الحرية : الفرق بين التقدم والتخلف
بقلم/ ناصر الربيعي
نشر منذ: 14 سنة و 8 أشهر و 13 يوماً
السبت 20 فبراير-شباط 2010 09:43 م

انطباعات من زيارتي لأمريكا

زرت أمريكا مؤخرا وأحببت أشياء كثيرة ولم اكره شيئا. أحببت الناس والطبيعة والثلج والحرية . تأثرت بتعامل الناس اللطيف والهادئ في كل وقت وفي كل مكان تذهب إليه ، واندهشت بمستوى الحرية والحرية الفردية، ضالتي وضالة العالم غير المتحضر. وحين عدت كتبت هذه الانطباعات السريعة.

الحرية أسمى مطلب للإنسان في كل زمان ومكان. والحرية الفردية الممارسة هي أول ما أحببت منذ الوهلة الأولى لزيارتي هذا البلد العظيم . تلحظ الحرية كقيمة سامية ، بل الأسمى على الإطلاق، عند كل من حولك حتى الذين لا يؤمنون بالحرية، وهم كثر، ولكن مجرد دخولهم أمريكا ليس بإمكان من لا يؤمن بالحرية لأي سبب كان ، إلا أن يعامل الناس كأحرار بصرف النظر عن الدين والعرق واللون والجنس واللغة.

وما يلفت النظر أكثر أن هذه القيمة السامية لم تعد محل جدل أو خلاف حتى بين الزوج وزوجته، والأب وأبنته. لا تلحظ أبدا أن هذه الثقافة السائدة، المقدسة للحرية والحرية الفردية، سوف تعطي الحق للأب مثلاً أن يسلب حرية ابنه أو أبنته لأي سبب من الأسباب مهما امتلك من مبررات دينية كانت أو اجتماعية. الفرد هو المسئول عن نفسه فقط، وهذا هو عين العقل والمنطق في اعتقادي، ومن يعتقد خلاف هذا ليس أراه إلا مزايدا كمن يزايد على أخيه بالقول إني أحب لك ما أحب لنفسي لذا يجب أن تفعل كذا وكذا وإلا فالويل لك ، ثم يقضي عليه وعلى حريته وعلى مسؤوليته عن نفسه لأنه يحبه.

وأثناء زيارتي لأمريكا في شهر يناير 2010 اقتنعت أن قوة أمريكا ( شعب ودولة) مستمدة من الحرية والحرية الفردية. واعني بالحرية هنا الخطوة النهائية التي تكتمل بها حياة الكرامة للفرد والمجتمع كنفخة الروح الأخيرة في الجسد ليحيا. أي أنها تلك الخطوة المسبوقة بسلسلة طويلة من الإصلاحات السياسية والاجتماعية ومتطلبات الحياة الكريمة كحكم القانون المطبق على كل الناس دون تمييز ودون ترهيب بأي قوة غيبيه خارقة، فقط بالقانون الذي يتفق عليه الناس الأحرار ليحكمهم.

تشعر هنا في أمريكا أن الناس أكثر صدقا وأقل نفاقا مع أنفسهم و مع من حولهم ، واشعر في بلدي اليمن أن من حولي أقل صدقا وأكثر نفاقا، لأن أفضلهم يضطر للكذب والنفاق أحيانا مبررا ذلك أن قول الصدق في هذا الموقف أو ذاك قد يؤثر عليك اجتماعيا، وقد يؤدي إلى ضرر غير متوقع ، مع أنه فقط يعبر عن رأيه وعن ما يحب وما يراه صحيحا لنفسه أو لغيره وهو مع ذلك ، ولأنه أفضلهم، يعرف أن الصدق هو لب الأخلاق جميعاً . لكنه يكذب.

