لاشيء يوقف القاطرة
بقلم/ كاتب صحفي/خالد سلمان
نشر منذ: 17 سنة و شهرين و 22 يوماً
الإثنين 13 أغسطس-آب 2007 05:32 م

مأرب برس - خاص

إهداء.. إليهم وهم يضعون النقطة الأخيرة في صفحة الحكم البليد.. إلى مئات سجناء الخلاص

(1 ) كما لدى الحيوان والطير والطبيعة.. طبائعها.. للسلطة اليمنية هي الأخرى طبائعها.. وغرائبها.

ومن غرائب السلطة أنها لا تريد أن ترى وتسمع وتقرأ.. الوقائع كما هي على الأرض.. بل تأخذها المناعة ضد الفهم بعيدا..عن معطيات تطرح نفسها ...بضوء يفوق نور الشمس ويذهب عميقا في كبد الحقيقة.

هي تحب أن تسمع ما يوافق وهمها.. ويتساوق مع القائد المستبد.

فلا غرو والحال هكذا.. أن يرى إعلام الحكم انتفاضة الجنوب اليوم وغدا تعز مؤامرة.. والتظاهرات المليونية.. من الأعمال الشيطانية الممولة من الخارج( أعداء )لا نعرف من وماذا؟

هل لدى الحكم الذي تمدد تحت أحذية الخارج... وقدم ما يفوق مطالبهم من تنازلات.. هل لديه حقا ( أعداء) وقوى حاقدة متربصة ؟!!

لا أشك.. بل أجزم بلا.

هل لدى الحكم خارج كل الشعب المٌضار به من سياسة العائلة الرعناء.. من يجاهر حكام اليمن بالخصومة؟!! أقطع يقينا بلا.

وهل الوحدة هي محط أنظار التآمرات.. والتمويلات الخارجية؟ .. وهي- الوحدة - من ذبحها النظام من وريد الحلم.. إلى وريد الكيان.. جزما الموتى.. لا يحضون بمجرد إلتفاتة ناهيك عن تآمر.. والوحدة أرادها النظام أن تكون في عداد الموتى.. ثم ماهي تلك الوحدة التي يحولها الحكم إلى حائط ندب ولطم وعمود مشنقة ..يلف على أنشوطها حبل (خنق)أماني انتفاضات كل هذه ألجموع؟!

الوحدة الآن هي الغائب الأبرز.. وشاهد الزور الذي نطالعه في خطابات الرئاسة والقيافة.. وهيافة الإعلام البليد.. وهي الخلاص..الذي أحالة الحكم إلى تابوت.. واراه عميق أرض مطامع الأسرة المالكة الحاكمة.

لم يبق هذا النظام من الوحدة.. سوى ثروة تمول حروبه ضد الشعب.. وتزيّت عضلات أمنه.. لموجبات سلاسة القمع والملاحقات والسجون.

(2) الحكم عصي على فهم كل هذه الإحتباسات الشعبية.. كل هذا الاحتقان.. كل هذا الغضب الكاسح.. هو مهووس بالبحث عن التماثل والتطابق.. بين القداسة وشخص الرئيس..بين الله والقائد الضرورة...بين النبي الأمي.. وصاحب الفخامة الأمي.

لا يريد أن يستوعب.. أن الناس قد بلغت قلوبها الحناجر.. وأن اليقين الذي تملكهم الان بعد طول صبر ومران.. هو أن السمكة تفسد من رأسها.. وأن رأس الحكم هو العطانة بعينها.. وهو أس الفواجع والبلاء.. وأن لا خلاص لليمن.. خارج كشط هذا العنوان العريض الكالح.

(3) يسعى الحكم.. إلى تجميع حملة الدفوف والمباخر.. بحشوهم إلى قصره أو قعره – لا فرق ليتلو عليه هذا الرهط الزائف.. قصيدة كفر.. في وضع من لا يخرج عليه حاملا سيفا وصرخة وحجر.. هو كافر إبن كافر.

يسعى الحكم إلى جمع تشضياته.. وأنصاف الكائنات السوية.. لزوم الخطابة وتضليل الرأي العام.. عن مكرمة الزعيم الرئيس ( أب العائلة) وكبيرها.. الذي يعتقل مناضلي الجنوب

.. ثم لا يلبث تحت أعصارالعاصفة.. أن ينحني بإرتجافات الجبان.. كي يعفو ويغفر ويطلق السراح.. فيما اللهب يحاصره.. ويحرق ما تبقى لديه من ياقة رئاسية... يحرص على ارتدائها.. في مراسيم وداع قريب..

(4)القضية لم تعد تسوية أوضاع بل إصلاح أوضاع.

القضية لم تعد احتواء أزمة.. بل إزالة حكم الأزمة.القضية لم تعد رتبة عسكرية.. ومسرحين وتعويضات وحقوق.. بل محاكمة من مزق الناس وشرذم الوطن.. وخلق كل هذه الضغينة للانتماء.

القضية سياسية جذرها في عائلة حكم صادرت الوطن ونهبت الثروات.. أممت الحقوق.. وأمتد بطشها إلىأمن ودم الناس.. جيوبهم ( وطبلية الطعام).

القضية سياسية بامتياز... تحتاج أولا وأخيرا.. إلى إجتثاث.. ثم إعادة بناء.. إجتثاث الدولة البوليسية المستبدة.. ويناء الوطن الذي لم يبن بعد.

هل فهم صاحب الفخامة صرخة الجنوب الغاضبة الضارية ؟ هل فهمها في سياق رفض نهج مركزية الاستبداد.

أم فهمها في سياقات قوة العادة. التي لا تستطيع أن تتصور.. أن هناك من يرفض حكم سيادته.. وأن هناك من ينتفض على طغيان فخامة بلادته..وأن الخلاص يبدأ..و ينتهي بزوال ليل حكمه البغيض.. لا يهم إن لم يفهم المهم أن من هنا نبدأ.. من هنا نعيد صياغة ووزن المعادلة.. ومن هنا نطوح بعود الحكم الأعوج.. لتستقيم البلاد.. هل فهم فخامته ؟

لا يهم..المهم أن العجلة دارت.. و السبحة انفرطت.. ولا شئ يحول.. دون تمدد ضوء هذا الجمع الهادر صوب كل الوطن.. هل فهم ( بلادته).. لا يهم فقط عليه الآن أن يعد من على سطح قصره الجمهوري (طوافة السفر).. أن يأمر تنابلته بحزم حقائب الرحيل, ولا شيء يوقف القاطرة.