احمد الحبيشي ..محطات ولقطات ..
بقلم/ الحاج معروف الوصابي
نشر منذ: 16 سنة و 8 أشهر و 10 أيام
الأحد 24 فبراير-شباط 2008 08:18 ص

مأرب برس – خاص

كنا أصحاب وصاب وهذا الحي من العرب –حبيش- في سجال على معترك الحياة ، فرشوا البسطات ، فبسطنا العربيات ، زاحمونا على البقالات فسبقناهم إلى أسواق القات ، أخذوا المطاعم ، فاتجهنا إلى البوفيات ..إلى ان قال عنا حكيم ريمة كليهما في المحصلة سواء كركبتي البعير ، لا يفضلونا بأمر إلا شرفنا عليهم بغيره ، حتى ظهروا علينا أخيرا بأحمد الحبيشي فكان هذا المسمى اشد علينا مما لو سبقونا بألف عربية وعشر بوفيات ، فأصبحوا به علينا يتطاولون حد السماء ولم يعد عليهم عند الآخرين مغمز أو أي طرف لنكتة كما جاء للعرب بشان نمير أو قبيلة الناقة ..

وبعد فقد....

أوقع الخبثاء بيني وبين عميد الحرف والقلم ، صاحب الراية والعلم ، أسد الغابة وثعلب الحضر والبادية ، صاحب أعلى هامة وأعجب ابتسامة ، المتعدد كا لطيف ،ذو الكم والكيف ، ولسانا أحد من السيف ، الجامع إليه الصرتين من بني اللونين الأبيض والأحمر ، ومن امتدت يداه إلى بني الأصفر، البروليتاري الليبرالي ،البرسترويكي الاستاتيكي ، الديالكتيكي البرجماتيكي ، أمير البيان ، وعجيبة الزمان ، ولي الرحمن ، مولانا الحجة وآية الله العظمى دام ظله ، وطاب ذكره في الدارين الإمام احمد الحبيشي.

ذهب الواشي إليه ، وأوهمه أني عليه ، بتلك المقالة –ا http://marebpress.net/articles.php?id=3310 – التي كان هو عنوانها ، همسه الخبيث ووشوشه أن الحاج معروف عاجله فيها بضربة من يمينه على حين غرة ، فاقتلعه من سرجه ، وألقى به أرضا على مشهد من الملا والنخبة حتى امتدت أعناق الخفرات من الخدور ضاحكات في ذهول ، مشفقات مما حصل ...

ثم أن مولانا الحبيشي انتفض باحمرار الحدق وانتفاخة الودج وأعلن في الحال الثار وعلى نفسها جنت براقش ، ولما لم يجد للحاج معروف ممسك أو هفوة من طرف ،اتجه في طلب المنازلة مع الحاجة زينب الغزالي رحمها الله ومع التنظيم الدولي للإخوان في مختلف الأقطار والبلدان .. http://www.almotamar.net/news/54330.htm

وأعاجل هنا قبل أن يستوي عليهم بجلبته وصراخه وزعيقه الذي يصم الآذان ، وقبل أن يهد عليهم السقف والبنيان ...فأبين للنخبة والصحبة ،والخاص والعام ولذوي التيجان ، وللخبير والرفيق والأحمر والأبيض ولبني الأصفر ، أن الحبيشي صديقي وأخي وشيخي ومولى الطريقة ، وهو العفيف الحر الباحث عن الحقيقة ، الذي ما قال لا حتى في تشهده ...لولا الحاجيات والظرف ما زلت له قدم ..

وأن ما قيل عني بحقه دسيسة وزورا ، وبهتانا ، وكل الهدف هو إعمال الوقيعة بين الحاج والرفيق ، وكل الذي كان أني مدحته ، ورفعته وأبنت لهم أين موضعه ومقامه ، سقته إلى الناس ببناني وحسبي من بياني ، بزفة متواضعة كحجمي بين القوم ، افخر بها واحتسب عندا لله اجري ثم من الناس الدعاء .

فحسبي أن أدل الناس عليه ،ولو أن أشير إليه ، ليلتقطه المؤرخ من هناك ، ويستلهمه الشاعر من هنا ، والثالث الناقد ، والرابع المسرحي والمخرج والقارئ الخامس ...أن بن خلدون والمتنبي والحلاج وبن عربي وماركس وادم سميث ،وهنتجتون وحسنين هيكل ،وفيروز وعبد الحليم ...مجمع وتشكيلة اختلطت ثم مزجت فكانت أعجوبة الزمان الثامنة في هذا الحي من العرب ، ومكمن السر والمفتاح في فك شفرات تلك الابتسامة..

