إضراب شامل في تعز احتجاجًا على تأخر صرف المرتبات ارتفاع ضحايا حادث تحطم الطائرة المنكوبة في كوريا إلى 127 قتيلا دولة عربية تسجل أكبر اكتشاف للغاز في عام 2024 الكويت تعلن سحب الجنسية من 2087 امرأة إنستغرام تختبر خاصية مهمة طال انتظارها حملة تجسس صينية ضخمة.. اختراق شركة اتصالات أمريكية تاسعة اشتعال الموجهات من جديد في جبهة حجر بالضالع ومصرع قيادي بارز للمليشيات الكشف عن إستراتيجية جديدة وضربات اوسع ضد الحوثيين قد لا تصدقها.. أطعمة خارقة تقاوم الشيب المبكر وتؤخر ظهور الشعر الأبيض مليشيا الحوثي تنقل الدورات الثقافية الى بيوت عقال الحارات وتفرض على المواطنين حضورها
هكذا قال الأستاذ علي الخميسي- وهو يتحدث عن كتابات الحبيشي: " أحمد الحبيشي - الذي لا يعرفني ولا اعرفه شخصيا - كاتب وباحث شجاعومفكر يمني يحاول عبر الكثير من الكتابات التي قد نتفق أو نختلف معها كسر قاعدة المألوف أو المحظور النقدي الذي يتبناه الفكر الآخر " هذا ما قاله بالضبط ثم ما لبث أن منحه وسام بالشجاع من الدرجة الأولى لأنه يحاول – بتعبير الخميسي - كسر قاعدة المألوف أو ما سماه المحظور النقدي وضع خطوطا تحت عبارتي [المحظور النقدي, والفكر الذي يتبناه الآخر].
وقد كنت قرأت مقال الحبيشي كاملا وقد آلمني كثيراً ما فيه من طرح وتوظيف وتوصيف للنصوص والآراء مبني على كثير من المغالطة، وقد كنت أزمعت وراهنت على أن جُل اليمنيين عامتهم ومثقفيهم يحبون دينهم وشرعهم ويقدسونه كما أنهم يحترمون العلماء ويجلونهم فلم يتأثروا ولن يتأثروا بالناعقين والطاعنين مهما أزبدوا واربدوا وقد كنت آثرت الصمت؛ بيد أن الذي جعلني أخرج من صمتي هو الأستاذ علي الخميسي عندما وصف صاحب ذلك النوع من الكتابات بالشجاع، إن هذا ما آلمني وآلم كل حر وقد كنت تمنيت من الأستاذ الخميسي الإشارة إلى النقاط التي يختلف فيها مع الكاتب لكنه اكتفى بمنحه وسام الشجاعة؛ حيث وصف ذلك الطرح وذلك الأسلوب الفج والساخر من العلماء والشرع بالشجاع، فليس التعرض للمسائل الشرعية أين كان وزنها وأهميتها هي من باب (كسر قاعدة مألوف أو محظور النقدي أو فكر) لا أدري لم استبدل المحظور الديني بـ (النقدي والفكري). هل فلتة لسان أم زلة بنان على لوحة المفاتيح!!
وأنا - بل وغالبية اليمنيين وكل مسلم - لا نتفق جميعا مع ما تفضل به الأخ علي الخميسي من منح الحبشي وسام الشجاعة ولا نتفق كذلك مع مسمياته التي قلل بها من شأن المسائل الشرعية والدينية؛ ليجعلها (مألوف أو محظور نقدي وفكري) يمكن لكل من هب ودب من أمثال الحبشي الخوض فيها ونقدها، ولست معترضا من مراجعة آراء السابقين بيد أن هذا الأمر يكن للمتخصصين في الشريعة ولا ضرر أن يأنسوا بما ذهب إليه العلم في مجالات الطب وعلوم النفس. ومع ذلك يبقى للشرع مكانته ورجاله وتبقى للمسائل الشرعية خصوصيتها ورجالاتها المتخصصين
ومتى وأين كان الدين وشرع الله من ضمن [المألوف أو المحظور النقدي] أخي علي ؟؟ ونحن شعب كما تفضلت "شهد له الله من فوق سبع سماوات بالطيبة وشهد له أيضا رسوله الكريم بالإيمان والحكمة" فهل فيما طرحه الحبيشي ذرة من حكمة حتى وسمته بالشجاع من دون أن تعرفه إلا لأنه قال ما قال ووسم العلماء بالرجعيين والكهنوت؛ ولم تعجبه المذاهب الأربعة ولا صحيح مسلم ولا البخاري ولا ابن تيمية ولا الغزالي ولا كل العلماء سابقيهم ولاحقيهم قديمهم وحديثهم. وهو مع ذلك يدعو الناس إلى أخذ تشريعاتهم فيما يخص زواج الصغيرات من الأميرة حصة في مقاله (تقييد المباح في أزمنة متغايرة) حيث إنها أعلم من جميع من ذكر من العلماء وشملهم عدم رضاه.
