قال الشيخ حميد الأحمر نجل رئيس مجلس النواب اليمني عبد الله بن الحسين الأحمر في حديث هاتفي أجرته معه «الشرق الأوسط» إن أحزاب المعارضة اليمنية المنضوية تحت لواء «تجمع اللقاء المشترك» تدرس حاليا إيجاد آلية لاستيعاب المستقلين والشخصيات السياسية اليمنية من غير المنتمين لأحزاب سياسة للاستفادة من آرائهم في دعم التغيير والتصويت لمرشح الرئاسة فيصل بن شملان المنافس الأول للرئيس علي عبد الله صالح. ورأى الشيخ الأحمر الابن أن القبائل اليمنية مستقلة في قرارها وهي «أكثر وعيا من الحزب الحاكم لأهمية الديمقراطية «وستدلي بأصواتها إلى من يحقق مصلحتها في الحياة الكريمة المستقرة بغض النظر عن انتماء المرشح لهذه القبيلة أو تلك».
وأضاف الشيخ حميد الأحمر وهو من قيادات التجمع اليمني للإصلاح أكبر أحزاب المعارضة اليمنية، إن من بين المقترحات المطروحة على المستقلين دعوتهم لتشكيل تيار سياسي جديد خاص بهم يتولى التنسيق مع قيادات اللقاء المشترك لإنجاح مرشحي المعارضة في الانتخابات الرئاسية والمحلية المقرر اجراؤها في 20 سبتمبر (ايلول) المقبل.
ويأتي سعي «اللقاء المشترك» للاستفادة من الأصوات المستقلة بعد أيام قليلة من الإعلان عن تأسيس «تيار المستقبل»، وهو تيار سياسي تعتقد أحزاب المعارضة أن الحزب الحاكم يقف وراء تأسيسه لدعم الرئيس الحالي علي عبد الله صالح. ويضم هذا التيار حوالي 50 شخصية سياسية وأكاديمية من عدد من الأحزاب السياسية اليمنية يقول مؤسسوه، إن غايتهم هي «المساعدة في تهيئة اليمن للانتقال إلى مستقبل يتسع لكل آمال اليمنيين ويستوعب طموحاتهم المشروعة في حياة حرة كريمة آمنة ومستقرة يسودها العدل والرخاء». وكان محسن العمودي رئيس تيار المستقبل تجنب الرد على سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول تلقي التيار لدعم مالي من الرئيس علي عبد الله صالح، لكنه أكد دعم التيار للرئيس بقوله: «أعلنا في بياننا الأول أننا نراهن على فخامته وعلى اقتداره بتوظيف ملكاته التاريخية كقائد واستثمار الإجماع الوطني حول محورية دوره القيادي لتحقيق نقلة نوعية في النظام السياسي وطفرة اقتصادية تؤمن للشعب اليمني نظاما سياسيا ديمقراطيا مستقرا لا تستبد به التجاذبات».
من جانبه، أكد الشيخ حميد الأحمر جدية أحزاب المعارضة في خوض المنافسة على الرئاسة قائلا «إننا نسعى للنجاح وليس لخوض المنافسة لمجرد المنافسة». وتابع القول «إننا مع انتخابات حرة ونزيهة، ولن نتعايش مع انتخابات مزورة تهدد نتائجها السلم الاجتماعي في بلادنا». كما استبعد فوز مرشح الحزب الحاكم قائلا: «كما سبق وأشرت فقد يكون بإمكانهم تزوير النتيجة.. ولكن ليس بمقدورهم إرغامنا على قبول نتائج مزورة أو التعايش معها». يشار إلى أن الشيخ حميد الأحمر ينتمي لقبيلة حاشد، التي يقودها والده الشيخ عبد الله بن الحسين، وينتمي إليها الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، وكان قد أدلى بصريحات مماثلة نشرتها صحيفة «ناس برس» اليمنية شن فيها هجوما قاسيا على الحزب الحاكم وانتقد الأوضاع القائمة، وأثارت انتقاداته ضجة في الوسط السياسي اليمني، خصوصا تأكيده أن القبائل اليمنية لا تقف مع مرشح ضد آخر. وعن موقف والده الشيخ عبد الله الأحمر، قال إنه يقف دوماً في صف الشعب، ومنحاز لمصلحة البلاد، وهو الموقف الذي سيقفه في هذه الانتخابات، وتابع قائلا «لو كان له موقف آخر لما كنت أتحدث بما أتحدث به الآن». وأضاف: قبيلتا حاشد وبكيل ستنحازان لمن سيحقق خيرهم وينشد مصلحتهم، وهم يدركون أن ما لم يتحقق في 28 عاما، لن يتحقق اليوم ما لم يحدث التغيير، وستثبت قبائل اليمن بمشيئة الله، أنها أكثر وعياً وإيمانا بالنهج الديمقراطي من الحزب الحاكم وحكومته، التي لم تنجز للشعب ما يحتاج إليه وما تعده به.