لو تكلمت الجبال
بقلم/ أحمد غراب
نشر منذ: 12 سنة و 11 شهراً و 7 أيام
الإثنين 28 نوفمبر-تشرين الثاني 2011 04:06 م

جبل صبر: قم يا نقم. يعز عليّ أشوف تعز العز تحترق وأنا أتفرج كأني عاجز أو مشلول.

جبل نقم: صبراً يا صبر. لا تشكي لي أبكي لك، قد الحصبة أعظم من “قندهار”، وهائل تقل “كابل”.

جبل الصمع: الطيارات بتقصف ليل نهار على أرحب ونهم؟

جبل خنفر: وأبين من يساعده؟ كلا يضرب فيه ويقول “القاعدة”.

جبل القلوعة: حتى عدن لم تسلم!! حروب متقطعة مع الحراك، وعبوات ناسفة وتفجيرات.

جبل ضبوة: الضرب كله فوق تعز، حتى الأطفال والنساء لم يسلموا.

جبل براش: وأزيدكم من الحرب بيت، حرب في صعدة بين الحوثيين والسلفيين.

جبل ربي: يا ربي كل هذه حروب؟

سمارة: ولسه بيقولوا حرب أهلية !! قل حرب عالمية!!

بعدان: الحرب العالمية شوطين، عندنا أصغر حرب ستة أشواط.

ردفان: ضبحت من الوقفة أشتي أتحرك.

عمار: قدك أبو الحراك كله.

ردفان : تذكر أيام الجبهة كنا نهز الدنيا هز.

عمار : الله لا رجعها.

ردفان: كلامك صح، مافيش أقسى من أن الأخ يرفع سلاحه على أخيه، وعلى أيش؟

الحديد: مع أني جبل لكن أحس نفسي أفلت لداخل حفرة والحفرة ولا خلصت.

شمسان: أيش بتهم التلال من غير غداء؟ وإلا الهضاب ع تموت من الجوع؟! وإلا الكهوف ما بش معاهن كسوة العيد؟

جبل حبشي: نفسي أشوف ثورة واحدة يشملني خيرها، كم يا ثورات مرت ما وصلني منها مشروع واحد.

الثعالب: خوفي على الربيع العربي.

الكور: من أيش؟

الثعالب: يوصل لليمن ويبقى التبيع العربي وأحلام الشباب يستولي عليها أصحاب المصالح والمشاريع فيأكلون من ورائها الكفتة والكباب ويأكلون الشعب الدمار والخراب.

صيرة: علشان نكون واضحين، بعدما ربك يفرجها كل جبل يروح لحاله “اللي شبكنا يخلصنا”.

الشرق: على ايش تطوس يا صيرة لا عدن بالهندول ولا الحديدة بالاسكول كله محصل بعضه.

صيرة: أصحابكم لا خلوا فيها هندول ولا اسكول .

سحار: سنعلن صعدة دولة مستقلة.

شمر يرعش: سنعلن دولة خبانستان على غرار كردستان العراق.

قمران: دولة حضرموت ستكون الأكبر في الجزيرة العربية.

اسمعوووا ، نقسم نصين وبعدين أصحاب الشمال يقسموا على ما يشتوا وأصحاب الجنوب يقسموا على ما يشتوا.

ليش ما ندخل حلف الناتو معنا شريك برأس المال؟

حلف الناتو مشغول في ليبيا وبعدين أسعارهم مرتفعة، خسارة ليبيا أربعمائة مليار.

مليه شوفوا لنا حلف رخيص ولو قديم من حق الاتحاد السوفيتي.

معاهم حلف وارسو بس قدوه “مذحل”.

ما دام الأحلاف معدومة، كل واحد يحلف يمين “طلاق” ويريح له.

كم لك جبل هل حصلت في هذه البلاد واحد يمارس رياضة تسلق الجبال ؟!

كلهم متسلقين كراسي!!

جبل النبي شعيب: هؤلاء عيال آدم ظلومين جهولين!! ربك عرض علينا الأمانة فتبرأنا من حملها ونحن جبال، وهم حملوها بدون تفكير في العواقب، فيا عجباه على الذين يعتقدون أن الجلوس على الكرسي نعمة والتخلي عنه نقمة ويتناسون أنه أمانة وغالباً ما يكون خزياً وندامة يوم القيامة.

من شدة ما يعاني الشعب اليمن شعرنا به مع أننا حجر وجماد، حجارة الجبل تتشقق فيخرج منها الماء، تهتز وتهبط من خشية الله، وقلوبهم أشد قسوة من الحجارة، ما يهمهم إلا أنفسهم ومصالحهم، ما همهم وطن ولا شعب، من عاش عاش ومن مات مات.

عطروا قلوبكم بالصلاة على النبي..

اللهم صلِّ وسلم وبارك عليه.

ghurab77@gmail.com