إسرائيل مسحت 29 بلدة لبنانية من الخريطة شاهد.. القسام تفجر عبوة ناسفة بـ4 جنود ودبابة إسرائيلية في جباليا تصريح أموريم عن جماهير مانشستر يونايتد يثير تفاعلاً.. هذا ما جاء فيه بهدف ابتزاز التجار ورجال الأعمال والشركات.. وثيقة مسربة تكشف عن أحدث الابتكارات الحوثية في مجال الجبايات مصر تجدد تمسكها بوحدة اليمن .. تفاصيل اجتماع الرئيس العليمي مع نظيره السيسي العالم على مشارف الحرب العالمية الثالثة.. الرئيس الأوكراني يستغيث بأوروبا ويعلن وصول 11 ألف جندي كوري شمالي إلى كورسك الروسية الاعلام الحوثي الرسمي ينقلب على التهدئة ويوجه اتهامات جارحة للسعودية بسبب رفضها الزواج.. عصابة من 5 اشخاص يقومون بتصفية شابة من تعز بإبرة مسمومة في عنقها العليمي أمام امام المنتدى العالمي يكشف عن خسائر مهولة للاقتصاد الوطني بسبب حرب الحوثيين تصل إلى إلى 657 مليار دولار اذا استمرت الحرب طارق صالح يفسد فرحة الحوثيين بهذا الظهور
توفي في صنعاء الشاعر الكبير/ حسن عبدالله الشرفي، عن ما يقارب 80 عاما، قضى اكثر من نصفها يمدح الثورة والجمهورية، بنى مجده من كتابة القصائد للثورة ودبج المدائح للرئيس السابق علي عبدالله صالح وعهده الميمون وانتصاراته وفتوحاته التي لا عد لها.
الشرفي - رحمه الله - كما كان متوقعا من كل الحالات الهاشمية التي تشابهه، ختم سنوات عمره جنديا مخلصا مع بقايا الامامة السلالية التي اجتاحت صنعاء عام 2014م، لكن حالة الشرفي متميزة اكثر، اذ لم يتوقف جهده عند بيعة عبدالملك الحوثي وشتيمة خصومه.
في قصائده ومواقفه الاخيرة نسف حسن الشرفي كل ما تضمنه ارشيفه الشعري الواسع، وأدان نفسه بشكل سافر، ليثبت حقيقة مرة عنه وعن كل اشباهه تجعلهم محل شك مهما تحمسوا في التطبيل لاصحاب العطايا والتمثيل على اليمنيين.
سنوات العهد الجمهوري التي نمت في ظلها اكتاف الشرفي وغالبية بني عمومته اصبحت عقود ظلام وسنوات خيبة، فور الاجتياح الهاشمي لصنعاء كتب الشرفي قصيدة يعاير فيها ذكرى ثورة سبتمبر المغدورة ومما قاله فيها:
ثأرنا عند نصف الليل يوما
وما فهم السقيم ولا الصحيح
وقلنا للزمان: لقد أفقنا
فزغردت النوافذ والسطوح
ومثل تحية العَجلان لُحنا
وفي أعماقنا زمن قبيح
أردنا أن يظل بنا وفينا
كمتن لم تغب عنه الشروح
ومرت خيبة الخمسين عاما
تبيح خيارنا او تستبيح.
مع اندلاع ثورة الربيع العربي انحاز حسن الشرفي إلى صف الرئيس السابق علي عبدالله صالح، وكتب ضد هتافات الجماهير قصائد بذيئة وسفيهة ففتحت له وسائل اعلام الرئيس السابق مساحات واسعة وعطايا باذخة.
قد يعتقد البعض ان هذا الموقف الذي انتهجه الشاعر الشرفي، هو قتاعة او موقف ومبدأ، او حتى وفاء لصاحب الجمائل المتعددة عليه، لكنها كانت مجرد حلقة من حلقات التقية الهاشمية التي انكشفت لاحقا بشكل سافر.
بعد أسبوعين تقريبا من سيطرة الحوثيين على صحيفة الثورة الرسمية نشر فيها حسن الشرفي قصيدة طويلة تتغنى بالفاتحين الجدد وتلعن (ثلث قرن) من حكم (العصابة)، والمقصود بها قطعا : علي عبدالله صالح:
قل هو الشعب كله, والتروي
كله.. والإرادة الوثابة
ومعاناة نصف قرن،، وطغوی
ثلث قرن،، وموبقات العصابة
نصف قرن وآآح من نصف قرن
لم يكن غير بومة في خرابه
وهو ظلم القربي،، وفيها عيون
دامعات،،، وذكريات مصابة
ثلث قرن من أحجيات عجاف
حشرتهم في كل أنف ذبابة
كان حسن الشرفي من اكثر الشعراء انتاجا وغزارة وأجودهم في السبك والنظم طيلة العقود الماضية، وكان يحلو له ان يسوّق اسمه ندا للبردّوني الكبير، وبعد وفاة البردّوني أعد الراحل الشرفي عمامته والقاوق إماما منتظرا حانت لحظة بيعته ولو من شيعته المقربين.
اليوم يرحل عن دنيانا الشاعر الشرفي، تاركا اكثر من 8 مجلدات واسعة وعشرات الدواوين والمقابلات والقصائد المتناثرة، لكنه مات مخذولا حتى من احتفاء الذين اعجبهم شعره ذات أزمان.
حتى محبيه ومن يبعثون التعازي اليوم من بني عمومته وعكفتهم، لا يجرؤون ابدا على الاحتفاء بشعره وقصائده القديمة.
رحلت يا عم حسن، اما دواوينك واعمالك الكاملة فستمثل وثائق ادانة وشهادات مؤلمة لعهد وعهود، فمن عرفوك كشاعر مرهف وانسان يلبس لسان وقميص موطن مثلهم، افزعتهم مواففك الاخيرة والإمام الذي بعثته من اعماقك، اما شيعتك الجدد رغم قلتهم فإنهم كلما تذكروك سيجدون التناقض والمديح للزمن القبيح الذي لن يطيقون سماعه !.
وسوف يجدون ايضا ان خبرة الايام والتجارب جعلتك تتنبأ بقرب ذوبان انتفاشتهم وتقلب الزمن عليهم، حيث لم تقدر على اخفاء هذا الشعور القاتل في قصائد مدحك لهم وتوقعك بانتهاء قريب لما اسميته (حلمكم البديع) الذي ستلاشي (صانعيه) تيها بين وشحة وشوابة:
هاهنا حلمها البديع وعرس
فوق ما في نفوسنا من مهابه
.
أتمنى أن لا أراها بحال
عرضة للأصابع السبابه
.
قد تنام الدنيا،، وساعة تصحو
لم تقل أين،، وشحه من شوابه.