اليمن.. هل تتغير موازين القوى بعد تحرير شبوة وصمود مأرب؟.. تقرير
الموضوع: أخبار اليمن
 

 

بينما كان الحوثيون يمنّون أنفسهم باقتراب سيطرتهم على أهم مدينتين اقتصاديتين في اليمن، من حيث ما تملكانه من ثروات نفط وغاز وفيرة، وجدوا أنفسهم أمام تغيرات كبيرة، قذفت بهم إلى خارج إحدى المدن، فيما فقدوا زمام المبادرة في معركتهم بمدينة أخرى.

 

كان ذلك الحال في أطراف مدينتَي مأرب وشبوة النفطيتين، فبعدما كان الحوثي يسيطر على ثلاث مديريات في شبوة، تمكنت قوات حكومية وأخرى موالية لها بدعم من التحالف العربي بقيادة السعودية، من طرد الحوثيين منها، والتقدم نحو مناطق أخرى في مأرب.

 

ومع إعلان "التحالف" عملية أطلق عليها "اليمن السعيد"، وسط تراجع لقوات الحوثي، يبدو أن موازين القوى بين الحوثيين والقوات الحكومية قد تغيرت لصالح الأخيرة، وسط ترقُّب محلي ودولي لما ستؤول إليه الأحداث والتطورات الجارية.

 

شبوة وعملية للتحالف

كان الـ11 من يناير الجاري، موعداً لإعلان حكومي يمني بتحرير ثلاث مديريات في محافظة شبوة، كان الحوثيون قد سيطروا عليها، ضمن مخططٍ لهم للسيطرة على كافة أرجاء المحافظة التي تحتوي على أكبر محطة لتسييل الغاز الطبيعي.

 

وقال محافظ شبوة، عوض الوزير، خلال مؤتمر صحفي آنذاك: "نعلن بكل فخر، تحرير تراب محافظة شبوة بالكامل، من كل المليشيات الحوثية الانقلابية المدعومة من إيران، وأن التحالف العربي شريك حقيقي في صناعة تلك الانتصارات".

 

ولأول مرة له، زار الناطق باسم التحالف العربي، العميد الركن تركي المالكي، محافظة شبوة عقب تحريرها، وأعلن منها انطلاق عملية جديدة تحت اسم "حرية اليمن السعيد".

 

وقال إن العملية "انطلقت ابتداءً من 11 يناير 2022 في المحاور كافة، وهي عملية ليست عسكرية بالمصطلح العسكري، ولكنها لنقل اليمن إلى النماء والازدهار؛ ليصبح بالمصفوفة الخليجية في مجالات التطور والازدهار".

 

وأضاف المالكي أنّ التحالف يقوم بعمليات عسكرية من أجل تطهير اليمن، متهماً الحوثيين برفض أي حوار، وتعطيل العملية السياسية.

 

عمليات عسكرية بمأرب

وفي المقابل دخلت المعركة بمحافظة مأرب المجاورة لشبوة، مرحلة جديدة بعد عملية إعادة الانتشار للقوات الموالية للحكومة الشرعية بالساحل الغربي، في إطار إعادة توزيع الجهد العسكري وإسناد الجبهات الملتهبة، وبدء معركة لتحرير عدد من المناطق.

 

وبالتزامن مع المعارك، أعلن "التحالف" بقيادة السعودية، طرقاً رابطة بين محافظات مأرب والبيضاء وشبوة في اليمن، مناطق عمليات عسكرية.

 

وقال المتحدث باسم التحالف، المالكي، في 15 يناير، إن "قيادة القوات المشتركة للتحالف تطلب من المواطنين اليمنيين الكرام والمسافرين عدم استخدام الطرق القادمة من محافظتي (مأرب والبيضاء) إلى مديريات (حريب، عين، بيحان، عسيلان) ابتداءً من الساعة الثالثة عصراً (15:00) من مساء السبت 15 يناير 2022، حتى إشعار آخر".

 

وأرجع العميد المالكي ذلك إلى "اعتبارها مناطق عمليات يتم مراقبتها على مدار الساعة، وسيتم استهداف أي تحركات على هذه الطرق"، مضيفاً أن قيادة القوات المشتركة للتحالف تطلب من المواطنين اليمنيين "عدم التواجد بالقرب من هذه الطرق؛ حفاظاً على سلامتهم".