تشعر في بلد كاليمن أن الناس لا يعبرون عن أنفسهم ومشاعرهم واعتقاداتهم ببساطة وصدق . فمن لا يمارس الطقوس الدينية، مثلا، يخاف ممن حوله ولا يستطيع أن يقول أنا لا أصلي عندما يدعوه فرد أو مجموعة للصلاة في مقيل، فهو يكذب ومن حوله يريدونه أن يكذب لان الكل يكذب والكل خائف والسبب غياب الحرية. مع أن الحرية هي جوهر الدين، أي دين، فإن لم تكن حرا فلست شيئا يذكر، ومن يجبر على الكفر، مثلا، ليس بكافر، ومن يجبر على الإيمان ليس بمؤمن، وهذه بديهة.

دار نقاش بيني وبين مجموعة من الأمريكيين والأمريكيات حول الإجهاض وهو من أكثر القضايا الاجتماعية المثيرة للجدل في الولايات المتحدة حاليا.

وكان محور النقاش هو فيلم وثائقي أمريكي عرض في مهرجان سندانس 2010الذي حضرته بدعوة من منظمي المهرجان بسبب مشاركتي في إنتاج فيلم وثائقي من اليمن عرض في هذا المهرجان العالمي السنوي.

وجميعنا حضرنا العرض الافتتاحي لفيلم الإجهاض الذي صور في ولاية فلوريدا المحافظة نسبيا والأشد معارضة للإجهاض باعتباره قتل لنفس بريئة مما يغضب الرب ويوجب العقاب .

طرحت رأيي حول الفيلم الذي اجبر كثير من الجمهور وخصوصا السيدات – على البكاء تعاطفا وشفقة مع ضحايا الإجهاض . والفيلم من إخراج سيدتين أمريكيتين بدا واضحا من النقاش معهما بعد العرض أنهما مع الإجهاض رغم أن عملهما كان مهنيا وموضوعيا ومحايدا إلى حد كبير في عرض قضية الإجهاض كما هي في الواقع .

بعد عرض الفيلم بدا أن الكل يرفض الإجهاض من حيث المبدأ، ورأيت كثيرا من الفتيات المشاهدات يجهشن بالبكاء، بعد مشاهدة ضحايا من الفتيات الصغيرات ممن هن أقل من عشرين سنة وكن يتقطعن حزنا, وألما على طاولة العمليات للتخلص من الجنين ، وهي حالات حقيقية حصلت في فلوريدا وثقها الفيلم.

وكان جوهر الجدل ، في أحداث الفيلم وفي نقاشنا هذا، يدور فقط حول وجهة نظر ليبرالية وأخرى محافظة ، ملخصهما هو نعم للإجهاض أو لا للإجهاض فقط ، باعتبار أن الحمل الغير مرغوب فيه سيحصل لا محالة رغم كل الوسائل المستخدمة لمنعه كالعقاقير والواقيات والتعاليم الدينية.

وهنا طرحت وجهة نظر علمانية بعيدة عن موقف الأديان من قضية الإجهاض، وتنظر فقط للإجهاض كعملية إنسانية مؤلمة ومحزنة ومشينة لا يرغب احد في إجرائها ، ولكنه ليس من السهل تجنب الحمل الغير المرغوب فيه الذي يستدعي الإجهاض . فطرحت سؤالي: هل نحن أمام خيارين فقط: نعم للإجهاض أو لا للإجهاض؟! وكنت أعني، أليس من طريقة لتجنب الحمل في غير وقته؟

أجابتني إحدى الصديقات الأمريكيات الجادات ممن يمقتن الفوضى الجنسية التي تؤدي إلى الحمل الغير المرغوب فيه ثم التخلص منه بالإجهاض، قالت: مستحيل رفع وعي الناس حتى يتوقف الحمل الغير مرغوب فيه تماما إلا في حالة واحدة وهي أن يتوقف الناس عن ممارسة الجنس وهذا مستحيل!

