الجفاف يهدد سكان محافظة تعز بالموت عطشا

الأربعاء 07 أغسطس-آب 2013 الساعة 10 مساءً / مأرب برس -شينخوا- فارس الحميري
عدد القراءات 3497
صنعاء 6 أغسطس 2013 (شينخوا) اجتاح الجفاف عدة مناطق في محافظة تعز اليمنية (256 كم) جنوب صنعاء الأمر الذي يتهدد سكان المحافظة بالموت عطشا.
وتصنف اليمن من أكثر دول العالم فقرا في الموارد المائية، وتعتمد بشكل كلي على المياه الجوفية لتوفير احتياجها من المياه.
وانخفض أخيرا نصيب الفرد اليمني من المياه سنويا من 130 إلى 127 مترا مكعبا، وهو يقل عن المستوي المعتمد عالميا بـ 1000 متر مكعب.
ويعاني سكان اليمن البالغ عددهم حوالي 25 مليون نسمة منهم حوالي 70 بالمائة فقراء، من أزمات متراكمة، ومشكلة المياه تعد واحدة من تلك الاشكاليات.
وفي مدينة تعز اليمنية، تضاعفت معاناة السكان بسبب اجتياح الجفاف عشرات المناطق الريفية وانعدام المياه في المدينة، وانعدمت شبه كليا مياه الشرب.
وتحتل محافظة تعز اليمنية المرتبة الأولى من حيث عدد السكان في البلاد، إذ يشكل سكانها ما نسبته (12.2 %) من اجمالي عدد السكان.
وتحدث سكان محليون لوكالة أنباء (شينخوا) عن اوضاع مأساوية يعانونها نتيجة انعدام المياه عموما.
وأكد هؤلاء أن الجفاف اجتاح عدة مناطق في ريف محافظة تعز، وان مئات الاسر غير قادرة على توفير مياه الشرب حتى وان كانت غير صالحة.
وحسب السكان فان عملية ضخ المياه من الابار الجوفية توقفت في مناطق عدة نتيجة عدم وجود المياه في تلك الابار.
وأشار بعض السكان إلى أن عملية البحث عن المياه تستغرق الكثير من الوقت والجهد والتنقل من منطقة لأخرى حتى يحصلون على كميات قليلة من المياه.
وفي السياق ذاته، قال أحمد المجيدي، رب اسرة من سكان إحدى المناطق الريفية بتعز، إن مياه الشرب انعدمت في مناطق عدة بسبب الجفاف وندرة الامطار هذا العام وان السكان فقدوا القدرة على الحصول على مياه الشرب.
وأضاف ان المواطنين يتنقلون من منطقة الى اخرى بعضهم يستخدمون السيارات وآخرين بالطرق البدائية عبر الحيوانات "الحمير" للبحث عن مياه الشرب.
وتابع "نقضى عدة ساعات يوميا للبحث عن ماء الشرب، حيث نصل الى منطقة توجد فيها مياه وننضم في صفوف طويلة حتى يأتي دورنا، وقبل يومين نظم شباب من ابناء مدينة تعز وقفة احتجاجية في "جبل صبر" لمطالبة الجهات المختصة القيام بدورها ".
ورفع هؤلاء الشباب لافتات وشعارات منددة بالوضع المأساوي الذي يعيشه السكان.
وزادت معاناة سكان تعز خلال شهر رمضان المبارك، وقال الصحفي اليمني زكريا الكمالي في صفحته على موقع التواصل الإجتماعي (فيسبوك) إن تعز مدينة "منكوبة مائيا" من زمان ، لكن هذا الشهر - شهر رمضان – يمثل النكبة الكبرى.
وأعلن وزير المياه والبيئة اليمني عبد السلام رزاز، أن مدينة تعز جنوب صنعاء "مدينة منكوبة مائيا" بسبب اجتياح الجفاف عدد من مناطقها وعدم حصول السكان على مياه الشرب الكافية.
وقال رزاز " إن تعز تعتبر مدينة منكوبة مائيا، وهي أول المدن في العالم التي تعاني من شح المياه ".