 

وسبق أن بحثت قيادة القوات السعودية، وقيادة الجيش اليمني، في 11 يناير، خلال اجتماعٍ عُقد في مأرب، آليات تنسيق الجهود المشتركة لمواجهة الحوثيين عسكرياً.

 

ووفق وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ)، ركز اللقاء على "آليات التنسيق والتعاون بين القوات المسلحة اليمنية وقيادة القوات المشتركة للتحالف العربي في المعركة المشتركة ضد مليشيات الحوثي".

 

وفي 13 يناير 2022، قال العميد عبده مجلي، المتحدث الرسمي باسم قوات الحكومة اليمنية، إن موازين واستراتيجية المعركة مع الحوثيين شهدت تغيراً ملحوظاً بفعل الانتصارات الميدانية الكبيرة التي تحققت خلال الأيام القليلة الماضية.

 

ويحاول الحوثيون منذ أكثر من عام، السيطرة على مدينة مأرب، لكن صمود القوات الحكومية ورجال القبائل الموالية لها، أفشل تقدمات الحوثي، الذين حققوا تقدمات محدودة بالمحافظة.

 

تحرير ما بعد المحافظتين

يرى الصحفي اليمني يحيى حمران، أن جوهر "المعركة مع الحوثي وبُعدها الحقيقي في تحديد تغيير الموازين لا يكون إلا بتحرير ما بعد شبوة ومأرب والبيضاء".

 

ونقل موقع "الخليج أونلاين"،عن حمران بأن ما يقصده بتحرير ما بعد هذه المدن يتمثل بـ"الوصول إلى العاصمة صنعاء المحتلة من قبل مليشيات الحوثي المدعومة من إيران، التي ترى أن حكم اليمن حق وميراث سياسي عمره يزيد على آلاف عام".

 

ويؤكد أن "لا شيء يقف اليوم أمام استعادة دولة اليمنيين وتأمين الجزيرة العربية من أطماع إيران إلا من خلال تحريك كافة الجبهات وفي مختلف المواقع القتالية باتجاه صنعاء والحديدة وحجة والجوف وصعدة".

 

ويستند في قوله هذا إلى "كون مليشيات الحوثي لم تعد قادرة إلا على الضغط على مكان واحد بهدف إسقاطه قبل أن تتحول إلى غيره"، في إشارة إلى هجماتها المستمرة في مأرب. 

 

ويضيف: "ستكون المليشيا عاجزة عن فعل أي شيء يوقف أي تحركات عسكرية شاملة لتحرير أنحاء اليمن كافة إذا ما انطلق الجميع كل من موقعه"، مشيراً إلى أنه حينها "ستظهر الموازين الحقيقية في صناديق الاقتراع بعد تطهير اليمن من الحوثيين".

 

ويتابع: "في ظل استمرار الحرب بمنطقة محددة، فلا موازين تُذكر غير العبث بأرواح اليمنيين حاضراً والعرب مستقبلاً على أيدي باقي الأذرع التي زرعتها إيران في المنطقة".

 

كما يؤكد وجود تغيير ملحوظ، خاصة في خطاب الحوثيين، موضحاً: "ظهر بعض الإعلاميين التابعين لها يتوددون إلى اليمنيين بتنازلات عن بعض الامتيازات السلالية التي فرضوها"، واصفاً ذلك بأنها "مراوغات إمامية؛ خوفاً من القادم".

 

ويلفت إلى وجود "ملامح تنبئ بتغيير حقيقي في تقاربات ممكنة بين المكونات التي كان يراهن الحوثي على استمرار تنافرها لمصلحته".

 

وخلص إلى أن تحرير شبوة وصولاً إلى حريب مأرب على أيدي قوات العمالقة وبمساندة أبناء المناطق من مقاومة وجيش وطني يعتبر "دليلاً قاطعاً على وحدة الارادة اليمنية الرافضة لمليشيات الحوثي".

مأرب برس - الخليج أون لاين
السبت 15 يناير-كانون الثاني 2022

أتى هذا الخبر من مأرب برس | موقع الأخبار الأول :
https://marebpress.com

عنوان الرابط لهذا الخبر هو:
https://marebpress.com/news_details.php?sid=181351