كوم المتناقضات.. وإبرة الحقيقة !!.
بقلم/ شفيع العبد
نشر منذ: 14 سنة و 6 أشهر و يوم واحد
الخميس 20 مايو 2010 06:35 م

إهداء إلى البيضاني الأصيل الزميل "حسين اللسواس"

يبقى الوصول إلى "الحقيقة" المجردة عن كل زيف وإدعاء ..وكذب وافتراء، هدف ليس كل صاحب "رأي".. وحامل "فكرة" فحسب، وإنما لكل "باحث" عن سمو المقاصد ونبل الغايات.

وهو "الهدف" الذي على ما يبدو أصبح صعب المنال..ليس لغياب الحقيقة لذاتها واستحالة العثور عليها.. وإنما لـ"التغييب" الذي يخيم على أجواءها "البيضاء"..ولـ"التعتيم" الذي تتعرض له مفرداتها ومعانيها بفعل"غيوم" المجاملات.. و"سحائب" الالتوائية..واساليب الاقصائية التي ينتهجها أعداء"الحقيقة" ويتعاطونها ثقافة أحادية الجانب!!.

في واقعنا المعاش الذي تنتهك فيه الحقوق.. وتمتهن الكرامة.. ويقتل الإنسان..ويعتقل..ويشرد..ويطارد.. تجاه ما يحدث في "الجنوب" من حراك سلمي يسعى لتحقيق أهداف مشروعة..أصبح الجميع بحاجة فعلية للحقائق حتى تستقيم الأمور ويتمكن الجميع من الوقوف على "أقدامهم" بعيداً عن الكيد والكيد المضاد وفق قانون "نيوتن"..فالأمور أضحت بالغة التعقيد وتحتاج إلى "فك الارتباط" بينها والفشل الملازم لها منذ أمد بعيد، والذي هو حتمية لطريقة التعاطي مع الحقيقة والموقف العدائي منها وفق قناعات مسبقة استجابة لمؤسسي منهاج "الفشل" في واقعنا!!.

لغة “التشويش"..وخطاب "التشويه".. باتا منهج لسلطة الحرب والفيد وتراها تجتهد أكثر لمحاولة "الوقيعة" بين أبناء الشمال و الجنوب لخدمة مصالحها..من خلال "غرس" أذنابها في خاصرة الحراك لينفذوا افعالاً مرسومة لهم سلفاً لتصوير الحراك على انه موجه ضد أبناء الشمال الذين تصور السلطة أنهم يتعرضون لاستفزاز يومي من قبل ناشطي الحراك، مع يقين "الشرفاء" هنا وهناك بأن الحراك الجنوبي لم يكن لاستهداف أبناء الشمال في أي لحظة منذ انطلاقته كفعل ثوري رافض للوحدة التي تحولت إلى "احتلال" واستباحت الأرض والمقدرات ونهبت الثروة لمصلحة مراكز القوى والنفوذ!!.

هناك سياسيون ومفكرون ومثقفون وصحفيون ومواطنين يعرفون بواطن الأمور جيداً، ويحاولون وفق إمكاناتهم ..وبحسب الهامش الضيق لحرية الرأي والتعبير كشف الحقائق ووضعها أمام الجميع عارية، لكن تبقى طريقة التعامل مع من يحاول الإمساك "بتلابيب" الحقيقة تأت في نفس "البرواز" المرسوم والذي يستلزم عدم تجاوزه، كون التجاوز إذا ما تم ولو خطأ سيؤدي إلى قطع "المعلوم" وإيقاف حنفيته.. ومن هنا تتجلى الأفعال "الفاضحة" التي يجوز لنا مقارنتها بالفعل الفاضح في جرائم الشرف!!

وإلا ما معنى إن تكشر "أقلام" الزفة بعينها عن حبرها "الممجوج" والذي لا يرعف إلا لخدمة "المصلحة" التي هي فوق كل اعتبار لديهم، ودفاعاً عن "الخطأ" لتكيل التهم وترسل الإساءات لشخصيات معروفة بنهجها القويم واستقامة حروفها ونبل مقاصدها وصدق كلماتها وثبات مواقفها، لتجردها من كل شيء، وتحتكر لنفسها ولمن يقف خلفها معاني البطولة والشرف والنضال!!.

ثم ما معنى إن "تنحاز" بعض الأطر وتجاهر بالخطأ من خلال موقف تعبر به عن رضاءها عن تلك الجهة التي عرتها الحقائق وكشفت وقوعها في شراك نصبته لنفسها طواعية لتقف في خانة الإهمال والفساد!!.

تلك مواقف تعبر عن وعي مأزوم وانفصام في القناعات ومحاولات بائسة لتظليل الرأي العام الذي شب عن الطوق وأضحى في حاجة ماسه للحقيقة، ويجتهد من اجلها ولو تطلب الأمر البحث المضني عن "أبرتها" وسط أكوام من المتناقضات التي تطل برأسها على واقعنا المعاش.. ومهما تفعل أقلام "الزفة" وأسيادها فإنها بلا وعي تكتب نهايتها التي ستنجلي أمام اشراقة الحقيقة.