الصحافة ... أحزان تتجدد
بقلم/ إلهام محمد الحدابي
نشر منذ: 12 سنة و 5 أشهر و 6 أيام
السبت 09 يونيو-حزيران 2012 04:09 م

الكثير من المفاهيم والمصطلحات تحملها هذه الكلمة البسيطة، والكثير من الأفعال نعوله عليها، والكثير من الأدوار تلعبها ، لتغير من مظاهر الحياة بشكل عام ، عبر قدرتها على التأثير في الوعي المجتمعي، وطرق التفكير...

غير أننا لا زلنا إلى اللحظة نراوح ذات المكان ونحن نتعامل مع هذا المفهوم، إما بأخطاء شخصية تبرز من خلال تحجيم هذا المفهوم وحصره في نطاقات ضيقة ، قد لا تخرج عن أتون السياسة، وإنما بسبب القيود والضغوط الخارجية التي تكتنف طريق هذه الكلمة، بحيث لا تستطيع أن تقوم بدورها على أتم وجه بسبب بعض العقبات التي تكتنف طريقها وتعرقل كل من يحاول أن يستخدمها بشكل لائق.

عام جديد يطل على الصحافة والصحفيين، والكثير من الآمال لا تزال معلقة في أذهانهم، عام جديد ويوم آخر للصحافة يزورنا، ونحن لا نزال نعاني من الكثير من الأشياء في أذهاننا، وكتاباتنا، وأوطاننا، غير أن هذا العام يطل علينا بالكثير من الذكريات التي خطتها الصحافة بشكل مشرق على غير العادة، ففي رحلتها السابقة في عالم الثورات العربية، استطاعت أن تقول عبر معتنقيها كل ما خبأته من عشرات السنين، استطاعت أن تكررها في الأحداق(لا) للظلم، (لا للطغيان) ، و(نعم) للشعوب المقهورة، و(نعم) للكلمة الصادقة التي ستفتتح عصر الحرية الحقيقية، ومن أجل أن ترسم بعض تلك الخطوات، ضحت بالكثير من أبنائها الذين يعشقون الحقيقة، ويرومون الوصول إليها.

العام الجديد على إشراقه إلا أنه لا يزال يحوي بعض الرتوش السوداء التي قد تعيق فكرة التفاؤل في عام جديد لحرية الصحافة، فالمحاكم المتخصصة للصحافة والصحفيين لا تزال مفتوحة الأبواب، والمحاكمات الجائرة التي نالت بعض الصحفيين قامت في مرحلة الحرية التي استطاعت أن تقبسها الصحافة في رحلتها الطويلة، وتصريحات الإذن لا تزال لغة التخاطب التي تفرضها وزارة الإعلام حيال أي قلم جديد، إضافة إلى غياب مفهوم الصحافة النزيهة عن كثير من الأذهان، بل أن بعض الأقلام لا تعي من هذا المفهوم إلا حروفاً لا تخرج من إطار التبعية وتمجيد بعض القوى والأطراف السياسية، مما يشل حركة الصحافة ويضيع دورها الحقيقي.

من ناحية أخرى توجد صفحات مشرقة لأقلام عرفت دورها، فهمت الصحافة بمنطق سليم، وساعدوا هذا المفهوم أن يصل لمختلف الجهات والعقول بأسلوب بسيط وواعي، ليساعدوا المجتمع بأفراده على القيام بأدوارهم في البناء والتفكير الفعال.

قد يكون يوم الصحافة يوم من سائر الأيام، لكنه بالنسبة لأي صحفي أو قارئ جيد أو متتبع واعي يوم مهم، حتى نتأمل الملامح الجديدة للصحافة، ونعالج ما ألم بها من قصور ، ونتبنى المزيد من الخطوات التي تساعدنا على نشر مفهوم الصحافة بشكل أفضل ، بحيث لا يمر عام آخر إلى وقد صار للكلمة عالمها الواسع بين أوساط جديدة في المجتمع، وحضورها الحقيقي والواعي لدى مختلف الفئات من البسطاء و الشباب والفاعلين إلى جانب السياسيين ، وبهذا نضمن قدرة الجميع على المشاركة الفاعلة والواعية في المجتمع بناءاً على التفكير لا التبعية المفرطة.