فايننشال تايمز تكشف عن الطريقة التي ستتعامل بها إدارة ترامب مع ايران ومليشيا الحوثي وبقية المليشيات الشيعية في المنطقة عيدروس الزبيدي يلتقي مسؤولاً روسياً ويتحدث حول فتح سفارة موسكو في العاصمة عدن وزارة الدفاع الروسية تعلن عن انتصارات عسكرية شرق أوكرانيا العملات المشفرة تكسر حاجز 3 تريليونات دولار بيان شديد اللهجة لنقابة الصحفيين رداً على إيقاف أنشطتها بالعاصمة عدن محتجز تعسفيا منذ سنه..بأوامر مباشرة من محافظ صنعاء المعين من الحوثيين.. نقل رجل الأعمال الجبر لاصلاحية ومنع الزيارات عنه 3 حلول لحماية صحتك النفسية من الأثار التي تتركها الأخبار السيئة المتدفقة من وسائل الإعلام والسويشل ميديا إحداها لترميم قلعة القاهرة.. سفارة أميركا تعلن دعم مبادرتين في اليمن لحماية التراث الثقافي الكشف عن بنود مسودة اتفاق بين اسرائيل وحزب الله بمقصية رائعة.. رونالدو يقود البرتغال الى ربع نهائي الأمم الأوروبية
مقولة قديمة شطرها الأول معدل من قبلي كما ترون وشطرها الثاني يوضح دائما أهمية وموقع من ابتدأ به الكلام ، ونصها الأصلي يقول " فلان ما يصلي دجاجة خير منه" ، فكل من كان في بدأ الحديث الدجاجة خير منه ...
وسواء كان صاحبنا ما يصلي ولا ما يفكر ففي الحالتين ستكون قيمة الدجاجة أكبر منه ، وصاحب المقولة هذه ذا بصيرة نافذة علم يوم ما أن البيض سلعة سيغالى بها ، مع مراعاة أنها ضرورة لقيام موازين الغذاء البشري، ووقتها كل من ليس له قيمة عملية سيكون أقل شأن من الدجاجة وبيضها الثمين. دعوني أدخل في صلب الموضوع مباشرة، حتى لا أعطي العنوان أكثر من حقه.
منذ مدة حضرت دورات لقريبة لي في التنمية البشرية لكن متدربيها من المعلمين في إحدى القطاعات الخاصة، وبرؤى العين رأيتها واقفة بينهم تمليهم ما تريد، وللأسف تم ذلك وفقا لطلبهم، ثم توقفت فجأة بعدما طلبت منها معلمة إعادة الكلام نصا، لكي تكتبه كما خرج من فمها، فاستشاطت قريبتي غضبا بعدما نفد صبرها من التوقف المتكرر والمستمر لإعادة نصها الذي تقوله " ارتجالا في الغالب"، وقالت : (يا جماعة .. بالأمس أمليتكم كلاما خاطئا ، فقط لأرى مدى توسع مدارككم، وكم منكم لديه سعة للنقاش والنقد وكشف الخطأ، وإذا بي لم أجد منكم من أتى ليجادل في صحة ما قيل ، بل أن ما أخطأت في إعطائكم إياه كان من صلب مجالكم التربوي.. فلا تكتبون كل ما أمليه عليكم فقط ولا تكتفون به، يجب عليكم أن تضعوا بصمتكم الخاصة..) . حدثت جلبة في القاعة وغضب ردا على هذه الخطيئة المرتكبة من تلك القريبة، وتباينت ردود الأفعال ما بين نحن نثق بك ، ونثق بما توظفه الإدارة.. الخ و بين ضوضاء لم أدرك منها أكثر مما أوردت هنا.. فتحدثت هي مجددا وقالت لهم : (( حاولت استفزازكم لعدة أسباب منها أنه لو جاء شخص غيري وحاول دس مفهوم خاطئ ضد فكركم في سياق الحديث لاندس المفهوم دون نقاش منكم، وسبب آخر لكوني أريد أن تصنعون فكركم الخاص ولا تكونون أمعة، فأين موقفكم الخاص من حديثي الذي لا أملك نص لمعظمه وهو اجتهاد كلي مني، ثالثهم إن كانت عقولكم أشبه بالسطل البلاستيك يملئ بالماء ، يملئ بالرمل يملئ بــــ ....، ويقبل أن يملئ بكل ما يملئ به دون مناقشة، فكيف ستصنعون جيل يحمل فكرا ناقدا خاصا به ، يحلل ويربط ويقف موقف المتأمل المشكك من كل شيء حصل له؟! ويجابه بفكره هذا ما يستقيه من الإعلام وكل الوسائل التي تحارب فكره ودينه، إن كانوا معلميه في الأصل "سطول"..
حدث ومر ، وربما بدا موقف المدربة شديدا قاسيا مبالغ فيه، ولكن لو ضربنا الأمثال لصعقنا بمدى كوننا في مهب الريح تقذفنا نفخات أفواه الغرب أينما تريد ، ونحن بين ساخط وميت نتفرج دون وعي منا ودون أن ندرك أننا وصلنا مرحلة الكرة في رجل 11 لاعبا يتقاذفونها بما يناسب خطتهم للفوز.. وبما أننا على ذكر ضرب الأمثلة . هذا مشهد واحد يدل على ما نحن فيه اليوم، وبالتأكيد سيعطينا تصورا يوضح لنا نتاج جيل الغد.
سلكنا التعليمي في خطر شديد، فالثلاثين معلمة التي تعاملت معهم تلك المدربة ما هم إلا عينة من مجتمع يسوده هذا الفكر الجامد المتلقي القائم على إملاء ما كتب كما قيل، على مضمون أن الدين نصا لا فكر، على أساس ومبدأ أن المجتمع يقول لا يفعل.
حقيقة شيء أصابني بالإحباط والغضب العارم إزاء ما نحن فيه في مواجهة انفجار العلم في العالم ، ونحن ما زلنا نناقش المعلمة إلا تنقلين كلما سمعتيه، و لمرة أصنعي فكرك الخاص !!
فلو أن "رسول الأمة الحالي_المعلم_مربي الأجيال وقائدها" أقل قيمة من الدجاجة، فما الذي سيكون عليه حال بقية الأمة ممن سيتربون على يديه ...
وللحديث عن التعليم في وطني بقية ..
* كاتبة اجتماعية من وادي حضرموت