باسندوة صحفيا
بقلم/ فيصل علي
نشر منذ: 12 سنة و 3 أشهر و يومين
الإثنين 13 أغسطس-آب 2012 10:29 م

مقال رئيس الوزراء محمد سالم باسندوة في صحيفة الوطن السعودية يحمل رسائل هامة لرعاة المبادرة والتسوية في اليمن ،أهمها عدم التزام بقايا العائلة بالتسوية والحوار، ومحاولة إعادة إنتاج النظام العائلي من جديد. والرسالة الثانية كانت موجهة لقوى الثورة ولرعاة التسوية ولبقايا العائلة وتحوي بين السطور على "ان لم يتم تنفيذ المبادرة بدون وضع العراقيل وإشاعة الفوضى - نهب وزارة الداخلية اكبر دليل على إفلاس العائلة - فان المسار الثوري سيكمل طريقة بعيدا عن التسويات ورعاة المبادرة" ، يسعدنا ان يكون رئيس وزرائنا كاتبا بدلا من جملة الرؤوساء الذين كان يتم الكتابة لهم عن طريق صحفيين مدفوعي الأجر، وأنا شخصيا انصح باسندوة بكتابة المقالات بدلا عن البكاء المباشر في القنوات.

قد لا يتفق البعض مع باسندوة في كتابة مقال أصلاً وفي صحيفة سعودية، يرون من المفترض ان يكون فعله بديلا لقوله ، لكونه رئيس حكومة وبيده السلطة التنفيذية ، هؤلاء يتناسون انه لا وجود لدولة حقيقة في اليمن ولا وجود لمؤسسات تعمل وفقا للدستور والقانون ،وهذا الأمر ليس وليد الثورة ولكنه موجود و"على عين الجميع" منذ عقود طالت ولم تنته بعد، أما الاعتراض كون المقال في صحيفة سعودية فلا أجد مسوغا له ، فباسندوة أوصل رسالته الى الراعي الأبرز للمبادرة الخليجية عبر صحيفة الوطن السعودية ، أنا لا ابرر له كتابته مقالا فيها ولكنه استخدم الوسيلة الأسرع لإيصال الرسائل المراد إيصالها ، ولمن لا يعلم فالعائلة تحتكم الى السلطات السعودية مباشرة منذ تولي المخلوع الرئاسة في 78 حول اليمن رسميا الى حديقة خلفية للعربية السعودية، ومازالت المعاناة مستمرة للشعب اليمني الذي غيبه المخلوع في الخلف، وما الثورة إلا إعادة اليمن الى المربع الدولي، مع عدم الخصومة مع احد وفتح سياسات جديدة مع الجميع على أساس المصالح المتبادلة بين الدول لا بين العائلة والدول المحيطة والشقيقة والصديقة

بعض المراهقين سياسياً يريدون التسلي بإقالة الوزير الفلاني والعلاني وإقالة الحكومة ذاتها ويرون ان على باسندوة ان يقدم استقالته ، وهم على حالين :الأول أبواق العائلة المحاولين إعادة إنتاجها من جديد، نكاية بالثورة التي ليس لهم مكانا فيها ،ونكاية بأقرانهم في حزب الإصلاح، والثاني بعضا من شباب الثورة المتحمسين والمندفعين الذين يريدون تغيير جذري للواقع وما فتئوا يطالبون بالحسم الثوري ، وهؤلاء اصدق لهجة وإيمانا بالثورة ،الا انهم لا يدركون طبيعة المرحلة والتوازنات في المنطقة، ولا يعترفون أصلا ان اليمن ليس لها وزنا عالميا ،ولا تمثل الا موقعها الجغرافي لقربها من مواقع النفط والشركات العالمية العاملة في استخراجه وتكريره وتصديره وإطلالتها على مضيق باب المندب ، ويريدون القفز على واقع فرضه المخلوع على اليمن برمتها منذ ذهب خلسة لمقابلة سلطان بن عبد العزيز ال سعود( رحمه الله) قبل سنة من توليه السلطة وطلب منه الدعم حال نفذ خطته المشئومة للوصول الى السلطة، فأعطاه الأمير الضوء الأخضر ، وهذا الضوء هو الذي حول اليمن الى مقبرة لليمنيين لاغير.

العودة للمسار الثوري الذي حملته رسائل باسندوة هو النقطة الأهم في المقال، ويجب ان يكون المنطلق منها خاصة مع توقف التسوية وتطاول المخلوع وزبانيته وعلو صوتهم وكأنهم أصحاب حق ، وتهافت بعضا من حمقى ومغفلي الثورة من قيادات بعض الأحزاب والوزراء المحسوبين على بعض الأحزاب للظهور على قناة "عفاش اليوم" الذين يقدمون خدمة مجانية للعائلة مع علمهم المسبق انها تعمل على تسويق مشروع عائلة المخلوع لإعادة إنتاجهم من جديد ،حتى لو تكلموا بمنطق ثوري بحت، لكن هل يجزء قراءة سورة ياسين أمام حائط المبكى؟ اخص بالذكر أغبياء حزب الإصلاح الذين لازالوا غير مدركين ان الثورة أهم من طلاتهم البهية على قناة عفاش اليوم ،وان وجوههم وشخصياتهم المافونة ستسبب شرخا ثوريا بين الناس ، مشكلتهم انهم يظنون الظهور هو من باب قول الحق عند سلطان جائر ، فلا قولهم قول الحق ولا الشاويش مازال سلطانا هو مجرد مخلوعا حائرا يريد العودة عن طريق وجوههم الكالحة، اخص بالذكر محمد ناجي علاو رئيس الدائرة القانونية بحزب الإصلاح وعبد الرزاق الاشول وزير التربية الذي سيظهر قريبا في عفاش اليوم ، لاتهمني أسمائهم وغير مهتم بشخصياتهم الكريمة، ما يهمني المناصب التي يمثلوها سواء في الحزب اللعين الذي انتمي اليه او في الحكومة التي يمثلون فيها حزبنا الذي أضاع خارطة الطريق على ما يبدو وترك قيادته ترعى في الفلاة ،واهم شيء انه حظهم على الإخلاص ونسى ان يقول لهم ان ارفعوا رؤوسكم فانتم تنتمون الى حزب الثورة وأحد أهم مكوناتها على الإطلاق ، وهذه حماقة لا تغتفر حتى لعناتي لاتكفي لعلاج غبائهم المنقطع النظير ، وأجدني في ختام مقالي أشيد بموقف الرجل الشريف الأستاذ عبد الملك المخلافي عضو اللجنة المركزية للتنظيم الوحدوي الناصري الذي قال لا ولم يقبل ان يدنس تاريخه النضالي العريق بلقاء أجوف في قناة عفاش اليوم ، واكرر على منتسبي حزب الإصلاح ان يتعلموا من المخلافي كيف يتخذون مواقفهم بناء على مصالح شعبهم وإستراتيجية ثورتهم