عاجل : غدا الأحد أول أيام عيد الفطر في اليمن وييدأ العيد يوم الإثنين في هذه الدول
الجيش السوداني يعلن السيطرة على مواقع جديدة في أم درمان
أطعمة تحارب الشيب المبكّر
برشلونة ضد جيرونا.. موعد المباراة والتشكيل المتوقع والقناة الناقلة
النفط يسجل مكاسب متتالية للأسبوع الثالث وسط ضغوط على الإمدادات
الغارات الأميركية تفتح أبواب الجحيم على الحوثيين في اليمن
الجيش السوداني يعلن عن ضبط أسلحة ومنظومات التشويش ..تفاصيل
قصف متواصل وعمليات جديدة للطيران الأمريكي في 6 محافظات يمنية ..تفاصيل
مقترح جديد لصفقة التبادل في غزة يتضمن إصدار ترامب تصريحا رسميا
حيث الإنسان يزرع الأمل في حياة إيمان وينقلها الى مصاف رائدات الأعمال بجزيرة سقطرى ... حكاية شابة غادرت دائرة الهموم لتلتحق بمضمار النجاح والمستقبل
أولاً أعتذر للمبدعين فلم أعني بالعنوان المعنى الحقيقي للإبداع وإنما المعنى المجازي الذي يدعيه دعاة هذا النمط من الدولة المدنية ، والذين يخادعون الرأي العام بأنهم مبدعون لأنهم سيخترعون دولة مدنية بالمقياس اليمني .
في الآونة الأخيرة وبالتحديد بعد تصاعد الإحتجاجات في اليمن عام2011م وتصدرالمشهد الثوري الشبابي لحركة التغيير اليمنية ، وبروز مطلب الدولة المدنية كأحد مطالب شباب الثورة ، ومع أن شباب الثورة يؤكدون وباختصار على أن هوية الدولة المدنية تقوم على أساس العدالة الاجتماعية والمواطنة المتساوية ونفاذ القانون على مختلف شرائح المجتمع .
من المؤسف أن الرؤية الشبابية الوطنية تلك تحاول بعض الأطراف تكييفها بالطريقة التي تراها ، ومن ذلك أن تعقد مؤتمرات تعني بالترويج للدولة المدنية ، أما المشهد المصاحب لتلك المؤتمرات فهو باختصار إن تحاط قاعة المؤتمر بعشرات من أفراد المليشيا المسلحة المرافقين للشخصيات التي تدعوا للدولة المدنية ، عجيب هل يستدعي الدخول إلى قاعة في فندق عشرات المسلحين وفي موقف يروج فيه للدولة المدنية ، عجيب تلك الدولة المدنية التي يعد الكلاشينكوف سيد الموقف فيها ،عجيب أن يكمّل المشهد بديكور من حملة الشهادات العليا والرموز السياسية ، فهم بذلك يزاوجوا بين العمامة وربطة العنق والكلاشينكوف ، من المؤسف أن يتحول بعض المثقفين إلى أدوات لتمرير قضايا وطنية في غاية الأهمية ، من المؤسف أن يقبل هؤلاء النقاش حول الدولة المدنية وحولهم ترسانة من الأسلحة الخارجة عن سيطرة الدولة ، والعجيب أن تقول إحدى المشاركات لقد حضرت المؤتمر وكنت شديدة الرعب خشية أن يحدث شيء لاسمح الله فيتحول المكان إلى مواجهة مسلحة .
من المؤسف في بلدي أن يتصدى للحديث عن الدولة المدنية والحريات وحقوق الإنسان أشخاص يجولون في شوارع عاصمة الدولة وتحرسهم عشرات السيارات المكشوفة التي يعتليها المراهقون القبليون مشهرون أسلحتهم على المارة ، وغالبية تلك السيارات لاتحمل أرقاماً ولاهوية ، لقد أصبحت حركة هؤلاء في الشوارع العامة تثير الخوف والرعب ، هؤلاء لازالت في فللهم وعماراتهم وفي قلب عاصمة الدولة سجون ومعتقلات ، وقصص هؤلاء في إنتهاك القانون ونهب الأراضي والإستبداد يعرفها الجميع .
أي دولة مدنية يتحدثون عنها وهم اليوم يعتلون أرفع المناصب بالغلبة والقوة ، أي دولة مدنية يتحدثون عنها ومنازلهم ممتلئة بالأسلحة المتنوعة ، أي دولة مدنية يتحدثون عنها ورئيسها الشرعي المنتخب لم يباشر العمل بعد في قصرها الرئاسي ، أي دولة مدنية يتعرض فيها وزير في قلب عاصمتها لاعتداء مسلح ، أي دولة مدنية يتسلم بعض أفرادها ما يسمى إعاشات وإعانات وو...إلخ بالملايين ومن موازنة دولة يقع حوالي(50%) من سكانها تحت خط الفقروتجمع لهم التبرعات في دول الجوار،عجيب أمر هذه الدولة المدنية التي يدعون إليها ، إنها دولة مدنية تمثل نموذجاً جديداً لم يشهد العالم نظيراً لها !!!
أخيراً نأمل من الذين يتصدرون الدعوة إلى الدولة المدنية وأياديهم على الزناد أن يتقوا الله في هذا الشعب ، وأن يتخلوا أولاً عن ترسانتهم العسكرية ومليشياتهم ثم يأتوا للحديث عن الدولة المدنية ، ونتمنى من مثقفينا أن يفكروا ألف مرة قبل دعوتهم لتبرير تلك الممارسات ، وأن لايكونوا واجهة لتضليل الرأي العام .