وكانت صادقة فيما قالت. فالحمل الغير مرغوب فيه يحدث في كل مكان وزمان ، غير أن الناس والثقافات المختلفة تتفاوت في التعامل مع هذا الحمل ، فمنهم من يلجأ للإجهاض بإشراف طبيب كما يحصل الآن في أمريكا وبلدان أخرى كثيرة ، ومنهم من يقتل الفتاة مع الجنين ويعتبر هذا حلا سليما وغالبا ما يحدث هذا القتل من الأسرة وفي البلدان العربية والإسلامية وبلدان أخرى بذريعة الحفاظ على ما يسمى شرف الأسرة ، وهذه جريمة اكبر بكثير من الإجهاض .

عالية فتاة يمنية تعيش في نيويورك وهي من ساعدتني في التعرف على بعض معالم نيويورك كتمثال الحرية وأبراج مركز التجارة العالمي المنكوبة وتايمز سيكوير وغيرها من المعالم.

تذكرت الشر وشعرت بالحزن العميق عندما وطئت قدمي موقع أبراج منهاتن المنكوبة ، وسرعان ما تذكرت حتمية صراع الشر والخير عندما رأيت برجا عملاقا شامخا يكاد يحل محل البرجين السابقين ويحمل، بتحدي ، اسم برج الحرية.

عالية اليمنية، التي تحمل جنسية أمريكية وكانت تحدثني أحيانا بلكنة صنعانية متقنة لأنها عاشت طفولتها في صنعاء، أخذتني إلى تمثال الحرية حيث التقطنا صورة وتحدثنا على عجالة ، عن حرية المرأة اليمنية ووضعها ،فلم أجد ما أقوله سوى الحزن والخجل .

وعندما حدثتني هذه الفتاة الطموحة، التي زارت أكثر من 42 دولة بسبب تنقل عمل أسرتها ، عن كفاحها وحياتها التي بدأتها باستقلال عن أسرتها في البحث عن عمل لدعم نفسها وأسرتها زادتني حزنا وفخرا في آن واحد . زاد حزني على المرأة اليمنية ووضعها المزري والمخجل ، وزاد فخري بعالية حديثة التخرج لأنها يمنية وتشعر بوضع المرأة في اليمن وتحاول أن تفعل شيئاً ما ، بل أنها زارت اليمن مؤخراً بغرض عمل إعلامي يعالج قضايا يمنية اجتماعية ويهدف إلى الإسهام في التغيير نحو يمن أفضل .

وعن التفتيش في المطارات الأمريكية والرحلات المتجه إلى أمريكا ، بعد المحاولة الإرهابية الفاشلة لتفجير طائرة فوق سماء دتريوت ليلة الاحتفال بعيد الميلاد ،يمكن القول أنك تلحظ التوتر والتوجس والقلق والخوف ليس فقط لدى المسافرين بل أيضا لدى رجال ونساء الأمن ، وتشعر أن الجميع يتذكر ذلك العمل البشع الإجرامي الذي فشل الإرهابي النيجيري المنحرف في تنفيذه.

ويزيد هذا التوتر والتوجس عندما يكون المسافر يمني أو قادم من اليمن بسبب الزيارة التي قام بها ذلك الإرهابي إلى اليمن فدنسها وشوه سمعتها. خضعت لتفتيش وتحقيق خاص لمدة ثلاث ساعات في مطار جون كندي في نيو يورك.

ثلاثة ضباط (رجلان وامرأة ) هم من تولوا التحقيق معي ، وكانوا غاية في الأدب والذوق في التعامل معي وهم يؤدون واجبهم . حاولت أن استخدم كل قدراتي في إظهار الهدوء والاحترام لعملهم وكنت في سري العن المجرمين أعداء الحياة كأمثال الإرهابي النيجيري، ولم القي لوما كثيرا على المفتشين والمحققين .

الضباط الثلاثة لم يضيعوا دقيقة واحدة سدى بل كانوا يسجلون كل ما أقول ردا على أسئلتهم التي طالت حياة أبي وأمي المتوفيين منذ وقت طويل .