وأما الحاج معروف غفر الله له ولوالديه ، وأسدل عليه ستره هنا وهناك حيث إلا رحمته ، فهو اقل من أن يعرف أو يشار إليه ، لا حظ له أو نهم لدى الجهة والرتبة ...يقر بملئه بمنزلة ومقام الإمام الحبيشي صاحب الصرتين ،المخمس اليدين ، وانه لا مجاراة معه أو سواء ، فشتان بيننا كما بين الثريا والثرى .

خلده الله في منزلته ، وبيض له وجهه ، واقر عينيه ،وفتح الله عليه أبواب كل شيء ، وأفرحه بحياته وجعله عند السلطان بمنزلة البرمكي من هارون .

إنما الذي خدم الواشي وساعده في التدليس على مولانا حتى صدقه فقام يطلبني –ثارا-عند الإمام البناء وقطب والحاجة الغزالي وجيل تلك المرحلة هو أن ملابسات وملاسنات تاريخية كانت تحصل بيننا في وصاب مع إخوتنا في حبيش كما يجري ذلك في أكثر أحياء العرب على سبيل أينا اسبق في الفعال أو المفاخرة اليكموها موجزة..

كنا أصحاب وصاب وهذا الحي من العرب –حبيش- في سجال على معترك الحياة ، فرشوا البسطات ، فبسطنا العربيات ، زاحمونا على البقالات فسبقناهم إلى أسواق القات ، أخذوا المطاعم ، فاتجهنا إلى البوفيات ..إلى أن قال عنا حكيم ريمة كليهما في المحصلة سواء كركبتي البعير ، لا يفضلونا بأمر إلا شرفنا عليهم بغيره ، حتى ظهروا علينا أخيرا بأحمد الحبيشي فكان هذا المسمى اشد علينا مما لو سبقونا بألف عربية وعشر بوفيات ، فأصبحوا به علينا يتطاولون حد السماء ولم يعد عليهم عند الآخرين مغمز أو أي طرف لنكتة كما جاء للعرب بشان نمير أو قبيلة الناقة ..

لكن رحمة الله كانت إلينا اقرب حيث تضخم هذا الحبيشي وانتفخ فلم يعد بالحجم الذي تسعه حبيش إذ امتلأ به القطر والإقليم فمحيط الجوار ثم ظل ينتفخ وينتفخ حتى وصل إلى الذي يحده جيفارا وكاسترو ولينين وماوتسي تونج من جهاته الأربع..

هنا خف علينا أبناء وصاب فلم يعد لهم وحدهم ، فمن حقنا ومعنا كل الأممين في العالم أن نتملكه كثروة انسانية .

ودعوني هنا اقترب من هذا الفطحول رويدا رويدا فأجليه لكم ..

تكامل المنهجية

المأخذ الذي يحسب دائما على أهل التنظير هو في بقائها –النظريات- معلقات في سماء المثالية ، بحيث يقل أصحابها في الوزن عند التقييم لعدم تمثلهم بها من الناحية العملية وتحولهم إلى قدوات يجمعون بين القول والعمل ..

إلا الحبيشي الذي لا يعرف عنه انفصام بين النظري والعملي ، هذه الحبيشيات من النظريات والعمليات من الصعب على مثلي الإلمام بها ، إذ تحتاج إلى فريق عمل أكاديمي متعدد التخصصات والجهات ترعاه لجنة معنية يصدر بها قرار جمهوري ..

أما دوري هنا فهي إشارات ليس أكثر أضعها على بساط البحث والدراسات .في عناوين عريضة تدل على نفسها للباحث والمؤرخ والمثقف المتعدد.

أولا: راديكاليته وأيدلوجيته التي لم تزل بشان الإسلام السياسي :-

فانه رغم الوفاق أو الشبه ائتلاف الذي شهدته المرحلة منذ فترة قريبة بين التيارين الإسلامي والعلماني على قضايا عاجلة أبرزها التنمية والديمقراطية والحريات وقضايا المجتمع المدني المختلفة وما نجم عن ذلك من مراجعات بشان الخطاب والآخر ...

إلا أن الحبيشي المؤدلج بمفرده لم يزل يتأبط ثورة وانقلابية ويتفجر أيدلوجيا ونضال ..

