مأرب وصعده ليست أغلى من أبين وشبوه
بقلم/ احمد رناح
نشر منذ: 12 سنة و 4 أشهر و 12 يوماً
الثلاثاء 03 يوليو-تموز 2012 03:43 م

لكأني بالرئيس عبدربه منصور هادي وقد جمع قيادات ومشائخ محافظتي مأرب وصعده ، وقام فيهم خطيبا قائلا لهم : يأ أبنا مأرب لقد عاث سفهاؤكم في الأرض فسادا ، فقطعوا الكهرباء ، وسببوا مشاكل كبرى ، ومصائب لا تعد ولا تحصى ، فكم طفل في الحضانة بسببهم قد توفى ، وكم من مريض بالفشل الكلوي لم يداوى ، وكم طالب في الامتحانات لم يستطع أن يقرا ، كل هذا ولا زالت مشاكل صبيانكم تتواصل وتترى .

أما أنتم يا أبناء صعده وأخص بالقول انتم يا ممثلي الحوثي ، لقد غويتم ولم ترعووا ، وزاد طغيان سادتكم وتجبروا ، فكم قتلوا وأسروا ، وكم من أناس شردا ، ومن أطفال يتموا ، وكم نساء رملوا وأثكلوا ، ومن رجال استعبدوا . لقد اعتقدتم أنه لا أحد عليكم يقوى ، وأن صعدة ملكا لكم لا يبلى ، وأن حكمكم عليها سيبقى .

يا هؤلاء لقد بعثت لكم برسالة واضحة المعالم ، يفهما الجاهل والعالم ، والغبي والمتغابي ، والأحمق والذكي . ألم تروا وتشعروا أن هناك كان ما يسمى بالقاعدة في أبين وشبوه ، وهي أرض الأجداد والأبوة ، فبدأت بهم حتى لا يصبح بينكم وبين الفهم فجوة ، وتعقلوا الدرس عنوة وأن مارب وصعدة ليست أغلى عندي من أبين وشبوه .

واذا كانت المرأة و الطفل من أبين وشبوه نزح ، فلغيرهم لن اسمح ، ولن أتهاون ولن أمزح ، فوحق من رفع السماء ومنح ، وبسط الأرض وكبح ، أن أضرب كل مجرم ومتمرد بالسيف غير مصفح ، ضربة ينخلع لها قلب أشجع فارس ذكره قد لمح .

لقد مسحت بأبين أرضا ، وقتلت القاعدة بشبوة طولا وعرضا ، فلن يكون المتمرد في صعده أوفر حظا ، ولا المخرب في مأرب أقل من القاعدة بغضا ، فجبال أبين واودية شبوة تشهد أني كنت غليظا ، فأخبروا جبال صعدة وأودية مأرب أن قلبي قاسيا فظا ، وأني أبغض التخريب والتمرد بغضا .

تلك هي الخطبة العصماء التي ربما تكون لسان حال الرئيس هادي بعد أن ضاق بهؤلاء الشرذمة المخربة والمتمردة ذرعا ، كيف لا والشعب اليمني اليوم يعاني من مجاعة حقيقية ، ومن فقر مدقع ، وتوقف لعجلة التنمية بشكل كبير بسبب من باعوا ضمائرهم وانسانيتهم ووطنيتهم بثمن بخس دراهم معدودة ، للحاقدين على الوطن ، وعلى ثروته وثورته المجيدة ، التي اقتلعتهم من جذورهم ، وكفت اليمنيين شرورهم . كيف لا وقد كلفوا الدولة والشعب مئات المليارات ، والتي لو وجدت لكفت اليمنيين وحكومتهم ذل السؤال ، ودعمت التنمية في البلد .

نقول هذا ونحن نلوم الدولة على تقصيرها في حماية مستقبل الشعب الغذائي والتنموي ، ولا عذر لرئيس ولا وزير في حماية الوطن والشعب .. ومن لم يفهم بالخطاب ، فبحد السنان يقوَم . فالمجرمون لا يؤمنون بالحوار ولا يعرفون سوى اللغة التي يعملون بها .. ألا وهي لغة القوة والسلاح ، فبهم فأبدأ ولا تتردد ، فإن فساد الرأي أن تترددا ..