وبعد انتهاء التحقيق الذي كان يكتب مباشرة في شبكة الأمن القومي الأمريكي ، اعتذر لي كبيرهم على التأخير وأسدى لي نصيحة مؤدبة .

قال: عندما تغادر أمريكا سنفعل معك الشيء نفسه، سنقضي معك الوقت ذاته، قبل أن تذهب وتصطف مثل أي مسافر . وتجملت منهم أن قالوا لي ذلك، إذ لو لم يقولوا لي لأتيت المطار مثل أي مسافر قبل ساعتين

من الإقلاع، ولفاتتني الرحلة بالتأكيد، لكني حضرت المطار قبل الإقلاع بأكثر من ست ساعات ابحث عن مكتب الأمن وبيدي ورقة منهم مكتوب عليها " خضع للتسجيل الخاص عند الدخول" .

وعندما وصلت مكتبهم وجدت ضابطا مناوبا فسلمت الورقة وشرحت له ما أريد فتمتم بسرعة وابتسم ولم يصغ لما أقول لأنه قد فهم من الورقة التي سلمتها له.

بصمت بالإبهامين والسبابتين ، ووقفت للتصوير وتصوير العينين، ثم قال انتهى الأمر، نتمنى لك رحلة سعيدة. لم يقضوا معي وقتا طويلا كالدخول، ولكني قضيت أربع ساعات أتسكع في أروقة المطار قبل أن اصطف مع الركاب ، واخضع لتفتيش خاص لأني يمني.

أثناء عودتي من ولاية يوتا غرب الولايات المتحدة إلى مدينة نيويورك في الشرق وبعد جلوسي في المقعد المخصص لي في الطائرة اقترب مني رجلان مسافران وقال لي أحدهما قبل أن يجلس إلى جواري من أين أنت ؟ قلت من اليمن .

فرد بصوت مرتفع مصحوب بدهشة وانفعال واضح : من اليمن؟! وكاد يخرج من الطائرة لولا المحاولة الواضحة التي قام بها صاحبه لإقناعه بترك التوجس والخوف. فجلس إلى جواري ولا يزال متوتراً فحاولت أن أبدو وكأني لم اسمع انفعاله الجهوري الذي ربما سمعه العشرات من الركاب بسبب ارتفاع الصوت المندهش وكأني أيضا لم الحظ التشاور السريع بينه وبين صديقه عندما قال لصديقه بصوت جهوري وغاضب هل تعرف ما معنى اليمن ؟ فقال صديقه هيا، هيا لا تكن سخيفاً اجلس، فجلس . وبعد حوالي عشرين دقيقة من إقلاع الطائرة التفت إليه أقول: اسمي ناصر وأعمل صحفياً. هل لي أن اعرف اسمك أيضاً ؟

قال اسمي جون وأعمل صائغ ذهب وهذا أخي يمارس نفس العمل وأشار للشخص الذي هدأ من روعه عندما انفعل في وجهي لأني من اليمن.

وبعد أن ذاب الجليد بيننا وصرنا نضحك و نتحدث عن أمريكا واليمن التي تمنى أن يعمل صائغاً فيها بعد أن أخبرته أن اليمنيات يحببن شراء المجوهرات والتزين بها أكثر بكثير من الأمريكيات.

سألته لماذا انفعلت عندما أخبرتك أنني من اليمن؟ قال إني آسف، ورددها مرارا، إني آسف أني آسف لما جرى .

اللوم على وسائل الإعلام، اليمن كان في مقدمة الأخبار مساءً وصباحاً الأسبوعين الماضيين.أعذرني، أرجوك أن تعذرني لقد صرنا أصدقاء، ولعلي أزورك يوماً ما في اليمن أنا وزوجتي من يدري ؟

قلت أهلاً بكما في أي وقت، الإرهابي النيجيري وأمثاله سيموتون في غيظهم إن نحن الشعوب تحاببنا وتسامحنا وتعايشنا واحترمنا بعض . قال نعم سأزورك يوماً ما وردد هذه العبارة وهو يودعني في مطار نيويورك عندما ذهب إلى مستقبليه وذهبت إلى فندقي .

