الرابحون والخاسرون من فوز ترامب.. محللون يتحدثون حماس تعلق على فوز ترامب.. وتكشف عن اختبار سيخضع له الرئيس الأمريكي المنتخب هل ستدعم أمريكا عملية عسكرية خاطفة ضد الحوثيين من بوابة الحديدة؟ تقرير اعلان سار للطلاب اليمنيين المبتعثين للدراسة في الخارج بعد صنعاء وإب.. المليشيات الحوثية توسع حجم بطشها بالتجار وبائعي الأرصفة في أسواق هذه المحافظة شركة بريطانية تكتشف ثروة ضخمة في المغرب تقرير أممي مخيف عن انتشار لمرض خطير في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي في اليمن أول موقف أمريكي من إعلان ميلاد التكتل الوطني للأحزاب والمكونات السياسية، في اليمن تقرير أممي يحذر من طوفان الجراد القادم باتجاه اليمن ويكشف أماكن الانتشار والتكاثر بعد احتجاجات واسعة.. الحكومة تعلن تحويل مستحقات طلاب اليمن المبتعثين للدراسة في الخارج
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله،
مستعيناً بالله أولا ثم نتيجة اطلاعي على مجموعة من الكتب والموسوعات التي تتحدث عن هذا الموضوع سأحاول عبر سلسلة مقالات عرض خلاصة مختصرة للأسس والأساليب والطرق والتكتيكات التي ابتكرها النبي صلى الله عليه وسلم لتأسيس أقوى جيوش العالم في ذلك الزمان، ومدى تفوقها على أحدث طرق وأساليب إدارة الجيوش في العصر الحديث التي هي في الأساس مستمدة منها.
ولاهمية الموضوع خاصة وبلادنا يخوض حرباً ظالمة فرضت عليه من الداخل عبر مليشيات الحوثي ومن الخارج إيران وأعوانها.
وارجو من الله ان يستفاد من كل ما جمعته ليسهم في بناء حيش وطني يمني قوي قائم على أسس علمية سليمة. والله من وراء القصد.
في المفهوم الحديث يُعرّف فن الحرب بأنه: "مجموعة من المعارف المتعلقة بالصراع المسلح الهادف لتحقيق ما عجزت الوسائل السلمية عن تحقيقه،
وتقسم هذه المعارف إلى ثلاثة أقسام،
1 *- الاستراتيجية*
هي التي تعالج أنواع العمليات الحربية وأساليبها الضرورية لإنجاحها،
2 *- فن العمليات*
هو الذي يعالج تحديد فكرة العملية أو العمليات ووضع المخططات اللازمة لاستخدام القوى وحشد الإمكانيات الضرورية لتنفيذ فكرة العملية،
3 *- التكتيك أو التعبئة* .
هو تحديد فكرة العملية وأسلوب تنظيمها وطريقة تنفيذها وفق مخطط العمليات، حيث تنظيم التعاون بين الأسلحة والقوى المشتركة في المعركة". مقتبس من موسوعة فن الحرب الإسلامي، بسام العسلي ص13- 19.
من المعلوم أن العلوم العسكرية تطورت بتطور الصراع بين الأمم، وحينما ينظر المواطن العربي اليوم إلى واقع القوى العالمية وانتشار قواتها في العالم يتبادر إلى ذهنه عدة أسئلة ملحة متعلقة بماضيه وتاريخه، وهو الماضي الذي عرف فيه المسلمون معنى الحضارة، ومعنى الدولة وتلك الأسئلة هي:
كيف انتشرت الجيوش في تاريخنا الإسلامي؟
هل عرفت تلك الجيوش بعض هذه المفاهيم الحديثة من تطور العلوم العسكرية؟
ما هي الوسائل والتكتيكات التي وضعوها لأنفسهم لتحقيق أهداف الحروب أو ما عجزت عن تحقيقه الوسائل السلمية؟
كيف كانت عقيدة الجيوش في ذلك التاريخ المتقدم من عمر حضارتنا؟
كيف تعاملوا مع الشعوب أو "المدنيين" بتعبير عصرنا الحاضر؟
تبدو هذه الأسئلة مهمة أيضًا في ظل تطور الجيوش في منطقتنا العربية، وفي ظل تغير المفاهيم العسكرية والأخلاقية، وأيضا في ظل تغير الخارطة السياسية في العالم حيث أضحت الجيوش في العالم الإسلامي ودول العالم الثالث مرتبطة أيديولوجيا بحماية "التراب الوطني" أكثر من كونها جيوش "إمبريالية/توسعية" أو "كولونيالية/استعمارية" كما في تصور دول العالم "المتقدم" حيث لا تزال فكرة الإمبراطورية مسيطرة على العقل الجمعي للقادة والساسة والمفكرين على السواء في تلك الدول.
يتفق كثير من المؤرخين العسكريين على أن العرب المسلمين أسهموا في تطوير فن الحرب، "وقد يكون دورهم في تطوير هذا الفن أكثر أهمية مما أحدثوه من تطور في مختلف المجالات الاجتماعية من أدب وفن وعلم"[2] كما يقرر بسام العسلي في موسوعته المهمة "فن الحرب الإسلامي".
هذا الرأي من بعض المؤرخين العسكريين قائم على حقيقة لا تزال تدهشهم وهو كيف أزالت الجيوش الإسلامية أكبر دولتين عرفهما العالم القديم "فارس وبيزنطة"؟ وكيف تمكنت قوات المسلمين من الانتشار من حدود فرنسا وإسبانيا غربا إلى الصين شرقا مع فرض السيطرة على البحر الأبيض المتوسط؟
لعلنا نتوقف عند هذا الحد ونواصل الحديث حول الموضوع في المقال القادم ان شاء الله