تعز محاصرة وليست وحدها ومن يحاصرها ؟
بقلم/ محمد عبدالله القادري
نشر منذ: سنة و 3 أشهر و 18 يوماً
السبت 15 يوليو-تموز 2023 04:54 م
 

3000 يوم وميليشيات الحوثي الإرهابية تحاصر تعز ، كأطول مدة عملية حصار داخلي بمعركة عسكرية بتأريخ الكرة الأرضية.

وجميل جداً أن نُظهر قضية حصار تعز ، ولكن يجب أن لا نغفل المناطق المحاصرة الأخرى لنضيع في الأساس قضية حصار شاملة يمارسها الحوثي والتي تتطلب أن نستخدمها لصالحنا بالطريقة المطلوبة ، ومثلما يحاصر الحوثي تعز يحاصر أيضاً الضالع ومأرب وغيرها. الحوثي يحاصر الضالع : وممكن أن نستخدم هذا الأمر لإظهار قضيتين الأولى تخص إب والثانية تخص الضالع.

قيام الحوثي بقطع الطريق المؤدي من مدينة إب ميتم الفاخر إلى قعطبة والضالع ، وقطع الطريق المؤدي من دمت إلى مريس وقعطبة ارتكب جريمة حصار داخلية بحق أبناء إب والضالع. حسب التقسيم السابق فإن مديريتي دمت وقعطبة كانتا تتبع إب ، أبن مديرية دمت التي يسيطر عليها الحوثي بدل أن يصل خلال مدة عشر دقائق لمنطقة مريس المحررة ، بعد قيام الحوثي بقطع الطريق بين دمت ومريس أصبح ابن دمت إذا أراد أن يذهب إلى مريس راكباً على وسيلة مواصلات فعليه أن يتجه من دمت نحو النادرة ويريم ومدينة إب والحوبان وطريق عدن حتى الوصول لعدن والاتجاه للضالع ثم قعطبة ومريس ، بمدة تستغرق عشر ساعات بدل أن كانت عشر دقائق عبر طريق دمت قعطبة.

ابن مديرية السبرة بدل ان يصل لقعطبة خلال ربع ساعة عبر طريق الفاخر ، قيام الحوثي بقطع الخط جعله يتجه نحو مدينة إب ثم خط تعز عدن والاتجاه للضالع ثم الوصول لقعطبة ، وكذلك أبناء قعطبة ومريس إذا ارادوا أن يتجهوا لدمت والسبرة ويريم ، بعد قطع الحوثي للطرق جعلهم يتجهوا نحو عدن وتعز.

حسب التقسيم الأخير ، فإن مديريتي دمت وقعطبة تتبعان محافظة الضالع ، بدل وصول ابن مديرية دمت إلى مركز محافظته في سناح خلال ربع ساعة ، فإن قطع الحوثي لطريق دمت مريس الضالع جعله يتجه نحو يريم والنادرة ومدينة إب والحوبان تعز ولحج ثم الاتجاه للضالع بمدة سفر ثمان ساعات. أيضاً يجب أن نُظهر أن قطع الحوثي لتلك الطريق يعتبر قيامه بمحاصرة أبناء الجنوب من الوصول إلى الشمال ، وهو الأمر الذي لم يقم بمثله أبناء الجنوب الذين لم يقوموا يوماً بقطع أي طريق تحد من وصول أبناء الشمال للجنوب ، مثلما لم تقم الشرعية والتحالف بقطع أي طرق داخلية تربط السير بين المحافظات وداخلها.

أبن منطقة الضالع بدل من أن يصل لصنعاء بسرعة عبر طريق يريم صنعاء ، فإن قطع الحوثي للطريق بين دمت ومريس جعله يتجه من الضالع نحو عدن ثم تعز وإب ويريم حتى يصل إلى صنعاء بما يعرضه لمشقة في السقر وزيادة الكلفة المالية. هناك مراكز علاج تتصدر المستوى الأول لا تتواجد إلا في صنعاء ، والذي يتطلب أن يذهب الناس إليها من المناطق المحررة. مثلاً مستشفى المغربي للعيون في صنعاء هو الرقم الأول في العلاج بهذا الجانب على مستوى اليمن ، يضطر الناس الذهاب إليه من المناطق المحررة ، وقطع الحوثي للطرقات ولد معاناة لدى المرضى الذين يتجهون من خط الضالع يريم. الحوثي يحاصر مأرب :

هجومه الأخير عليها جعلها بوضع محاصر يشبه تعز ، بل أدى ذلك للفصل بين حريب ومركز المحافظة ، وجعل التنقل فيه صعوبة والحاجة لسلك طرق بعيدة بعد ان كان التنقل بسهولة وحرية من حريب إلى مركز المحافظة وغيرها. بالأضافة إلى أن الحوثي يحاصر أبناء عدة قبائل من التنقل والخروج والزيارة إلى المناطق الخاضعة لسيطرته. أبناء قبيلة عبيدة يختطف الحوثي أي شخص منهم يذهب إلى صنعاء أو أي مناطق تحت سيطرته ، وهناك مختطفين لدى الحوثي لم تذهب لزيارتهم في صنعاء سوى النساء اللاتي اضطررن أن يتجمع عدد منهن ويركبن مع الماشي حتى يصلن صنعاء لزيارتهم ، أما الرجال فلم يتجرأوا لأن الحوثي سيختطفهم. من الذي يقوم بعملية الحصار ؟ من يحاصر تعز والضالع ومأرب وغيرها ليس الحوثي فقط ، انما يشاركه المجتمع الدولي. تواطؤ الأمم المتحدة ومجلس الأمن وعدم ارغامهم للحوثي بفتح الطرقات طيلة ثمان سنوات يدلل على شراكتهم معه في الجريمة ورضاهم بما يصنع. كيف يتم رفع الحصار ؟

ليس بالمطالبة بفتح الطرقات ، فهذا أمر قد انتهى وقته ولا جدوى منه بعد كل الرفض والتعنت الحوثي. بل هذا حل مؤقت سيعود بالمشكلة مرة الأخرى ، واذا فتح الحوثي الطرق اليوم فسيعود لإغلاقها مرة أخرى ، والحل أن يكون رفع الحصار بإنطلاق عملية تحرير عسكرية منطلقة من حجة الحصار الموجود وتوجهها كسبيل وحيد لرفعه ، وهكذا عادة الحروب العسكرية يتم رفع الحصار بعملية عسكرية.

الحصار الذي يفرضه الحوثي على تعز وغيرها وتواطؤ المجتمع الدولي معه ، التعامل الناجح والمطلوب نحوه يجب أن نتخذه كحجة لانطلاق معارك تحرير ويتم رفع الحصار عن تعز والضالع من تحرير إب . أما انك لا زلت تطالب بفتح الطرق بعد ثمان سنوات حصار وتعنت حوثي ، فهذا غباء يا أبني. يجب أن ننتقل لمرحلة إدانة الحوثي والمجتمع الدولي معاً ، بدل من ادانة الحوثي فقط.

ويجب أن نتجه نحو التحرير العسكري بدل من وهم فتح الطرقات التي أخذت مدة كافية دون أن يقوم الحوثي بتلبية الاتفاقات ويلتزم بتنفيذها.