مهرجان سندانس العالمي للافلام السينمائية يعقد كل سنة في منتجع سندانس في ولاية يوتا التي تبعد عن نيويورك حوالي 4000 كم غربا. حضر المهرجان مشاهير في العمل السينمائي والدرامي والوثائقي من جميع انحاء العالم.

قضايا الأفلام تشمل السياسي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي والأمني وتتفاوت القضايا من البروستريكا في روسيا مثلاً – إلى حركات التحرر في امريكا ، وتتناول شخصيات مثيرة للجدل من جميع أنحاء العالم كبنازير بوتو في باكستان ومؤسس بنك الفقراء في بنجلادش، وتتناول أيضا قضايا مثيرة للجدل كالتفكك الأسري والإجهاض في أمريكا، واللواط في العالم الإسلامي.

عروض المهرجان الذي استمر من 20- 31 يناير، تتم في ثلاث مدن جميلة في ولاية يوتا هي سولت ليك سيتي وبارك سيتي ومنتجع سندانس . وهذه المدن الثلاث ذات طبيعة جميلة وخلابة، الثلج فيها يغطي كل شيء، أسطح المنازل والجبال وحتى السيارات في الشوارع، والناس يستمتعون بهذه المناظر فتراهم يركضون في كل اتجاه ويأتون من كل حدب وصوب.

وفي هذه المدن الجميلة ,واثنا تنقلي بين المسارح المنتشرة في كل مكان وإقبال الناس عليه، كنت أتذكر العبارة الشهيرة: أعطني مسرحاً أعطيك شعباً واعيا، وفكرت وتساءلت متى يكون في اليمن مهرجان للأفلام ومسرح ، ومتى تعود السينما المهجورة ، وسرعان ما خطر على بالي الضجة السخيفة التي يحدثها متنطعون جهلة عندما تزور اليمن فنانة أو فنان لإسعاد الناس.

وتذكرت واقعا حاولت أن أتناساه كي تستمر نشوتي، تذكرت التحديات الكبرى التي تواجه اليمن الآن: تمرد الحوثي في الشمال، ونزاعات الانفصال في الجنوب وبينهما القاعدة الإرهابية المتربصة بالجميع لتحيا بموتنا جميعاً . ومن جديد تناسيت كل هذا وذهبت لمشاهدة احد الأفلام الأمريكية وتركت الأمل في نفسي أن اذهب يوما مع زوجتي لمسرح مماثل في اليمن بدل الذهاب إلى المقيل .

روبرت ريدفورد الذي أسس معهد ومهرجان سند انس للأفلام في 1981، يولي الأفلام الوثائقية أهمية خاصة فقد سمعته يقول : الأفلام الوثائقية تسعى لإظهار الحقيقة. نحن لا نعرف الحقيقة في كثير من القضايا واخشي أن ييأس الناس ويفقدوا الإحساس بأهمية الحقيقية فلا يهتمون بها.

وفي هذه المدن الجميلة التي نتقدمها زمنيا نحن في اليمن بعشر ساعات ، حيث كنا نمسي حينما يصبح اليمنيون ونصبح حينما يمسون، لا اذكر أني سمعت مزمار سيارة غير تلك التي كنا نتصل بها ويأتي السائق حتى يصل الباب فيضرب المزمار مرة واحدة للتنبيه أنه في الباب ، الناس ينظمون أنفسهم صفوفا من ذات أنفسهم في البقالة والمطعم ومحطة القطار وفي كل مكان ، ولا تجد من يغالط كي يكون الأول لأنه مستعجل.

وكثير هم المدخنون هناك ولكنهم يدخنون بخجل تلمسه أنت مراعاة لغير المدخنين وليس فقط خوفا من القانون الذي يمنع التدخين في الأماكن العامة ووسائل النقل .