زملاءه وكل صفه الذين رضعوا معه من نفس اللبان قد ولوا عن وجهته التي ما زال موليها ، ويقولون عنها مفردات وقيم استهلكت وانتهت صلاحيتها ، وانه بمفرده الاستثناء الذي بقي على تلك المعزوفة.

ثانيا : برجماتيته تجاه السلطة والنظام :-

يتسم بمغنطة فائقة مع السلطة ، وفي تلون الايدولوجيا وهي تعمل، في حيوية عجيبة وعلى أساس من الغاية تبرر الوسيلة كموجه نظري يعد من الثوابت والمنطلقات لتحقيق المقاصد النهائية لمسيرة النضال كتكتيك لا بد منه بين يدي الاستراتيجسية.

ثالثا: قوة الحوار وحدة المشاكسة كنموذجه مع سلطان البركاني في الجزيرة معاكس ..

بحيث لم تشهد قناة الجزيرة في حلقات برنامجها الشهير (الاتجاه المعاكس ) لقاء من حيث مستوى الحدة ومنسوب طفح الأعصاب كا لذي حصل بين الحبيشي والبركاني في ذات ثلاثاء فبعد أن بدأت العيون تلمع وأخذت الألسن نصيبها من القصف ورذاذ الأفواه يتطاير ويعمي على فيصل القاسم استعدا بالأيدي هنا حل القاسم في الوسط وأوقف البرنامج من لحظته وساعته في سابقة أولى للبرنامج سببها معركة يمانية ذات امتدادات تبعية ، ولم يكن الحبيشي يومها إلا غراس ايدلوجيا ونبت نضال عملي..

ثالثا :نضاله تجاه القبيلة والشيخ عبدالله باعتبار ذلك عنده أهم قلاع الرجعية وعقبات الثورة والنضال ،ولا ضير عند الحبيشي أن يتخطى الرقاب ويقتحم العقبة إن كان ذلك في سبيل الفكرة والاعتقاد وما تمركس عليه ، ومن ثم كانت مقالته الشهيره في افتتاحية صحيفته أو على صدرها التي نالت من الشيخ رحمه الله بشجاعة منه لم يبلغها احد وبدوي اهتزت له اليمن بكاملها غضبا وحيرة ودهشة ..

يومها أرادت العصيمات أن تقف على الخبر وتبحث فيه على طريقتها ، إلا أن الشيخ رحمه الله اخذ على يدها وحال دون ذلك فقد كان رحمه الله اعلم الناس بمكانة الحبيشي وقيمته وارتفاع رصيده.

رابعا : صبره وجلده في تحمل اللكمات والضرب في سبيل الفكرة ومشروع النضال ..

فلا يخفى انه وعقب انضمامه للمؤتمر ورغبته أن ينفخ فيه من روحه الحياة ، وان يجعل منه نموذج آخر للتحديث وحضور الايدلوجيا وقف التقليديون أمامه في الخط إلى أن ضربوه ليس على غفلة بل على مشهد من الخلق حتى احتضنه الفراش لأيام فغشيه ما غشيه ، لكن الحبيشي لم يخور أو ييأس بل جعل من تلك جرعة دافعة لحركية أخرى لا تتوقف أو تنتهي ولا تزيدها اللكمات والرفسات إلا قوة ومضي بل وانتفاضة..

وليس آخرا ...

وبدورنا ندعوا الجهات الرسمية والمختصة بسرعة توثيقه في عدة محطات متتالية لمعرفة هذا العلم أكثر ، وان لا يسمح لعابث أو دخيل غير ضليع بتوثيقه حتى لا يفسد علينا اللحظة وعلى الأجيال التاريخ .

وليشهد هو بنفسه ما دام حيا حملة توثيقه فينبه إن حصل خطا أو إهمال أو تراخي أو تقصير ، على أن يتم التوثيق ضمن سلسلة قوية من حيث المتن والسند وقوة الضبط ..

وكم نتمنى لو تقوم الجهات المعنية باستدعاء فريق ألماني من الآن لإعداد معامل في داخل اليمن لتحنيطه بعد موته ، فيعز علينا كثيرا إن اخذ للخارج لعمل التحنيط فضلا عن وجود مخاوف بشان سرقته في إطار الحرب الباردة بين طرفي الحضارة أو ما يسمونها صراع الحضارات.

Wesabi111@gawab.com