أهذا هو معيار الشجاعة والحكم عندك أيها اليمني الحكيم ؟ وهل أفهم بأن سب العلماء المبتذل جدا وتجريحهم يعتبر عندك من ضمن قاموس الشجاعة ؟ وفي بلد الإيمان والحكمة كما تفضلت!! وحسبي هنا أن أحيل القراء إلى ذلك المقال الذي استحق به الحبيشي وسام الشجاعة من لدن الخميسي كما قال عن كتابات ذلك الشجاع - برأيه - أنها تسعى لـ (كسر قاعدة المحظور النقدي تارة، والمألوف تارة أخرى).
أما إذا تحدثنا هنا عن العلمانيين أخي علي فإنك فقد ظلمتهم ظلما بيناً أتعرف لماذا ؟ لأن العلمانيين لم تعجبهم فكرة جمع الدين بالسياسة، فهم طلبوا من العلماء وإليهم مطلباً واحداً وهو أن لا يتدخلوا في السياسة ويبقى لهم كل تقدير وإجلال بيد أن شُجاعك - الذي لا تعرفه - حرم على العلماء ليس السياسة – وهم أهلها بالطبع – بل حرم عليهم حتى الفتوى والمطلوب منهم أن يتركوا منابر السياسة ومعها منابر المساجد ومنابر الفتوى ولم يترك لهم شيئا وكأن عليهم أن يقفلوا عليهم أبواب منازلهم ومن هنا أرى بتصوري أنه قليل وصفه بـ (بالعلماني)؛ لأنه قد تجاوزهم كثيرا لا شبرا ولا ذراعا بل باعا. وهذا كافيا ليقتنع الناس ويطلبون منك أن تسحب منه وسام الشجاعة الذي منحته ليرضى الله عنك ثم جمهورك من القراء.
ثم أقول أخي علي إن الشأن أو الموضوع الذي تتحدث فيه وتحدث فيه الحبشي هو مجال حساس جدا، لا ينبغي لنا الحديث والخوض فيه، لأنه ليس من باب الترف الفكري أو المحظور النقدي كما تفضلت، وأظن أن لكل مجال متخصصين، وعدم احترام التخصصات يعني عدم موضوعية المعالجة والدقة فيها بل يحصل مزيد من التخبط (والتخبيص) وليس أدل على ذلك التخبيص مما ذهب إليه شجاعك؛ فقد حشا مقاله بكثير من التجاوزات والمغالطات التي لم يترك فيها شفعا من المسامات بحيث تجعل القارئ يحسن به الظن كما ذكرت.
وأنت أخي علي رجل مثقف وكاتب موهوب، وتعرف معنى التخصص !! فلم لا نترك هذا المجال للمتخصصين ليحكموا هل هو ما قام به الحبيشي في مقاله كسر قاعدة مألوف أو محظور نقدي أو خلافه؛ فهم أهل الشأن والرأي والقول الفصل في ذلك فما بالنا نحن نحشر أنفسنا في كل شيء وفي ميادين ليست ساحتها لنا ! أم أفهم أنها السياسة التي أضاعت منا الحكمة والكياسة وهل كل هذا الحشو وذلك التخبيص في الأدلة النقلية والقراءات الموجهة والقائمة على كثير من المغالطات شجاعة فكرية أم دعاية انتخابية لكسب صف المرأة في الانتخابات القادمة؟
وإذا كان بعض المتقولين والناعقين يحرم على علماء الدين الحديث في السياسة وهم أهلها ؟ فهل من باب المنطق الرصين والعقل الحكيم أن نسحب منهم حتى إصدار الفتوى في الدين وهل أصبحت الفتوى مجال للمهاترات السياسة ؟؟ ما هذه الحكمة أيها الحكماء !! إذا أين يكون موقع العالم بتصوركم إذا كان لا يجدي ولا ينفع لا في السياسة ولا في الفقه ولا في الفتوى ؟؟ ماذا أصابكم بني قومي وما دهاكم !!.
وعودة على بدء وسوف أكتفي بعنوان المقال وأحيل القراء إلى المقال، فالشيء يقرأ من عنوانه وعنوانه هو (إنهم يسعون إلى أسلمة رواسب الجاهلية) وهو يقصد بذلك طبعا ومن دون نقاش العلماء سواء السابقين أو اللاحقين. فهل أصبح الإفتاء في المسائل الشرعية المختلف حولها من رواسب الجاهلية ؟ وهل كل ما سبق من مذاهب فقهية ومسائل خلافية هي كذلك رواسب جاهلية في تصور الحبيشي؟؟ فلم يعجبه صحيح مسلم ولا ابن تيمية ولا الغزالي وعدد ما شئت يا أستاذ علي الخميسي.
فعلا إنه لا يستحق وسام الشجاعة وكفى؛ بل جائزة (نوبل) للشجاعة الفكرية وأظنه يسعى لها سعيها بكل ما أوتي من شجاعة فكر ورأي بحسب وصفك فنحن في عالم الغرائب؛ فها هي أمريكا قد أخذت تلك الجائزة لأنها حامية السلام في العالم وتعمل دوما على عدم إراقة الدماء وما حصل ويحصل في العراق هو مكابرة إعلامية واتهامات زائفة وليست صحيحة !! وإذا ما استمر الحبيشي يكتب على هذا المناول فلا بد أن اليمن سوف ينالها (شرف) هذه الجائزة.