وتابع " أن ما تعانيه تعز من شح في المياه هو نتاج لتراكم الإشكالات المائية منذ سبعينيات القرن الماضي دون حلول "، لافتا إلى " أن ما تنتجه 64 بئرا، والمقدرة بتسعة الاف متر مكعب، لا يساوي ما تنتجه 3 آبار في أي مكان آخر".
وأوضح رزاز أن مشكلات عدة، منها الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي وأعمال التخريب والاعتداءات على آبار وأنابيب المياه ضاعفت من تفاقم مشكلة المياه.
وأعلنت اللجنة الشعبية لإنقاذ مدينة تعز من الجفاف وشحه المياه بان سكان المدينة وعدد من سكان المناطق الريفية التابعة للمحافظة مهددون بالموت عطشا.
وقال غازي السامعي احد اعضاء الحملة، إن الجفاف يجتاح حاليا مدينة تعز وعدد من مناطقها الريفية الامر الذي يتهدد السكان بكارثة حقيقية وهي "الموت عطشا" او الموت بسبب التلوث والأمراض الناتجة عن الماء الملوث.
وأوضح السامعي ل(شينخوا) أن السكان في مدينة تعز يعانون من انقطاع المياه شبه كليا ، وان المياه التي تصل المنازل عبر خط الانابيب التابع للدولة تصل مرة واحدة كل ثلاثة الى اربعة اشهر تقريبا.
واضاف " يلجأ المواطنون الى جلب المياه من اجل البقاء عبر ما يسمى (وايتات) - سيارات متخصصة بنقل المياه - بمبالغ مالية كبيرة وهي في الاساس غير صالحة للشرب ".
وحسب عضو الحملة الشعبية فان المشكلة تمكن في تدني منسوب المياه في الابار المخصصة لتغذية المدينة بالإضافة الى التواطؤ الحكومي حيث لا توجد اي معالجات حكومية جادة تجاه الوضع المأساوي.
ولفت إلى أن مشكلة المياه تتركز في المدينة المزدحمة بالسكان وفي معظم مناطقها الريفية.
ووجهت اللجنة الشعبية نداء عاجلا للحكومة اليمنية والمجتمع الدولي للوقوف الى جانب سكان مدينة تعز في مواجهة الاخطار التي تتهددهم نتيجة الجفاف الحاد والذي يعرض صحة المجتمع وأمنه بكوارث حقيقية.
وفي مطلع يوليو الماضي، أكد تقرير اجتماعي في اليمن أن 72 بالمائة من المساكن لم تصلها شبكة أنابيب المياه المنزلية الصحية.
وقال التقرير الوطني الاول لرصد الحماية الاجتماعية في اليمن، الذي اعدته منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف"، إن 28 بالمائة من سكان اليمن لديهم انابيب مياه منزلية فقط، وان تلك المياه القادمة من الانابيب ليست بالضرورة مياه صحية صالحة للشرب 100 بالمائة.
وحسب التقرير، فان 43 بالمائة من اليمنيين يحتاجون للمشي لمدة 30 دقيقة للوصول إلى مصادر المياه.
وأشار التقرير إلى أن اجمالي الاسر التي تستخدم طرق المعالجة للمياه - كالغلي مثلا - تتمثل فقط بـ 2.6 بالمائة، بما يعني بان بقية الاسر تستخدم مياه غير صالحة للشرب.
وقال حينها جوليان هارنيس ممثل المنظمة في اليمن، إن مشكلة الوصول الى المياه النظيفة واحدة من القضايا المهمة التي تؤثر على الاطفال في اليمن.
وتابع " يعتبر الوصول إلى مياه نظيفة وآمنة للشرب وللاستخدام المحلي حق اساسي لكل انسان ومع ذلك، تستخدم 8 بالمائة فقط من الاسر الاشد فقرا مرافق صرف صحي جيدة مقارنة بـ99 بالمائة من الاسر الاغنى ".
وذكر ممثل المنظمة الدولية " يتعين على 43 بالمائة من اليمنيين في الاسر الفقيرة المشي على الاقدام لاكثر من 30 دقيقة للحصول على مياه مقارنة بـ2 بالمائة بين الاسر الغنية".

إقراء أيضاً
اكثر خبر قراءة عين على الصحافة