والذي لا يسوى لتولي قيادات الوزارات ومؤسسات الدولة, فكان بحاح وأشباهه وسواهم واجهات وفرقعات فارغة لاخفاء جرائم استيلاء عائلة صالح وأقاربه وأصهاره على مفاصل الثروة والسلطة والقوة والنفوذ والقرار .. حتى إن مهزلة الحكم والإدارة بلغت الأوجّ عندما سأل أحد الصحافيين محمد الخادم الوجيه عن نوعية المتقدمين للترشح لمنصب رئاسة الجمهورية ٢٠٠٦ م قال : المتقدمون للترشيح منهم النجار والحداد والسائق والطبيب والاكاديمي .. الخ.

لعل مؤهلات بحاح المناطقية ليست كل شيء فيوجد حضارم كبار وعمالقة مشهود لهم بالكفاءة والخبرة والنزاهة لكنهم يفتقدون إلى مؤهلات التخلي عن آدميتهم التي يعوض بها اللاهثون عدم صلاحيتهم لشغل أدنى مراتب السلطة.

:black_small_square: نعم أخي خالد بحاح .. هادي سوف يرحل عندما تتعافى البلاد قريباً بإذن الله تعالى ويشفى المتطفلون أمثالك من هَوَس المناصب, وكثيرون ينتظرون استقرار البلاد وأن تضع الحرب أوزارها, وكثيرون أيضاً ينتقدون أداء الرئيس هادي وتصرفاته المزاجية بقسوة( وأنا أحدهم) ولكننا كذلك لا نريدك أنت وأمثالك أن تأتي أو تأتوا, فمعظم الذين يشكون من سلبية الرئيس إنما لتحسين أدائه وفساد ممارسة الحكومة, وكنت أنت ابرز اختياراته السيئة لمنصب نائب رئيس .. ولم تصلح كذلك لرئاسة الوزراء ولا تولي وزارة أو ادارة عملية.

  • ومهما أردت التباكي في منشورك (على الرئيس هادي الرحيل) وتذكير الآخرين في صنعاء والرياض وعدن بأنك كنت ولا زلت تمثل(رئيس الوزراء التوافقي) وأنك لذلك تتشعبط مجاناً بشرعية الحلول مكان الرئيس هادي منفرداً أو في قيادة مجلس رئاسة أو رئاسة الوزراء على الأقل, فذلك كان قبل حرب انقلاب صنعاء وليس أِرثاً شخصياً أو تركة عائلية لأنه حتى أحمد عبيد بن دغر (ومن أنت مقارنة به) أو عبدالعزيز بن حبتور أو سالم الخنبشي وغيرهم الذين ليس لك محل من الإعراب في حضرتهم لم تجدب حضرموت واليمن بأفضل منهم.
  • وليس أخيراً نصيحة خالصة لوجه الله لا نعرف سر تطاولاتك على ما لست مؤهلاً له من مناصب السلطات العليا في الدولة لا في السابق ولا في اللاحق ولا الآن ولا يوم يبعثون ..

يبدو إن حجم إعاقة

هذا الرجل السياسية أعجزته عن معرفة حجمه الحقيقية وقراءة ما حوله وتحته من المتغيرات, وعدم تمييزه بين شروط ومؤهلات شغل وظائف سلطة الدولة العليا, وكأنها أطباق شوكلاتة أو حلوى والعاب مجانية تقدم للأطفال المدللين والمرفهين حسب الطلب.